باب ما جاء في الانفال وتاويلها وما يخمس منها


تفسير

رقم الحديث : 751

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ ، قَبِلَ هَدِيَّةَ أَبِي سُفْيَانَ . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : أنا يَزِيدُ , عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَى إِلَى أَبِي سُفْيَانَ تَمْرَ عَجْوَةٍ ، وَهُوَ بِمَكَّةَ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ يَسْتَهْدِيهِ أَدَمًا ، فَأَهْدَى إِلَيْهِ أَبُو سُفْيَانَ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَإِنَّمَا وَجْهُ هَذَا عِنْدَنَا أَنَّ الْهَدِيَّةَ كَانَتْ فِي الْهُدْنَةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلِ مَكَّةَ قَبْلَ فَتْحِهَا , فَأَمَّا مَعَ الْمُحَارَبَةِ فَلا , وَكَذَلِكَ قَبُولُهُ هَدِيَّةَ الْمُقَوْقَسِ صَاحِبِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ , وَكَانَ عَظِيمُ الْقِبْطِ يُرْوَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا كَتَبَ إِلَيْهِ مَعَ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ ، أَكْرَمْ حَاطِبًا وَأَحْسَنْ إِلَيْهِ ، وَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ نَبِيًّا قَدْ بَقِيَ ، وَإِنَّ كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّهُ يَخْرُجُ بِالشَّامِ ، وَأَهْدَى إِلَيْهِ مَارِيَةَ الَّتِي وَلَدَتْ إِبْرَاهِيمَ ، وَبَغْلَةً وَأَشْيَاءَ سِوَى ذَلِكَ ، فَقَبِلَهَا . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَنَرَى ذَلِكَ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ أَقَرَّ بِالنُّبُوَّةِ وَلَمْ يُظْهِرِ التَّكْذِيبَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَمْ يُؤْيِسْهُ مِنَ الإِسْلامِ ، فَلِهَذَا نَرَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبِلَ هَدِيَّتَهُ ، فَأَمَّا النَّجَاشِيُّ فَقَدْ كَانَ أَسْلَمَ ، وَأَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبِلَ هَدِيَّتَهُ , وَكَذَلِكَ الأُكَيْدِرُ ، إِلا أَنَّ إِسْلامَهُ كَانَ عَلَى شَرْطٍ لَهُ وَشَرَطَ عَلَيْهِ فَكَتَبَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ كِتَابًا ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِيمَا ذَكَرْنَا مِنْ كُتُبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَالثَّبْتُ عِنْدَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْبَلْ هَدِيَّةَ مُشْرِكٍ مُحَارَبٍ ، وَقَدْ بَيَّنَّا فَصْلَ مَا بَيْنَ الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ ، فَأَمَّا الصَّدَقَةُ ، فَلَيْسَتْ تَدْخُلُ فِي شَيْءٍ مِنْ حُكْمِ هَذَيْنِ الْمَالَيْنِ ، إِنَّمَا هِيَ زَكَاةُ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ ، وَمَوَاضِعُهَا الأَصْنَافُ الثَّمَانِيَةُ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ بَرَاءَةٍ ، وَلا تَكُونُ عَطَاءً لِلْمُقَاتِلَةِ ، فَذَلِكَ بَيِّنٌ فِي حَدِيثٍ يُرْوَى عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عِكْرِمَةَ

ثقة

يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ

ثقة

جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ

ثقة

يَزِيدُ

ثقة متقن

أَبُو عُبَيْدٍ

ثقة مأمون

Whoops, looks like something went wrong.