اذا مس احدكم فرجه فليتوضا


تفسير

رقم الحديث : 29

وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ ، مَوْلَى آلِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : قَدِمْتُ الشَّامَ فَقِيلَ لِي : إِنَّ فِي هَذِهِ الْكَنِيسَةِ رَسُولَ قَيْصَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ كَبِيرٍ ، فَقُلْتُ : أَنْتَ رَسُولُ قَيْصَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ نَعَمْ . قُلْتُ : حَدِّثْنِي عَنْ ذَلِكَ . قَالَ : لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبُوكَ كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ كِتَابًا وَبَعَثَ بِهِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، يُقَالُ لَهُ : دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهُ وَضَعَهُ مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ ، وَبَعَثَ إِلَى بَطَارِقَتِهِ وَرُؤَسَاءِ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ بَعَثَ إِلَيْكُمْ رَسُولا وَكَتَبَ إِلَيْكُمْ كِتَابًا يُخْبِرُكُمْ عَنْ إِحْدَى ثَلاثِ خِلالٍ : إِمَّا أَنْ تَتَّبِعُوهُ عَلَى دِينِهِ ، أَوْ تُقِرُّوا لَهُ بِخَرَاجٍ يَجْرِي لَهُ عَلَيْكُمْ وَيُقِرَّكُمْ عَلَى هَيْئَتِكُمْ فِي بِلادِكُمْ ، وَأَنْ تُلْقُوا إِلَيْهِ بِالْحَرْبِ . فَنَخَرُوا نَخْرَةً حَتَّى خَرَجَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَرَانِسِهِمْ ، وَقَالُوا : لا نَتَّبِعُهُ عَلَى دِينِهِ وَنَدَعُ دِينَنَا وَدِينَ آبَائِنَا ، وَلا نُقِرُّ لَهُ بِخَرَاجٍ يَجْرِي لَهُ عَلَيْنَا ، وَلَكِنَّا نُلْقِي إِلَيْهِ بِالْحَرْبِ , فَقَالَ : قَدْ كَانَ ذَاكَ رَأْيِي ، وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَفْتَأْتُ عَلَيْكُمْ بِأَمْرٍ حَتَّى أَعْرِضَهُ عَلَيْكُمْ . قَالَ عَبَّادٌ : فَقُلْتُ لأَبِي خُثَيْمٍ : أَوَ لَيْسَ كَانَ قَدْ قَارَبَ وَهَمَّ بِالإِسْلامِ فِيمَا بَلَغَنَا ؟ قَالَ : بَلَى لَوْلا مَا رَأَى مِنْهُمْ . قَالَ : أَعْطُونِي رَجُلا ، أَظُنُّهُ قَالَ : مِنَ الْعَرَبِ ، فَأَبْعَثُ إِلَيْهِ مَعَ جَوَابِهِ . قَالَ : فَأَتَيْتُ وَأَنَا شَابٌّ فَانْطُلِقَ بِي إِلَيْهِ ، فَكَتَبَ جَوَابَهُ وَقَالَ : مَهْمَا نَسِيتُ مِنْ شَيْءٍ فَاحْفَظْ عَنِّي ثَلاثَ خِلالٍ : انْظُرْ إِذَا هُوَ قَرَأَ كِتَابِي هَلْ يَذْكُرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، وَهَلْ يَذْكُرْ كِتَابَهُ إِلَيَّ ، وَانْظُرْ هَلْ تَرَى فِي ظَهْرِهِ عَلَمًا ؟ قَالَ : فَأَقْبَلْتُ فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ بِتَبُوكَ فِي حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَدَعَا مُعَاوِيَةُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَلَمَّا أَتَى عَلَى قَوْلِهِ : دَعَوْتَنِي إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ فَأَيْنَ النَّارُ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَرَأَيْتَ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ فَأَيْنَ النَّهَارُ ؟ " قَالَ : وَقَالَ : " إِنِّي كَتَبْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ كِتَابًا فَخَرَّقَهُ ، فَخَرَّقَهُ اللَّهُ مُخَرَّقَ الْمُلْكِ " . قَالَ عَبَّادٌ : فَقُلْتُ لابْنِ خُثَيْمٍ : أَوَ لَيْسَ قَدْ أَسْلَمَ النَّجَاشِيُّ وَنَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَصَلَّى عَلَيْهِ ؟ قَالَ : بَلَى ذَاكَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ ، وَهَذَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ . " وَكَتَبْتُ إِلَى كِسْرَى كِتَابًا فَمَزَّقَهُ , فَمَزَّقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُمَزَّقِ الْمُلْكِ ، وَكَتَبْتُ إِلَى قَيْصَرَ كِتَابًا فَأَجَابَنِي فِيهِ ، فَلَمْ تَزَلِ النَّاسُ يَجِدُونَ مِنْهُ بَأْسًا مَا كَانَ فِي النَّاسِ خَيْرٌ " . ثُمَّ قَالَ لِي : " مِمَّنْ أَنْتَ ؟ " قُلْتُ : مِنْ تَنُوخَ . قَالَ : " يَا أَخَا تَنُوخَ هَلْ لَكَ فِي الإِسْلامِ ؟ " قُلْتُ : لا إِنِّي أَقْبَلْتُ مِنْ قِبَلِ قَوْمِي وَأَنَا وَهُمْ عَلَى دِينٍ فَلَسْتُ مُبَدِّلا بِدِينِهِمْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِمْ ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ تَبَسَّمَ ، فَلَمَّا قَضَيْتُ حَاجَتِي وَقُمْتُ فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي ، فَقَالَ : " يَا أَخَا تَنُوخَ هَلُمَّ فَامْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ " . قَالَ : وَقَدْ كُنْتُ نَسِيتُهَا فَاسْتَدَرْتُ مِنْ وَرَاءِ الْحَلْقَةِ فَأَلْقَى بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيْهِ عَنْ ظَهْرِهِ , فَرَأَيْتُ عَلَى غُضْرُوفِ سِلْسِلَتِهِ مِثْلَ الْمِحْجَمِ الضَّخْمِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ

صدوق حسن الحديث

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ

مقبول

عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ

ثقة

أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ

ثقة حافظ

يَحْيَى

ثقة ثبت حافظ فقيه واسع الرحلة

Whoops, looks like something went wrong.