أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدُوَيْهِ الْمُزَكِّي الأَصْبَهَانِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ الْمُقْرِئُ ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ فَنَاكِيٍّ الرَّازِيُّ ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْعَطَّارُ الْمَصْرِيُّ ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، ثنا صَدَقَةُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَّ بِرَجُلٍ أَعْمَى مُقْعَدٍ ، فَقَالَ : أَمَا كَانَ هَذَا يَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَمَا تَعْرِفُ هَذَا ؟ هَذَا الَّذِي بَهَلَهُ بُرَيْقٌ ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّ بُرَيْقًا ، لَقَبٌ ، وَلَكِنِ ادْعُ لِي عِيَاضًا ، فَقَالَ : حَدِّثْنِي حَدِيثَ بَنِي الضَّبْعَاءِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّهُ حَدِيثُ جَاهِلِيَّةٍ ، وَإِنَّهُ لا إِرْبَ لَكَ بِهِ فِي الإِسْلامِ ، قَالَ : ذَلِكَ أَحْرَى أَنْ تُحَدِّثَنَا ، فَقَالَ : إِنَّ بَنِي الضَّبْعَاءِ كَانُوا عَشَرَةً ، وَكَانَتْ أُخْتُهُمْ تَحْتِي ، فَأَرَادُوا أَنْ يَنْزِعُوهَا مِنِّي فَنَاشَدْتُهُمُ اللَّهَ وَالْقَرَابَةَ وَالرَّحِمَ , فَأَبَوْا إِلا أَنْ يَنْزِعُوهَا مِنِّي , فَأَمْهَلْتُهُمْ حَتَّى دَخَلَ رَجَبُ مُضَرَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ , فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ أَدْعُوكَ دُعَاءً جَاهِدًا عَلَى بَنِي الضَّبْعَاءِ فَاتْرُكْ وَاحِدًا وَكَسِّرِ الرَّجُلَ فَدَعْهُ قَاعِدًا أَعْمَى إِذَا قِيدَ يَعْنِي الْقَائِدَا قَالَ : فَهَلَكُوا جَمِيعًا لَيْسَ هَذَا , فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : تَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ حَدِيثًا أَعْجَبَ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفَلا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ , قَالَ : حَدِّثْنِي حَتَّى يَسْمَعَ الْقَوْمُ ، قَالَ : إِنِّي كُنْتُ مِنْ حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ , فَمَاتُوا كُلُّهُمْ فَأَصَبْتُ مَوَارِيثَهُمْ , فَانْتَجَعْتُ حَيًّا مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو الْمُؤَمَّلِ , كُنْتُ فِيهِمْ زَمَانًا طَوِيلا , ثُمَّ إِنَّهُمْ أَرَادُوا أَخْذَ مَالِي , فَنَاشَدْتُهُمُ اللَّهَ , فَأَبَوْا إِلا أَنْ يَنْزِعُوا مَالِي , وَقَدْ كَانَ مِنْهُمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ رِيَاحٌ , فَقَالَ : يَا بَنِي مُؤَمَّلٍ جَارُكُمْ وَخَفِيرُكُمْ لا يَنْبَغِي لَكُمْ أَخْذَ مَالِهِ , قَالَ : فَعَصَوْهُ , وَأَخَذُوا مَالِي , فَأَمْهَلْتُهُمْ حَتَّى دَخَلَ رَجُبُ مُضَرَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ , فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ عَنْ بَنِي مُؤَمَّلِ وَارْمِ عَلَى أَقْفَائِهِمْ بِمِكْتَلِ بِصَخْرَةٍ أَوْ عُرْضِ جَيْشٍ جَحْفَلِ إِلا رِيَاحًا إِنَّهُ لَمْ يَفْعَلِ قَالَ : فَبَيْنَا هُمْ يَسِيرُونَ فِي أَصْلِ جَبَلٍ أَوْ فِي سَفْحِ جَبَلٍ إِذْ تَدَاعَى عَلَيْهِمُ الْجَبَلُ فَهَلَكُوا جَمِيعًا , لَيْسَ رِيَاحًا نَجَّاهُ اللَّهُ , فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : تَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ حَدِيثًا أَعْجَبَ ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَفَلا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ حَدِّثْ حَتَّى يَسْمَعَ الْقَوْمُ ، فَقَالَ : إِنَّ أَبِي وَعَمِّي وَرِثَا أَبَاهُمَا فَأَسْرَعَ عَمِّي فِي الَّذِي لَهُ وَبَقِيَ مَالِي ، فَأَرَادَ بَنُوهُ أَنْ يَنْزِعُوا مَالِي ، فَنَاشَدْتُهُمُ اللَّهَ وَالْقَرَابَةَ وَالرَّحِمَ ، فَأَبَوْا إِلا أَنْ يَنْزِعُوا مَالِي ، فَأَمْهَلْتُهُمْ حَتَّى دَخَلَ رَجَبُ مُضَرَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ آمِنٍ وَخَائِفٍ وَسَامِعًا نِدَاءَ كُلِّ هَاتِفِ إِنَّ الْحِنَا غَيٌّ أَبَا تُقَاصِفَ لَمْ يُعْطِنِي الْحَقَّ وَلَمْ يُنَاصِفِ فَاجْمَعْ لَهُ الأَحِبَّةَ الأْلاطِفَ بَيْنَ الْقِرَانِ السُّودِ وَالنَّوَاصِفِ قَالَ : فَبَيْننَا بَنُوهُ وَهُمْ عَشَرَةٌ فِي بِئْرٍ يَحْفُرُونَهَا إِذِ انْهَارَتْ عَلَيْهِمُ الْبِئْرُ ، فَكَانَتْ قُبُورَهُمْ ، فَقَالَ عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : تَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ حَدِيثًا أَعْجَبَ ، فَقَالَ الْقَوْمُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ اللَّهُ يَصْنَعُ بِهِمْ مَا تَرَى ، فَأَهْلُ الإِسْلامِ أَحْرَى بِذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ اللَّهُ يَصْنَعُ بِهِمْ مَا تَسْمَعُونَ لِيَحْجُرَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ السَّاعَةَ مَوْعِدَكُمْ ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ " . هَذَا مُنْقَطِعٌ بَيْنَ حَمَّادٍ وَعُمَرَ , وَقَدْ رُوِيَ مَوْصُولا مِنْ وُجُوهٍ أُخْرَى .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ | حماد بن أبي سليمان الأشعري | صدوق كثير الخطأ والوهم, ورمي بالإرجاء |
سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ | سعيد بن أبي عروبة العدوي | ثقة حافظ |
عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ | عمرو بن أبي سلمة التنيسي / توفي في :212 | صدوق له أوهام |
مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْعَطَّارُ الْمَصْرِيُّ | أحمد بن إسماعيل الصدفي | ثقة حافظ |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ | محمد بن هارون الروياني / توفي في :307 | حافظ ثقة |
أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ الْمُقْرِئُ | عبد الرحمن بن أحمد العجلي / ولد في :371 / توفي في :454 | صدوق حسن الحديث |