ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَنَسٍ السُّلَمِيِّ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : كَانَ إِسْلامُ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ أَنَّهُ كَانَ بِغَمْرَةٍ فِي لِقَاحٍ لَهُ نِصْفَ النَّهَارِ إِذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِ نَعَامَةٌ بَيْضَاءُ مِثْلُ الْقُطْنِ عَلَيْهَا رَاكِبٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بَيَاضٌ مِثْلُ الْقُطْنِ ، فَقَالَ لِي : يَا عَبَّاسُ بْنَ مِرْدَاسٍ أَلَمْ تَرَ أَنَّ السَّمَاءَ كُفَّتَ أَحْرَاسَهَا ، وَأَنَّ الْحَرْبَ جَرَّعَتْ أَنْفَاسَهَا ، وَأَنَّ الْخَيْلَ وَضَعَتْ أَحْلاسَهَا ، وَأَنَّ الَّذِي نَزَلَ بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَالْهُدَى لَفِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ فِي لَيْلَةِ الثُّلاثَاءِ صَاحِبُ النَّاقَةِ . قَالَ : فَخَرَجْتُ مَرْعُوبًا قَدْ رَاعَنِي مَا سَمِعْتُ وَرَأَيْتُ ، حَتَّى جِئْتُ وَثَنًا لَنَا كَانَ يُدْعَى الضَّمَّادَ كُنَّا نَعْبُدُهُ وَنُكَلِّمُ مِنْ جَوْفِهِ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَكَنَسْتُ مَا حَوْلَهُ ، وَقُمْتُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ مَسَحْتُ بِهِ وَقَبَّلْتُهُ ، فَإِذَا صَائِحٌ يُصِيحُ مِنْ جَوْفِهِ يَا عَبَّاسُ بْنَ مِرْدَاسٍ : قُلْ لِلْقَبَائِلِ مِنْ سَلِيمٍ كُلِّهَا هَلَكَ الضَّمَّادُ وَفَازَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ هَلَكَ الضَّمَّادُ وَكَانَ يَعْبُدُهُ مَرَّةً قَبْلَ الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدِ إِنَّ الَّذِي جَاءَ بِالنُّبُوَّةِ وَالْهُدَى بَعْدَ ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ قُرْيَشٍ مُهْتَدِ قَالَ : فَخَرَجْتُ مَرْعُوبًا حَتَّى جِئْتُ قَوْمِي فَقَصَصْتُ عَلَيْهِمُ الْقِصَّةَ ، وَأَخْبَرْتُهُمُ الْخَبَرَ ، فَخَرَجْتُ فِي ثَلاثِ مِائَةِ رَاكِبٍ مِنْ قَوْمِي بَنِي حَارِثَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ ، فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، قَالَ : " يَا عَبَّاسُ بْنَ مِرْدَاسٍ كَيْفَ إِسْلامُكَ ؟ " فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، فَقَالَ : " صَدَقْتَ " . وَسُرَّ بِذَلِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَأَسْلَمْتُ أَنَا وَقَوْمِي .