أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الأَمِينُ الْعَدْلُ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الأَمِينُ الْعَدْلُ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ الْكَاتِبُ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ ، أَخْبَرَكُمُ الإِمَامُ الْعَالِمُ حُجَّةُ الْعَرَبِ أَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْقَزَّازُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ ، الْمَعْرُوفُ بِالْعُشَارِيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سَمْعُونَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَبَّانَ الدِّمَشْقِيُّ ، بِدِمَشْقَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ نُصَيْرٍ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ ، كَاتِبُ الأَوْزَاعِيِّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فِي سُوقِ الْجَنَّةِ . فَقَالَ سَعِيدٌ : أَوَبِهَا سُوقٌ ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : نَعَمْ ، أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا فَنَزَلُوا فِيهَا بِفَضْلِ أَعْمَالِهِمْ , فَيُؤْذَنُ لَهُمْ فِي مِقْدَارِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا فَيَرَوْنُ اللَّهَ ، وَيُبْرِزُ لَهُمْ عَرْشَهُ ، وَيَتَبَدَّى لَهُمْ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، فَتَوُضَعُ لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ وَمَنَابِرُ مِنْ فِضَّةٍ ، وَيَجْلِسُ أَدْنَاهُمْ وَمَا فِيهِمْ دَنِيٌّ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ وَالْكَافُورِ لا يَرَوْنَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَرَاسِيِّ بِأَفْضَلَ مِنْهُمْ مَجْلِسًا . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَهَلْ نَرَى رَبَّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، هَلْ تُمَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ؟ قُلْنَا : لا . قَالَ : كَذَلِكَ لا تُمَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ , وَلا يَبْقَى فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَحَدٌ إِلا حَاضَرَهُ مُحَاضَرَةً ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ لِلرَّجُلِ مِنْهُمْ : يَا فُلانُ بْنَ فُلانٍ أَتَذْكُرُ يَوْمَ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا ؟ فَيُذَكِّرُهُ بَعْضَ عَذَرَاتِهِ فِي الدُّنْيَا . فَيَقُولُ : أَفَلَمْ تَغْفِرْ لِي ؟ فَيَقُولُ : " بَلَى بِسِعَةِ مَغْفِرَتِي بَلَغْتَ مَنْزِلَتَكَ هَذِهِ " . قَالَ : فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ غَشِيَتْهُمْ سَحَابَةٌ مِنْ فَوْقِهِمْ فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ طِيبًا لَمْ يَجِدُوا مِثْلَ رِيحِهِ شَيْئًا قَطُّ . قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ : " قُومُوا إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لَكُمْ مِنَ الْكَرَامَةِ ، فَخُذُوا مَا اشْتَهَيْتُمْ " . قَالَ : فَنَأْتِي سُوقًا قَدْ حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ فِيهِ مَا لَمْ تَنْظُرِ الْعُيُونُ إِلَى مِثْلِهِ ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى الْقُلُوبِ . قَالَ : فَيُحْمَلُ لَنَا مَا اشْتَهَيْنَا لَيْسَ يُبَاعُ فِيهِ وَلا يُشْتَرَى فِي ذَلِكَ السُّوقِ ، يَلْقَى أَهْلَ الْجَنَّةِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا . قَالَ فَيُقْبِلُ الرَّجُلُ ذُو الْمَنْزِلَةِ الرَّفِيعَةِ فَيَلْقَى مَنْ هُوَ دُونَهُ ، وَمَا فِيهِمْ دَنِيٌّ ، فَيَرُوعُهُ مَا يَرَى مِنَ اللِّبَاسِ ، فَمَا يَنْقَضِيَ آخِرُ حَدِيثِهِ ، حَتَّى يَتَمَثَّلَ عَلَيْهِ أَحْسَنَ مِنْهُ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَحْزَنَ فِيهَا . قَالَ : ثُمَّ نَنْصَرِفُ إِلَى مَنَازِلِنَا فَيَلْقَانَا أَزْوَاجُنَا ، فَيَقُولُونَ : مَرْحَبًا وَأَهْلا بِحُبِّنَا ، لَقَدْ جِئْتَ وَإِنَّ بِكَ مِنَ الْجَمَالِ وَالطِّيبِ أَفْضَلَ مِمَّا فَارَقْتَنَا . قَالَ : فَيَقُولُ : إِنَّا جَالَسْنَا الْيَوْمَ رَبَّنَا الْجَبَّارَ ، وَبِحَقِّنَا أَنْ نَنْقَلِبَ بِمِثْلِ مَا انْقَلَبْنَا . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ ، فَوَقَعَ بَدَلا عَالِيًا . وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً . وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ .