ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، أنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ ، أَنَّ ابْنَ جَحْدَمٍ ، حَدَّثَهُ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَهُ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي تَغْلِبَ " فَكَانَ عَهْدُهُ إِلَيْهِ أَنْ يَقْبِضَهَا ، ثُمَّ يَرُدَّهَا فِي فُقَرَائِهِمْ ، قَالَ : فَكُنْتُ آتِي الْحَيَّ فَأَدْعُوهُمْ بِأَمْوَالِهِمْ ، فَأَقْبِضُ مَا كَانَ فِيهَا ، ثُمَّ أَدْعُو فُقَرَاءَهُمْ فَأَقْسِمُهَا عَلَيْهِمْ ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُصِيبُ الْمِسْكِينُ الْفَرِيضَتَيْنِ وَالثَّلاثَ ، فَمَا أُفَارِقُ الْحَيَّ وَفِيهِ فَقِيرٌ ، ثُمَّ آتِي الْحَيَّ الآخَرَ فَأَصْنَعُ بِهِ كَذَلِكَ ، فَلَمْ أَنْصَرِفْ إِلَيْهِ بِدِرْهَمٍ " . قَالَ أَبُو أَحْمَدَ : السُّنَّةُ عِنْدَنَا أَنَّ الإِمَامَ يَبْعَثُ عَلَى صَدَقَاتِ كُلِّ قَوْمٍ مَنْ يَأْخُذُهَا مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ ، وَيُفَرِّقُهَا فِي فُقَرَائِهِمْ ، غَيْرَ أَنَّ الإِمَامَ نَاظِرٌ لِلإِسْلامِ وَأَهْلِهِ ، وَالْمُؤْمِنُونَ أُخْوَةٌ ، فَإِنْ رَأَى أَنْ يَصْرِفَ مِنْ صَدَقَاتِ قَوْمٍ لِغِنَاهُمْ عَنْهَا ، إِلَى فُقَرَاءِ قَوْمٍ لِحَاجَتِهِمْ إِلَيْهَا ، فَعَلَ ذَلِكَ عَلَى التَّحَرِّي وَالاجْتِهَادِ ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ يَقْسِمُ زَكَاةَ مَالِهِ ، لا بَأْسَ أَنْ يَبْعَثَ بِهَا مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ ، لِذِي قَرَابَةٍ أَوْ صَدِيقٍ أَوْ جَهْدٍ يُصِيبُ بِهَا ذَلِكَ الْبَلَدَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |