فمن قال هامة بن الهيم بن لاقيس بن ابليس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بينك...


تفسير

رقم الحديث : 21

وَبِهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَرْدَعِيُّ ، حَدَّثَنِي طَاهِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ ، يَقُولُ : مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ يَنَالُ مَا نَالَ الْقَوْمُ بِغَيْرِ مُقَاسَاةِ الْجَهْدِ وَالصِّدْقِ وَالإِيثَارِ وَاسْتِقَامَةِ الصِّدْقِ مِنَ الْقُلُوبِ ، فَقَدِ ادَّعَى عَلَى اللَّهِ مَا لَيْسَ مِنْ صِفَتِهِ ، وَمَنْ أَرَادَ الْوُصُولَ إِلَى اللَّهِ مِنْ غَيْرِ أَبْوَابِ النَّبِيِّينَ وَالْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَالأَوْلِيَاءِ ، وَالصِّدِّيقِينَ ، فَهَذَا مَعْدُومٌ 2 وَبِهِ ثنا جَعْفَرُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ الْخَوَّاصَ ، يَقُولُ : وَسُئِلَ فَقِيلَ لَهُ : أَنْتَ تُجَرِّدُ التَّوَكُّلَ وَتُدَقِّقُ فِيهِ ، وَلا تُفَارِقُكَ إِبْرَةٌ وَخُيُوطٌ ، وَمِقْرَاضٌ ، وَرَكْوَةٌ ، فَلِمَ تَحْمِلُ هَذَا وَأَنْتَ تَمْنَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، أَلا يَكُونُ هَذَا مِثْلَ غَيْرِهِ مِنَ الأَشْيَاءِ ؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : حَمْلُ مِثْلِ هَذَا لا يَنْقُصُ مِنَ التَّوَكُّلِ لأَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا فَرَائِضَ ، وَالْفَقِيرُ إِنَّمَا عَلَيْهِ ثَوْبٌ وَاحِدٌ إِمَّا مِئْزَرٌ وَقَمِيصٌ بِلا سَرَاوِيلَ ، أَوْ إِزَارٌ بِلا قَمِيصٍ ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ إِبْرَةٌ رُبَّمَا تَخَرَّقَ ذَلِكَ خَرْقٌ تَبِينُ مِنْهُ عَوْرَتُهُ فَلا يَكُونُ لَهُ صَلاةٌ ، وَالرَّكْوَةُ يُرِيدُ أَنْ يَتَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ ، فَيَحْتَاجَ أَنْ يَتَبَاعَدَ عَنِ النَّاسِ لِئَلا يُنْظَرُ إِلَى عَوْرَتِهِ ، وَمَا أَشْبَهَ هَذَا ، وَلا يَضُرُّ الْفَقِيرَ حَمْلُهُ لأَنَّ لَيْسَ لِلنَّفْسِ فِي هَذَا حَظٌّ , إِنَّمَا الْحَظُّ غَيْرُ هَذَا , وَالْفَقِيرُ إِذَا رَأَيْتَهُ لَيْسَ مَعَهُ رَكْوَةٌ جَيِّدَةٌ وَخَيْطٌ جَيِّدٌ فَاتَّهِمْهُ عَلَى صَلاتِهِ وَبِهِ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَرِيرِيَّ ، فِي مَجْلِسِهِ يَقُولُ : لَمْ يَرْفَعِ الْمُتَوَاضِعِينَ بِقَدْرِ تَوَاضُعِهِمْ ، وَلَكِنْ بِقَدْرِ عَظَمَتِهِ ، وَلَمْ يُؤَمِّنِ الْخَائِفِينَ بِقَدْرِ خَوْفِهِمْ وَلَكِنْ بِقَدْرِ جُودِهِ وَكَرَمِهِ ، وَلَمْ يُفْرِحِ الْمَحْزُونِينَ بِقَدْرِ حُزْنِهِمْ وَلَكِنْ بِقَدْرِ رَأْفَتِهِ وَرَحْمَتِهِ ، فَمَا ظَنُّكَ بِالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَتَوَدَّدُ إِلَى مَنْ يَعْصِيهِ فَيُغَذِّيهِ بِأَلْوَانِ الْغِذَاءِ ، فَكَيْفَ مَنْ يَتَرَضَّاهُ وَيَخْتَارُ سَخَطَ الْعِبَادِ فِيهِ " وَبِهِ ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا خَلِيفَةَ الْفَضْلَ بْنَ حُبَابٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْمَازِنِيَّ : فَقَدْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ أَيَّامًا ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ ، فَقِيلَ لِي : إِنَّهُ عَلِيلٌ . فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ وَهُوَ فِي حَالَةٍ سَيِّئَةٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا نَصْرٍ أَنْتَ لا تَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا مِنْ دُنْيَاهُ ، وَإِنْ أُعْطِيتَ لَمْ تَأْخُذْ ، فَهَمَّ بِي أَصْحَابُهُ يَبْطِشُوا بِي ، فَكَفَّهُمْ عَنِّي ، وَقَالَ لِي : يَا هَذَا الْفُقَرَاءُ ثَلاثَةٌ : فَقِيرٌ لا يَسْأَلُ فَإِنْ أُعْطِيَ لَمْ يَأْخُذْ ، فَذَاكَ فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَفَقِيرٌ لا يَسْأَلُ فَإِنْ أُعْطِيَ أَخَذَ فَذَاكَ تَحْتَ عَرْشِ اللَّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ ، وَفَقِيرٌ يَسْأَلُ فَإِنْ أُعْطِيَ أَخَذَ وَكَفَّارَةُ مَسْأَلَتِهِ صَدْقَةُ مَا فَضَلَ . فَقُلْتُ لَهُمْ لَوْ لَمْ يَحْضُرْ هَذَا السِّقَاءَ لَمْ تَخْرُجْ هَذِهِ الزُّبْدَةُ قَالَ أَبُو خَلِيفَةَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ ، يَقُولُ : قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : بَلَغَنَا أَنَّ بَحْرًا مِنَ الْبِحَارِ قَذَفَ بِحَجَرٍ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ : إِنَّمَا يَتَبَيَّنُ الْفَقْرُ وَالْغِنَى بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللَّهِ وَبِهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ مَحْمُودًا أَبَا سُلَيْمَانَ : مَا أَقْرَبُ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ ؟ فَبَكَى أَبُو سُلَيْمَانَ ، وَقَالَ : مِثْلِي يُسْئَلُ عَنْ هَذَا . وَقَالَ : مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَيْهِ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَى قَلْبِكَ وَأَنْتَ لا تُرِيدُ مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلا هُوَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ وَسَمِعْتُ مَضَاءَ بْنَ عِيسَى ، يَقُولُ : خَفِ اللَّهَ يُلْهِمْكَ ، وَاعْمَلْ لَهُ لا يُلْجِئْكَ إِلَى دَلِيلٍ ثنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ ، يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَالِمَ الْمُتَوَاضِعَ ، وَيُبْغِضُ الْعَالِمَ الْجَبَّارَ ، وَمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ أَوْرَثَهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ وَثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَسْرُوقٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرَ الْبُخَارِيُّ ، قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي فِي طَرِيقٍ إِذْ سَمِعْتُ رَجُلا مَغْرِبِيًّا عَلَى بَغْلٍ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ مُنَادٍ يُنَادِي مَنْ أَصَابَ هِمْيَانًا فَلَهُ أَلْفُ دِينَارٍ . قَالَ إِنْسَانٌ أَعْرَجُ عَلَيْهِ أَطْمَارٌ رَثَّةٌ خَلِقَاتٌ ، يَقُولُ لِلْمَغْرِبِيِّ : أَيْشٍ عَلامَةُ الْهِمْيَانِ ؟ فَقَالَ : كَذَا وَكَذَا ، وَفِيهِ بَضَائِعُ لِقَوْمٍ ، وَأَنَا أُعْطِي مِنْ مَالِي أَلْفَ دِينَارٍ ، فَقَالَ الْفَقِيرُ : وَمَنْ يَقْرَأُ الْكِتَابَةَ ؟ قَالَ : ابْنُ عَسْكَرٍ ، فَقُلْتُ أَنَا أَقْرَأُ . فَقَالَ : اعْدِلُوا بِنَا نَاحِيَةً مِنَ الطَّرِيقِ . فَعَدَلْنَا ، فَأَخْرَجَ الْهِمْيَانَ ، فَجَعَلَ الْمَغْرِبِيُّ يَقُولُ : جَنَّتَيْنِ لِفُلانَةٍ بِنْتِ فُلانٍ بِخَمْسِ مِائَةِ دِينَارٍ ، وَجَنَّةً لِفُلانَةٍ بِمِائَةِ دِينَارٍ ، وَجَعَلَ يَعُدُّ ، فَإِذَا هُوَ كَمَا قَالَ . فَحَلَّ الْمَغْرِبِيُّ هِمْيَانَهُ ، وَقَالَ : خُذِ الأَلْفَ دِينَارٍ الَّذِي وَعَدْتُ عَلَى إِجَادَةِ الْهِمْيَانِ ، فَقَالَ الأَعْرَجُ لَوْ كَانَ قِيمَةُ الْهِمْيَانِ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي عِنْدِي بَعْرَتَيْنِ مَا كُنْتَ تَرَاهُ ، فَكَيْفَ آخُذُ مِنْكَ أَلْفَ دِينَارٍ عَلَى مَا هَذَا قِيمَتُهُ ، وَقَامَ وَمَشَى وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا وَحَدَّثَ عَلِيُّ بْنُ جَهْضَمٍ ، فِي كِتَابِهِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ النَّقَّاشَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ السَّرَّاجَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زُنْبُورٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ ، يَقُولُ لِرَجُلٍ رَآهُ مَهْمُومًا : يَا أَخِي أَتَخْشَى أَنْ يَكُونَ لَكَ رِزْقٌ لا تَسْتَوْفِيهِ ؟ قَالَ : لا . قَالَ : أَفَتَخْشَى أَنْ يَكُونَ غَيْرَ مَا شَاءَ اللَّهُ ؟ قَالَ : لا . قَالَ : وَلأَيِّ شَيْءٍ غَمُّكَ رَحِمَكَ اللَّهُ وَرُوِيَ أَيْضًا ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ ، قَالَ : سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَأَلْتُ ذَا النُّونِ : مَا عَلامَةُ الأُخُوَّةِ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ فَقَالَ : ثَلاثُ خِصَالٍ : الصَّفَاءُ ، وَالتَّعَاوُنُ ، وَالْوَفَاءُ ، الصَّفَاءُ فِي الدِّينِ ، وَالتَّعَاوُنُ فِي الْمُوَاسَاةِ ، وَالْوَفَاءُ عِنْدَ الْبَلاءِ أَخْبَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ ، أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ، أنبا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّارُ ، بِهَمَذَانَ ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمَذَانِيُّ ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيِّ أَبِي بَكْرٍ ، فَسُئِلَ : أَيْشٍ الْفَائِدَةُ مِنْ مُذَاكَرَةِ الْحِكَايَاتِ ؟ فَقَالَ : الْحِكَايَاتُ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ ، تَقْوَى بِهَا أَبْدَانُ الْمُرِيدِينَ . فَقِيلَ لَهُ : هَلْ لِهَذَا مِنْ شَاهِدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ اللَّهُ : وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ سورة هود آية 120 وَبِهِ أنا أَحْمَدُ ، أنبا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيَّ ، وَسُئِلَ عَنِ التَّوْبَةِ ، قَالَ : التَّبَعُّدُ مِنَ الْمَذْمُومَاتِ كُلِّهَا إِلَى الْمَمْدُوحَاتِ كُلِّهَا ، ثُمَّ الْمُكَابَدَاتِ ، ثُمَّ الْمُجَاهَدَاتِ ، ثُمَّ النِّيَّاتِ ، ثُمَّ الرَّشَادِ ، ثُمَّ تُدْرِكُ مِنَ اللَّهِ الْوَلايَةَ وَحُسْنَ الْمَعُونَةِ وَبِهِ أنبا ابْنُ شَاذَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْكَتَّانِيَّ ، يَقُولُ : سَأَلْتُ ابْنَ الْقَرْجِيِّ , فَقُلْتُ : إِنَّ لِلَّهِ صَفْوَةً ، وَإِنَّ لِلَّهِ خِيرَةً . فَمَتَى يُعْرَفُ الْعَبْدُ أَنَّهُ مِنْ صَفْوَةِ اللَّهِ وَمِنْ خِيرَةِ اللَّهِ ؟ قَالَ : إِذَا خَلَعَ الرَّاحَةَ ، وَأَعْطَى الْمَجْهُودَ فِي الطَّاعَةِ ، وَأَحَبَّ سُقُوطَ الْمَنْزِلَةِ ، وَصَارَ الْمَدْحُ وَالذَّمُّ عِنْدَهُ سَوَاءً وَحَدَّثَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ، أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ ، أنبا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَدَ الرَّازِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيَّ ، يَقُولُ : التَّصَوُّفُ خُلُقٌ ، مَنْ زَادَ عَلَيْكَ فِي الْخُلُقِ زَادَ عَلَيْكَ فِي التَّصَوُّفِ وَقَالَ سَمِعْتُ ابْنَ شَاذَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيَّ ، يَقُولُ : مَنْ طَلَبَ الرَّاحَةَ بِالرَّاحَةِ عُدِمَ الرَّاحَةَ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَمِعْتُ ابْنَ شَاذَانَ ، يَقُولُ : كَانَ يُقَالُ : إِنَّ الْكَتَّانِيَّ خَتَمَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَلْفَ خَتْمَةٍ فِي الطَّوَافِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ ، أنبا ابْنُ نَاصِرٍ ، أنبا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، أنبا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ ، قَالَ : قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ ، يَقُولُ : حَضَرْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هَانِئٍ يَوْمَ وَفَاتِهِ فَدَعَا ابْنَهُ إِسْحَاقَ ، فَقَالَ : هَلْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ ؟ قَالَ : لا . ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَهْ رُخِّصَ فِي الإِفْطَارِ فِي الْفَرْضِ , وَأَنْتَ مُتَطَوِّعٌ . قَالَ : أَمْهِلْ . ثُمَّ قَالَ : لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ سورة الصافات آية 61 . ثُمَّ خَرَجَتْ نَفْسُهُ وَأَنْبَأَنَا أَبُو السَّعَادَاتِ الْقَزَّازُ ، وَأَخْبَرَنَا الْكِنْدِيُّ زَيْدٌ ، أنبا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ ، أنبا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ ، أنبا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْقِرْمِسِينِيُّ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ فَارِسٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْكَتَّانِيُّ ، قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَأَبُو سَعِيدٍ الْحَدَّادُ ، وَعَبَّاسُ بْنُ الْمُهْتَدِي نَسِيرُ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ ، فَإِذَا شَابٌّ يَمْشِي وَمَعَهُ مِحْبَرَةٌ ، ظَنَنَّا أَنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : يَا فَتَى عَلَى أَيِّ طَرِيقٍ تَسِيرُ ؟ قَالَ : لَيْسَ أَعْرِفُ إِلا طَرِيقَيْنِ طَرِيقَ الْخَاصَّةِ وَطَرِيقَ الْعَامَّةِ ، أَمَّا طَرِيقُ الْعَامَّةِ فَهَذَا الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ ، وَأَمَّا طَرِيقُ الْخَاصَّةِ : فَبِسْمِ اللَّهِ . وَتَقَدَّمَ فَمَشَى عَلَى الْمَاءِ حِيَالَنَا ، فَلَمْ نَزَلْ نَرَاهُ حَتَّى غَابَ عَنْ أَبْصَارِنَا وَأَخْبَرَ أَحْمَدُ ، أنبا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَهْوَازِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ ، ثنا مُوسَى ، يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ الطُّوسِيَّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ الْهَيْثَمِ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى بِشْرٍ فِي عِلَّتِهِ ، فَقُلْتُ : عِظْنِي . فَقَالَ : إِنَّ فِي هَذِهِ الدَّارِ نَمْلَةً تَجْمَعُ الْحَبَّ فِي الصَّيْفِ لِتَأْكُلَهُ فِي الشِّتَاءِ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ أَخَذَتْ حَبَّةً فِي فَمِهَا ؛ فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَأَخَذَهَا