لما حضر ابا سلمة الموت حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما شخص اغمض رسول الله صلى...


تفسير

رقم الحديث : 33

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ قَوْمًا تَكَلَّمُوا فِي أَبِيهَا ، فَبَعَثَتْ إِلَى أَزْفَلَةٍ مِنَ النَّاسِ وَعَلَّتْ وِسَادَتَهَا وَأَرْخَتْ سِتَارَهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : " أَبِي وَمَا أَبِيهِ أَبِي ، وَاللَّهِ لا تُعْطُوهُ الأَيْدِيَ ، ذَاكَ طَوْدٌ مَنِيفٌ ، وَظِلٌّ مَدِيدٌ ، هَيْهَاتَ كَذَبَتِ الظُّنُونُ , أَنْجَحَ وَاللَّهِ إِذَا أَكْدَيْتُمْ ، وَسَبَقَ الْجَوَادَ إِذَا اسْتَوْلَى عَلَى الأَمَدِ فَتَى قُرَيْشٍ نَاشِئًا وَكَهْفُهَا كَهْلا يَرِيشُ مُمْلِقَهَا ، وَيَرْأَبُ شِعْبَهَا وَيَلُمُّ شَعْثَهَا ، حَتَّى حُلْيَتُهُ قُلُوبُهَا ، ثُمَّ اسْتَشْرَى فِي دِينِهِ ، فَمَا بَرِحَتْ شَكِيمَتُهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ حَتَّى اتَّخَذَ بِفِنَائِهِ مَسْجِدًا يُحْيِي فِيهِ مَا أَمَاتَ الْمُبْطِلُونَ ، وَكَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ غَزِيرَ الدَّمْعَةِ وَقِيذَ الْجَوَانِحِ ، شَجِيَّ النَّشِيجِ ، فَأَصْفَقَتْ عَلَيْهِ نِسْوَانُ أَهْلِ مَكَّةَ وَوِلْدَانُهُمْ يَهْزَءُونَ وَيَسْخَرُونَ بِهِ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ سورة البقرة آية 15 . فَأَكْبَرَتَ ذَلِك رِجَالاتٌ ، فَحَنَّتْ قِسِيَّهَا ، وَفَوَّقَتْ سِهَامَهَا ، وَامْتَثَلُوهُ غَرَضًا ، فَمَا فَلُّوا لَهُ صَفَاةً ، وَلا قَصَفُوا لَهُ قَنَاةً ، وَمَضَى عَلَى سِيسَائِهِ ، حَتَّى إِذَا ضَرَبَ الدِّينَ بِجِرَانِهِ وَرَسَتْ أَوْتَادُهُ ، وَدَخَلَ النَّاسُ فِيهِ أَفْوَاجًا ، وَمِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ أَرْسَالا وَأَشْتَاتًا ، اخْتَارَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عِنْدَهُ ، فَلَمَّا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ اضْطَرَبَ حَبْلُ الدِّينِ وَمَرَجَ أَهْلُهُ وَبَغَى الْغَوَائِلُ ، وَظَنَّتْ رِجَالٌ أَنْ قَدْ أَكْثَبَتْ نَهْزُهَا ، وَلاتَ حِينَ يَظُنُّونَ ، وَأَنَّى وَالصِّدِّيقُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ، فَقَامَ حَاسِرًا مُشَمِّرًا ، فَرَفَعَ حَاشِيَتَهُ بِطَيِّهِ ، وَأَقَامَ أَوَدَهُ بِثَقَافَتِهِ حَتَّى امْذَقَرَّ النِّفَاقُ فَلَمَّا انْتَاشَ الدِّينُ فَنَعَشَهُ وَأَرَاحَ الْحَقَّ عَلَى أَهْلِهِ ، وَقَرَّرَ الرُّءُوسَ فِي كَوَاهِلِهَا ، وَحَقَنَ الدِّمَاءَ فِي أُهُبِهَا ، حَضَرَتْ مَنِيَّتُهُ ، فَسَدَّ ثُلْمَتَهُ بِنَظِيرِهِ فِي السِّيرَةِ وَالْمَرْحَمَةِ ، ذَاكَ ابْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، لِلَّهِ دَرُّ أُمٍّ حَمَلَتْ بِهِ وَدَرَّتْ عَلَيْهِ ، لَقَدْ أَوْحَدَتْ بِهِ ، فَذَبَحَ الْكَفَرَةَ وَفَنَخَهَا وَشَرَّكَ الْكُفْرَ شَذَرَ مَذَرَ ، وَنَخَعَ الأَرْضَ فَنَخَّعَهَا حَتَّى قَاءَتْ أُكُلَهَا تَرْأَمَه ، وَيَصُدُّ عَنْهَا وَتَصَدَّى لَهُ وَيَأْبَاهَا ، فَأَرُونِي مَاذَا تَرَوْنَ ؟ وَأَيُّ يَوْمِي أَبِي تَنْقِمُونَ ؟ أَيَوْمَ إِقَامَتِهِ إِذْ عَدَلَ فِيكُمْ ، أَمْ يَوْمَ ظَعْنِهِ إِذْ نَظَرَ لَكُمْ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ ، ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَى النَّاسِ فَقَالَتْ : سَأَلْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ أَنْكَرْتُمْ مَا قُلْتُ شَيْئًا ؟ " قَالُوا : اللَّهُمَّ لا .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَائِشَةَ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.