باب الضجعة على وجهه


تفسير

رقم الحديث : 1177

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصَرِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَصَرِيُّ ، أَنَّ بَعْضَ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ سَمِعَهُ يَذْكُرُ ، قَالَ : " لَمَّا بَدَأْنَا فِي وِفَادَتِنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرْنَا ، حَتَّى إِذَا شَارَفْنَا الْقُدُومَ تَلَقَّانَا رَجُلٌ يُوضِعُ عَلَى قَعُودٍ لَهُ ، فَسَلَّمَ ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ وَقَفَ فَقَالَ : مِمَّنِ الْقَوْمُ ؟ ، قُلْنَا : وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ ، قَالَ : مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلا ، إِيَّاكُمْ طَلَبْتُ ، جِئْتُ لأُبَشِّرَكُمْ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالأَمْسِ لَنَا : " إِنَّهُ نَظَرَ إِلَى الْمَشْرِقِ " , فَقَالَ : لَيَأْتِيَنَّ غَدًا مَنْ هَذَا الْوَجْهِ , يَعْنِي : الْمَشْرِقَ , خَيْرُ وَفْدِ الْعَرَبِ " ، فَبَتُّ أَرُوغُ حَتَّى أَصْبَحْتُ ، فَشَدَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي ، فَأَمْعَنْتُ فِي الْمَسِيرِ حَتَّى ارْتَفَعَ النَّهَارُ ، وَهَمَمْتُ بِالرُّجُوعِ ، ثُمَّ رُفِعَتْ رُءُوسُ رَوَاحِلِكُمْ ، ثُمَّ ثَنَى رَاحِلَتَهُ بِزِمَامِهَا رَاجِعًا يُوضِعُ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَالأَنْصَارِ ، فَقَالَ : بِأَبِي وَأُمِّي ، جِئْتُ أُبَشِّرُكَ بِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ ، فَقَالَ : " أَنَّى لَكَ بِهِمْ يَا عُمَرُ ؟ " ، قَالَ : هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي ، قَدْ أَظَلُّوا ، فَذَكَرَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : " بَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ " ، وَتَهَيَّأَ الْقَوْمُ فِي مَقَاعِدِهِمْ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدًا ، فَأَلْقَى ذَيْلَ رِدَائِهِ تَحْتَ يَدِهِ فَاتَّكَأَ عَلَيْهِ ، وَبَسَطَ رِجْلَيْهِ ، فَقَدِمَ الْوَفْدُ , فَفَرِحَ بِهِمُ الْمُهَاجِرُونَ ، وَالأَنْصَارُ ، فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ أَمْرَحُوا رِكَابَهُمْ فَرَحًا بِهِمْ ، وَأَقْبَلُوا سِرَاعًا ، فَأَوْسَعَ الْقَوْمُ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئٌ عَلَى حَالِهِ ، فَتَخَلَّفَ الأَشَجُّ , وَهُوَ : مُنْذِرُ بْنُ عَائِذِ بْنِ مُنْذِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زِيَادِ بْنِ عَصَرَ , فَجَمَعَ رِكَابَهُمْ ثُمَّ أَنَاخَهَا ، وَحَطَّ أَحْمَالَهَا ، وَجَمَعَ مَتَاعَهَا ، ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَةً لَهُ , وَأَلْقَى عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ , وَلَبِسَ حُلَّةً ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي مُتَرَسِّلا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ سَيِّدُكُمْ وَزَعِيمُكُمْ ، وَصَاحِبُ أَمْرِكُمْ ؟ " فَأَشَارُوا بِأَجْمَعِهِمْ إِلَيْهِ ، وَقَالَ : " ابْنُ سَادَتِكُمْ هَذَا ؟ " قَالُوا : كَانَ آبَاؤُهُ سَادَتَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَهُوَ قَائِدُنَا إِلَى الإِسْلامِ ، فَلَمَّا انْتَهَى الأَشَجُّ أَرَادَ أَنْ يَقْعُدَ مِنْ نَاحِيَةٍ ، اسْتَوَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدًا , قَالَ : " هَا هُنَا يَا أَشَجُّ " ، وَكَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ سُمِّيَ الأَشَجَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، أَصَابَتْهُ حِمَارَةٌ بِحَافِرِهَا وَهُوَ فَطِيمٌ ، فَكَانَ فِي وَجْهِهِ مِثْلُ الْقَمَرِ ، فَأَقْعَدَهُ إِلَى جَنْبِهِ ، وَأَلْطَفَ بِهِ ، وَعَرَفَ فَضْلَهُ عَلَيْهِمْ ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ وَيُخْبِرُهُمْ ، حَتَّى كَانَ بِعَقِبِ الْحَدِيثِ , قَالَ : " هَلْ مَعَكُمْ مِنْ أَزْوِدَتِكُمْ شَيْءٌ ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ ، فَقَامُوا سِرَاعًا ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى ثِقَلِهِ , فَجَاءُوا بِصُبَرِ التَّمْرِ فِي أَكُفِّهِمْ ، فَوُضِعَتْ عَلَى نِطَعٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ جَرِيدَةٌ دُونَ الذِّرَاعَيْنِ وَفَوْقَ الذِّرَاعِ ، فَكَانَ يَخْتَصِرُ بِهَا ، قَلَّمَا يُفَارِقُهَا ، فَأَوْمَأَ بِهَا إِلَى صُبْرَةٍ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ , فَقَالَ : " تُسَمُّونَ هَذَا التَّعْضُوضَ ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " وَتُسَمُّونَ هَذَا الصَّرَفَانَ ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ ، " وَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " هُوَ خَيْرُ تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ " , وَقَالَ بَعْضُ شُيُوخِ الْحَيِّ , وَأَعْظَمُهُ بَرَكَةً وَإِنَّمَا كَانَتْ عِنْدَنَا خَصِبَةٌ نَعْلِفُهَا إِبِلَنَا وَحَمِيرَنَا ، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ عَظُمَتْ رَغْبَتُنَا فِيهَا ، وَفَسَلْنَاهَا حَتَّى تَحَوَّلَتْ ثِمَارُنَا مِنْهَا ، وَرَأَيْنَا الْبَرَكَةَ فِيهَا .

الرواه :

الأسم الرتبة
بَعْضَ

شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَصَرِيُّ

مقبول

يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصَرِيُّ

مقبول

مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

ثقة ثبت

Whoops, looks like something went wrong.