وَالْحَبَّةَ , وَلا مَا جَمَعَتْ أَكَلَتْ وَلا مَا أَمَلَتْ نَالَتْ . قُلْتُ : زِدْنِي . قَالَ : مَا تَقُولُ فِي مَنِ الْقَبْرُ مَسْكَنُهُ وَالصِّرَاطُ جَوَازُهُ وَالْقِيَامَةُ مَوْقِفُهُ وَاللَّهُ مُسَائِلُهُ فَلا يُعْلَمُ إِلَى جَنَّةٍ يَصِيرُ فَيَهْنَأُ أَوْ إِلَى نَارٍ فَيُعْزَى ، فَوَاطُولَ حُزْنَاهُ , وَوَاعِظَمَ مُصِيبَتَاهُ ، زَادَ الْبُكَاءُ وَلا عَزَاءَ , وَاشْتَدَّ الْخَوْفُ وَلا أَمْنَ . قَالَ : وَقَالَ لِي بِشْرٌ مِرَارًا كَثِيرَةً : انْظُرْ خُبْزَكَ مِنْ أَيْنَ هُوَ ، وَانْظُرْ مَسْكَنَكَ الَّذِي تَتَقَلَّبُ فِيهِ كَيْفَ هُوَ ، وَأَقِلَّ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ وَلا تُحِبّ أَنْ تُحْمَدَ وَلا تُحِبَّ الثَّنَاءَ أنبا زَيْدٌ الْكِنْدِيُّ ، أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ ، أنبا أَبُو عُمَرَ الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِّكْلِيُّ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ يَوْمًا ، وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الزُّهَّادِ ، وَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ الْخَمِيسِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : صُمْتُ يَوْمًا وَقُلْتُ لا آكُلُ إِلا حَلالا ، فَمَضَى وَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا ، فَوَاصَلْتُ الْيَوْمَ الثَّانِي وَالثَّالِثَ وَالرَّابِعَ حَتَّى كَانَ عِيدَ الْفِطْرِ ، قُلْتُ : لأَجْعَلَنَّ فِطْرِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ مَنْ يُزَكِّي اللَّهُ طَعَامَهُ ، فَصِرْتُ إِلَى مَعْرُوفٍ الْكَرْخِيِّ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، وَقَعَدْتُ حَتَّى صَلَّى الْمَغْرِبَ وَخَرَجَ مَنْ كَانَ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَمَا بَقِيَ إِلا أَنَا وَهُوَ وَرَجُلٌ آخَرُ ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ ، وَقَالَ : يَا طُوسِيُّ . قُلْتُ : لَبَّيْكَ . فَقَالَ لِي : تَحَوَّلْ إِلَى أَخِيكَ فَتَعَشَ مَعَهُ . فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : صُمْتُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ وَأَفْطَرْتُ عَلَى مَا لا أَعْلَمُ ، فَقُلْتُ : مَا بِي مِنْ عَشَاءٍ ، فَتَرَكَنِي ثُمَّ رَدَّ عَلَيَّ الْقَوْلَ ؛ فَقُلْتُ : مَا بِي مِنْ عَشَاءٍ ؛ ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ الثَّالِثَةَ ، فَقُلْتُ : مَا بِي مِنْ عَشَاءٍ ، فَسَكَتَ عَنِّي سَاعَةً ، ثُمّ قَالَ لِي : تَقَدَّمْ إِلَيَّ فَتَحَامَلْتُ وَمَا بِي مِنْ تَحَامُلٍ مِنْ شِدَّةِ الضَّعْفِ ، فَقَعَدْتُ عَنْ يَسَارِهِ , فَأَخَذَ كَفِّي الْيُمْنَى ، فَأَدْخَلَهَا إِلَى كُمِّهِ الأَيْسَرِ فَأَخَذْتُ مِنْ كُمِّهِ سَفَرْجَلَةً مَعْضُوضَةً فَأَكَلْتُهَا ، فَوَجَدْتُ فِيهَا طَعْمَ كُلِّ طَعَامٍ طَيِّبٍ ، فَاسْتَغْنَيْتُ بِهَا عَنِ الْمَاءِ . قَالَ : فَسَأَلَهُ رَجُلٌ كَانَ مَعَنَا حَاضِرًا : أَأَنْتَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ , وَأَزِيدُكَ أَنِّي مَا أَكَلْتُ مُنْذُ ذَلِكَ حُلْوًا وَلا غَيْرَهُ إِلا أَصَبْتُ فِيهِ طَعْمَ تِلْكَ السَّفَرْجَلَةَ . ثُمَّ الْتَفَتَ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ إِنْ حَدَّثْتُمْ بِهَذَا وَأَنَا حَيٌّ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.