تفسير

رقم الحديث : 24

. . . . . لَهَا فِي شَاتِهَا فَتَفَاجَتْ عَلَيْهِ وَدَرَّتْ وَاجْتَرَّتْ ، وَدَعَا بِإِنَاءٍ يَرْبِضُ الرَّهْطَ فَحَلَبَ ثَجًّا حَتَّى عَلاهُ الْبَهَاءُ ، ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رُوِيَتْ ثُمَّ سَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا , ثُمَّ شَرِبَ آخِرُهُمْ , ثُمَّ حَلَبَ ثَانِيًا بَعْدَ بَدْءٍ حَتَّى مَلأَ الإِنَاءَ ثُمَّ غَادَرَهُ وَبَايَعَهَا ، وَارْتَحَلُوا عَنْهَا فَقَلَّ مَا لَبِثَتْ حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أَعْنُزًا عِجَافًا يَتَسَاوَكْنَ هُزْلا مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ فَلَمَّا رَأَى أَبُو مَعْبَدٍ اللَّبَنَ عَجِبَ ، وَقَالَ : مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا أُمَّ مَعْبَدٍ ، وَالشَّاءُ عَازِبٌ حَيَالٌ وَلا حَلُوبَ فِي الْبَيْتِ ؟ فَقَالَتْ : لا وَاللَّهِ إِلا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ مِنْ حَالِهِ كَذَا وَكَذَا . قَالَ : صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ . قَالَتْ رَجُلٌ ظَاهِرُ الْوَضَاءَةِ ، أَبْلَجُ الْوَجْهِ ، حَسَنُ الْخُلُقِ ، لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ ، وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَةٌ ، وَسِيمٌ ، قَسِيمٌ ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ ، وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ ، وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ ، أَزَجُّ ، أَقْرَنُ ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَى وَعَلاهُ الْبَهَاءُ ، أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ ، وَأَحْسَنُهُ وَأَحْلاهُ مِنْ قَرِيبٍ ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ فَصْلٌ لا نَزِرٌ وَلا هَذِرٌ كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ ، رَبْعَةٌ لا يُيْأَسُ مِنْ طُولٍ وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا ، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا ، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ ، إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ ، مَحْفُودٌ ، مَحْشُودٌ ، لا عَابِسٌ ، وَلا مُفَنِّدٌ . قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ : فَهَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ بِمَكَّةَ ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ وَلأَفْعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا , وَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالٍ يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلا يَدْرُونَ مَنْ صَاحِبُهُ ، وَهُوَ يَقُولُ : جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ رَفِيقَيْنِ قَالا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ هُمَا نَزَلا بِالْهَدْيِ وَاهْتَدَيَا بِهِ فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ فَيَا لِقَصِيٍّ مَا زَوَى اللَّه عَنْكُمْ بِهِ مِنْ فَعَالٍ لا تُجَارَى وَسُؤْدُدِ لِيُهْنِ بَنِي كَعْبٍ مَكَانُ فَتَاتِهِمْ وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ عَلَيْهِ صَرِيحًا ضَرُّهُ الشَّاةُ مَزْبَدِ فَغَادَرَهَا رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ بَعْدَ مَوْرِدِ فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ شَبَّبَ يُجَاوِبُ الْهَاتِفَ ، فَقَالَ : لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ زَالَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَيَغْتَدِي تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَضَلَّتْ عُقُولُهُمْ وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورِ مُجَدَّدِ هَدَاهُمْ بِهِ بَعْدَ الضَّلالَةِ رَبُّهُمْ وَأَرْشَدَهُمْ مَنْ يَتَّبِعِ الْحَقَّ يَرْشُدِ وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلالُ قَوْمٍ تَسَفَّهُوا عَمَّا يَتَّهِمُ هَادٍ بِهِ كُلَّ مُهْتَدِ وَقَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبَ رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعَدِ نَبِيٌّ يَرَى مَا لا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ وَيَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَسْجِدِ وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى الْغَدِ لِيَهْنَ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةَ جَدِّهِ بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسعِدِ اللَّهُ يَسْعَدِ هَذَا حَدِيثٌ مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ ، رَوَاهُ عَنْهُ أَيْضًا مُحْرِزُ بْنُ الْمَهْدِيِّ الْكَعْبِيُّ ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، قَالَهُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ . وَحُبَيْشٌ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ الْمَضْمُومَةِ ، وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ ، وَآخِرُهُ شِينٌ مُعْجَمَةٌ ، وَقِيلَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ ، وَالنُّونِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ ، شَهِدَ الْفَتْحَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُتِلَ يَوْمَ الْفَتْحِ هُوَ وَكُرْزُ بْنُ جَابِرٍ ، كَانَا فِي خَيْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَسَلَكَا غَيْرَ طَرِيقِهِ فَلَقِيَهُمَا الْمُشْرِكُونَ فَقَتَلُوهُمَا . قَوْلُهُ بَرْزَةُ أَيْ تُكْثِرُ الْبُرُوزَ ، وَهِيَ عَفِيفَةٌ آمِنَةٌ عَلَى نَفْسِهَا ، وَقِيلَ يُشْتَرَطُ مَعَ ذَلِكَ كَوْنُهَا كَهْلَةً . وَقَوْلُهُ مُرَمَّلِينَ أَيْ نَفِدَ زَادُهُمْ كَأَنَّهُمْ لُصِقُوا بِالرَّمْلِ . وَقَوْلُهُ مُسْتَتِبِّينَ أَيْ مُجْدِبِينَ أَصَابَتْهُمُ السَّنَةُ ، وَهِيَ الْقَحْطُ . وَكِسْرُ الْخَيْمَةِ بِكَسْرِ الْكَافِ جَانِبُهَا ، وَيَجُوزُ فَتْحُهَا . وَالْجَهْدُ بِفَتْحِ الْجِيمِ الْمَشَّقْةُ ، وَبِضَمِّهَا الطَّاقَةُ ، وَقَدْ تُفْتَحُ . وَحَلَبًا بِفَتْحِ اللامِ وَسُكُونِهَا . وَتَفَاجَتْ أَيْ بَالَغَتْ فِي فَتْحِ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهَا . وَاجْتَرَّتْ أَيْ لاكَتْ مَا تُخْرِجُهُ مِنْ جَوْفِهَا . وَيُرْبِضُ الرَّهْطَ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ يَرْوِيهِمْ وَيُثْقِلُهُمْ حَتَّى تَرَبَّضُوا ، وَيُرْوَى يُرِيضُ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ أَرَاضِي الْوَادِي إِذَا اسْتُنْقِعَ فِيهِ الْمَاءُ . وَالثَّجُّ السَّيَلانُ . وَالْبَهَاءُ أَرَادَ بِهِ بَهَاءَ اللَّبَنِ ، وَهُوَ وَبِيْضُ رَغْوَتِهِ . وَيَتَسَاوَكْنَ أَيِ اضْطَرَبَتْ أَعْنَاقُهَا مِنَ الْهُزَالِ . وَالْوَضَاءَةُ الْحُسْنُ وَالْبَهْجَةُ . وَالْبَلْجُ إِشْرَاقُ الْوَجْهِ وَإِسْفَارُهُ . وَالثُّجْلَةُ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ الْمَضْمُومَةِ وَالْجِيمِ ضَخْمُ الْبَطْنِ ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ وَالْحَاءِ أَيْ نُحُولَ وَدِقَّهُ . وَالصُّعْلَةُ صِغَرُ الرَّأْسِ . وَسِيمٌ أَيْ جَمِيلٌ . قَسِيمٌ أَيْ جَمِيلٌ كُلُّهُ ، كَانَ كُلُّ مَوْضِعٍ مِنْهُ آخِذًا قِسْمًا مِنَ الْجَمَالِ . وَالدَّعَجُ شِدَّةُ سَوَادِ الْعَيْنِ ، وَقِيلَ مَعَ شِدَّةِ بَيَاضِهَا . وَالْوَطَفُ طُولُ شَعْرِ الأَجْفَانِ . وَالصَّحَلُ بِفَتْحِ الصَّادِ وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَتَيْنِ الْبَحَّةُ مِنْ غَيْرِ حِدَّةٍ فِي الصَّوْتِ . وَالسَّطَعُ الارْتِفَاعُ وَالطُّولُ ، وَالْكَثَاثَةُ فِي اللِّحْيَةِ أَنْ تَكُونَ غَيْرَ دَقِيقَةٍ وَلا طَوِيلَةً , الزَّجَجُ فِي الْحَوَاجِبِ تَقَوُّسٌ وَامْتِدَادٌ مَعَ طُولِ أَطْرَافِهَا . وَالْقَرْنُ الْتِقَاءُ الْحَاجِبَيْنِ . وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كَانَ أَزَجَّ مِنْ غَيْرِ قَرْنٍ ، وَصَحَّحَهُ صَاحِبُ النِّهَايَةِ . وَالْفَصْلُ أَيْ بَيْن . . . . . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.