باب اخراج الخمس من المال المدفون


تفسير

رقم الحديث : 1000

أنا أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ ، فَقَالَ : " إِنِّي وَجَدْتُ أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ فِي خَرِبَةٍ . فَقَالَ : أَمَا أَنِّي سَأَقْضِي لَكَ فِيهَا قَضَاءً بَيِّنًا ، إِنْ كَانَ هَذَا الْمَالُ الَّذِي وَجَدْتَ فِي الْخَرِبَةِ ، يَحْمِلُ خَرَاجَهَا قَرْيَةٌ أُخْرَى ، فَهُمْ أَحَقُّ بِهِ وَإِنْ كَانَ لا يَحْمِلُ خَرَاجَهَا أَحَدٌ فَخُمُسُهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ ، وَسَائِرُهَا لَكَ ، وَسَنُطَيِّبُ لَكَ الْخُمُسَ فَهُوَ لَكَ " ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَهَذِهِ ثَلاثَةُ أَحْكَامٍ عَنْ عُمَرَ ، مُخْتَلِفَةٌ فِي الْكَنْزِ الْمَدْفُونِ : أَحَدُهَا : أَنَّهُ أَخَذَ مِنْهُ الْخُمُسَ ، وَأَعْطَى سَائِرَهُ مَنْ وَجَدَهُ ، وَالثَّانِي : أَنَّهُ لَمْ يُعْطِ الِوَاجدٍ مِنْهُ شَيْئًا ، وَرَفَعَهُ كُلَّهُ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ ، وَالثَّالِثُ : أَنَّهُ أَعْطَاهُ كُلَّهُ الِوَاجدٍ وَلَمْ يَرْفَعْ مِنْهُ شَيْئًا إِلَى بَيْتِ الْمَالِ وَلِكُلِّ حُكْمٍ مِنْ هَذَا وَجْهٌ سِوَى الْوَجْهِ الآخَرِ ، فَأَمَّا الَّذِي خَمَّسَهُ فَإِنَّهُ عَمِلَ فِيهِ بِالأَصْلِ الَّذِي هُوَ السُّنَّةُ فِي الرِّكَازِ ، أَنْ يُؤْخَذَ مِنْهُ الْخُمُسُ ، وَيَكُونُ سَائِرُهُ لِوَاجِدِهِ وَالنَّاسُ عَلَى هَذَا ، وَأَمَا الثَّانِي الَّذِي وُجِدَ مَعَ دَانِيَالَ ، فَإِنَّمَا رَفَعَهُ كُلَّهُ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ ، وَتَرَكَ أَنْ يُعْطِيَ الَّذِينَ وَجَدُوهُ شَيْئًا مِنْهُ ، لأَنَّهُ كَانَ مَالا مَعْرُوفًا مُتَعَامَلا قَدْ تَدَاوَلَهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ بِالاسْتِقْرَاضِ ، عَلَى مَا ذُكِرَ فِي الْحَدِيثِ ، فَإِلَى مَنْ كَانَ يَدْفَعُهُ وَكُلُّهُمْ قَدْ عَرَفُوهُ ، وَصَارُوا فِيهِ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ ، فَكَانَ بَيْتُ الْمَالِ أَوْلَى بِهِ لِيَكُونَ عَامًّا لَهُمْ ، وَإِنَّمَا الرِّكَازُ مَا كَانَ مَسْتُورًا مَجْهُولا ، حَتَّى يَظْهَرَ عَلَيْهِ وَاجِدُهُ فَيَكُونُ حِينَئِذٍ لَهُ بَعْدَ الْخُمُسِ ، وَأَمَا الثَّالِثُ الَّذِي لَمْ يُخَمِّسْهُ ، وَسَلَّمَهُ كُلَّهُ لأَصْحَابِهِ فَإِنَّمَا ذَاكَ ، لأَنَّ حُكْمَ الْخُمُسِ إِلَى الإِمَامِ ، يَضَعُهُ حَيْثُ يَرَى ، كَخُمُسِ الْغَنِيمَةِ ، فَرَأَى عُمَرُ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَى الَّذِينَ أَصَابُوهُ ، وَذَلِكَ لِبَعْضِ الْوجُوهِ الَّتِي يَسْتَحِقُّ بِهَا النَّاسُ النَّفَلَ مِنَ الأَخْمَاسِ إِمَّا لِغَنَاءٍ كَانَ مِنْهُمْ عَنِ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِمَّا لِنِكَايَةٍ فِي عَدُوِّهِمْ ، فَرَآهُمْ عُمَرُ مُسْتَحِقِّينَ لِذَلِكَ ، كَمَا أَنَّهُ لَوْ شَاءَ أَخَذَه مِنْهُمْ ، ثُمَّ صَرَفَهُ إِلَى غَيْرِهِمْ ، فَكَانُوا هُمْ عِنْدَهُ مَوْضِعًا لَهُ وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ أَيْضًا ، مَذْهَبُ حَدِيثِ عَلِيٍّ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، حِينَ قَالَ لِوَاجِدِ الرِّكَازِ : وَسَنُطَيِّبُ لَكَ الْخُمُسَ " . وَكَذَلِكَ تَأْوِيلُ عُمَرَ فِي الْفَضْلَةِ الَّتِي فَضَلَتْ مِنَ الْخُمُسِ فَرَدَّهَا إِلَى صَاحِبِهَا فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ ، وَعَلَى هَذَا يُوَجَّهُ إِعْطَاؤُهُ مَمْلُوكًا مِنْ رِكَازٍ وَجَدَهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَلِيٍّ

صحابي