أنا أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي الَّذِي يَسْتَفِيدُ الْمَالَ ، قَالَ : " يُزَكِّيهِ حِينَ يَسْتَفِيدُهُ " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَقَدْ تَأَوَّلَ النَّاسُ , أَوْ مَنْ تَأَوَّلَ مِنْهُمْ , أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَرَادَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ , وَلا أَحْسَبُهُ أَنَا أَرَادَ ذَلِكَ , وَكَانَ عِنْدِي أَفْقَهَ مِنْ أَنْ يَقُولَ هَذَا ، لأَنَّهُ خَارِجٌ عَنْ قَوْلِ الأُمَّةِ , وَلَكِنِّي أُرَاهُ أَرَادَ زَّكَاةَ مَا تُخْرِجُ الأَرْضُ , فَإِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَ الأَرْضَ مَالا , وَلا نَعْلَمُ فِي السُّنَّةِ مَالا تَجِبُ فِيهِ الصَّدَقَةُ حِينَ يَمْلِكُهُ رَبُّهُ , سِوَى مَا تُخْرِجُ الأَرْضُ , فَإِنْ لَمْ يَكُنِ ابْنُ عَبَّاسٍ أَرَادَ هَذَا ، فَلا أَدْرِي مَا وَجْهُ حَدِيثِهِ ، فَهَذَا مَا جَاءَ فِي الْمَالِ الَّذِي يَكُونُ أَوَّلُهُ مَا يَجِبُ فِي مِثْلِهِ الزَّكَاةُ , وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : النِّصَابُ وَالأَصْلُ . فَإِذَا كَانَ الْمَالُ لَيْسَ بِنِصَابٍ وَلا أَصْلٍ , وَلَكِنَّهُ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا لا تَجِبُ فِي مِثْلِهِ الزَّكَاةُ , كَرَجُلٍ مَلَكَ أَوَّلَ الْحَوْلِ خَمْسَةَ دَنَانِيرَ أَوْ أَرْبَعًا مِنَ الإِبِلِ , فَإِنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ، قَالَ فِيهَا : إِنْ كَانَ تَجَرَ فِي تِلْكَ الدَّنَانِيرِ الْخَمْسَةِ فَنَمَتْ حَتَّى حَالَ الْحَوْلُ عَلَيْهَا , وَهِيَ عِشْرُونَ فَصَاعِدًا , أَوْ نُتِجَتِ الأَرْبَعَةُ الإِبِلِ , فَصَارَتْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ , فَإِنَّ الزَّكَاةَ وَاجِبَةٌ فِي جَمِيعِهَا . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : يَذْهَبُ مَالِكٌ إِلَى أَنَّ رِبْحَ الْمَالِ إِنَّمَا هُوَ رَاجِعٌ إِلَى أَصْلِهِ , وَأَنَّ الأَوْلادَ مِنْ أُمَّهَاتِهَا فَجَعَلَهَا لاحِقَةً بِهَا , وَإِنْ كَانَتْ تِلْكَ الزِّيَادَةُ لَيْسَتْ مِنْ وِلادَةٍ وَلا شَفٍّ , وَلَكِنَّهَا مِنْ فَائِدَةٍ اسْتَفَادَهَا مِثْلَ الْهِبَةِ وَالْمِيرَاثِ وَنَحْوَ ذَلِكَ , فَإِنَّهُ لا زَكَاةَ فِي الْمَالِ الأَوَّلِ وَلا فِي الْفَائِدَةِ , وَلَكِنَّهُ يُسْتَأْنَفُ بِهِ حَوْلٌ , فَفَرَّقَ مَالِكٌ بَيْنَ الْفَائِدَةِ وَبَيْنَ الْوِلادَاتِ وَالأَرْبَاحِ . ثنا أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : ثَنَا حُمَيْدٌ ، وَكَذَلِكَ حَدَّثَنِي عَنْهُ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، بِكَلامٍ هَذَا مَعْنَاهُ : قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا فَرَّقَ بَيْنَ هَذَيْنِ قَبْلَهُ ، وَأَمَّا سُفْيَانُ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْحِجَازِ , غَيْرُ مَالِكٍ وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ , لَيْسَ عِنْدَهُمْ مِنْ ذَلِكَ فَرْقٌ , وَلا يَرَوْنَ الصَّدَقَةَ تَجِبُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا , حَتَّى يَسْتَأْنِفَ حَوْلا مِنْ يَوْمِ صَارَتِ الزِّيَادَةُ فِي يَدِهِ , وَإِنْ كَانَتْ مِنْ نِتَاجٍ , أَوْ نَمَاءٍ , أَوْ مِيرَاثٍ , أَوْ هِبَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ , بَعْدَ أَنْ تَكُونَ تِلْكَ الزِّيَادَةُ تَجِبُ فِي مِثْلِهَا الزَّكَاةُ ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِثْلُ ذَلِكَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |