أنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، ثَنَا مُحْرِزٌ الْبَصْرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ ، فِي قَوْلِهِ : إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ سورة التوبة آية 60 ، قَالَ : " الْفَقِيرُ : هُوَ الَّذِي لا يَسْأَلُ , فَإِنْ أُعْطِيَ شَيْئًا أَخَذَ مَا يَكْتَفِي بِهِ , وَالْمِسْكِينُ : هُوَ الَّذِي يَسْأَلُ إِذَا احْتَاجَ , فَإِذَا أَصَابَ مَا يَكْتَفِي بِهِ أَمْسَكَ , وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا سورة التوبة آية 60 كَانَ يُجْعَلُ لِلرَّجُلِ مِنْهُمْ قُوتَهُ , وَحُمْلانَ رِجْلَيْهِ , إِذَا كَانَتِ الصَّدَقَةُ مُفْتَرِقَةً حَتَّى يَجْمَعَهَا , وَيَكُونُ هُوَ يَتَّجِرُ بِذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ سورة التوبة آية 60 ، قَالَ : كَانَ أُنَاسٌ مِنَ الْفُقَرَاءِ يَجْتَمِعُونَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَصَدَّقُ عَلَيْهِمْ وَيَتَعَاهَدُهُمْ ، فَيَقُولُونَ : أَهْلُ هَذَا الدِّينِ أَحْسَنُ صَنِيعًا إِلَى أَهْلِ دِينِهِمْ مِنْ قَوْمِنَا , وَكَانَ يَقُولُ : الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ذَهَبَ سَهْمُهُمْ . وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ سورة التوبة آية 60 : الرَّجُلُ تُصِيبُهُ الْمُصِيبَةُ فِي مَالِهِ , فَيَصِيرُ ذَلِكَ غَارِمًا . وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ سورة التوبة آية 60 ، قَالَ : كَانَ أُنَاسٌ مِمَّنْ يَغْزُونَ لَمْ يَكُنْ يَبْلُغُ مَا يَأْخُذُونَ فِي نَفَقَاتِهِمْ , فَكَانَ مَنِ احْتَاجَ مِنْهُمْ زَادَهُ الْمَنْزِلَةَ سَهْمًا فِي الصَّدَقَةِ . وَابْنِ السَّبِيلِ سورة التوبة آية 60 : إِذَا مَرَّ بِأَرْضٍ مُنْقَطَعٌ بِهِ ، لَيْسَ مَعَهُ مَا يَكْتَفِي بِهِ , فَإِنَّ لَهُ فِي الصَّدَقَةِ حَقًّا , يُعْطَى مَا يَبْلُغُ بِهِ بِلادَهُ ، وَلا يَكُونُ دَيْنًا عَلَيْهِ , وَإِنْ كَانَ غَنِيًّا فِي بِلادِهِ , فَإِنَّ الصَّدَقَاتِ لَيْسَتْ بِالأَجْزَاءِ الْمُسَمَّيْنَ فِي كِتَابِ اللَّهِ , وَلَكِنْ يَقْسِمُهَا عَلَى مَا رَأَى مِنْ قِلَّةِ كُلِّ صِنْفٍ أَوْ كَثْرَتِهِمْ أَوْ حَاجَتِهِمْ , وَكَذَلِكَ كَانَتْ أَئِمَّةُ الْهُدَى يَلُونَهَا مِنْ بَعْدِهِ " .