تفسير

رقم الحديث : 5

وَأَخْبَرَنَا الإِمَامُ الزَّاهِدُ أَبُو عَلِيٍّ عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْوَاعِظُ ، بِالْحَرْبِيَّةِ ، أَنَّ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ الْحُصَيْنِ ، أَخْبَرَهُمْ ، أنبا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُذْهِبِ ، أنبا أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا يَعْقُوبُ ، ثنا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، فَحَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ ، أَخُو بَنِي سَلَمَةَ ، أَنَّ أَخَاهُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ ، وَكَان مِنْ أَعْلَمِ الأَنْصَارِ ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ ، وَكَانَ كَعْبٌ مِمَّنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ ، وَبَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : خَرَجْنَا فِي حُجَّاجِ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَقَدْ صَلَّيْنَا وَفَقِهْنَا ، وَمَعَنَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ كَبِيرُنَا وَسَيِّدُنَا فَلَمَّا وَجَّهْنَا لِسَفَرِنَا ، وَخَرَجْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ . قَالَ الْبَرَاءُ : يَا هَؤُلاءِ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ وَاللَّهِ رَأْيًا ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَدْرِي ، أَتُوَافِقُونِي عَلَيْهِ أَمْ لا ؟ قَالَ : قُلْنَا لَهُ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : قَدْ رَأَيْتُ أَنْ لا أَدَعَ هَذِهِ الْبِنْيَةَ مِنِّي بِظَهْرٍ ، يَعْنِي الْكَعْبَةَ ، وَأَنْ أُصَلِّيَ إِلَيْهَا . قَالَ : فَقُلْنَا : وَاللَّهِ مَا بَلَغَنَا أَنّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الآنَ إِلَى الشَّامِ ، وَمَا نُرِيدُ أَنْ نُخَالِفَهُ . فَقَالَ : إِنِّي أُصَلِّي إِلَيْهَا . قَالَ : فَقُلْنَا لَهُ : لَكِنَّا لا نَفْعَلُ ، قَالَ : فَكُنَّا إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ صَلَّيْنَا إِلَى الشَّام ، وَصَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ ، حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ ، قَالَ : وَقَدْ كُنَّا عِبْنَا عَلَيْه مَا صَنَعَ وَأَبَى إِلا الإِقَامَة عَلَيْهِ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ . قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَلْهُ وَفِي صُحْبَةٍ حَتَّى أَسْأَلَهُ عَمَّا صَنَعْتُ فِي سَفَرِي هَذَا , فَإِنَّهُ وَاللَّهِ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْهُ شْيَءٌ ، لَمَّا رَأَيْتُ مِنْ خِلافِكُمْ إِيَّايَ فِيهِ ، قَالَ : فَخَرَجْنَا نَسْأَلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكُنَّا لا نَعْرِفُهُ لَمْ نَرَهُ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَلَقِيَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : هَلْ تَعْرِفَانِهِ ؟ قَالَ : قُلْنَا : لا . قَالَ : هَلْ تَعْرِفَان الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّهُ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ . قَالَ : وَقَدْ كُنَّا نَعْرِفَ الْعَبَّاس ، كَانَ لا يَزَالُ يَقْدَمُ عَلَيْنَا تَاجِرًا ، قَالَ : فَإِذَا دَخَلْتُمَا الْمَسْجِدَ فَهُوَ الرَّجُلُ الْجَالِسُ مَعَ الْعَبَّاسِ قَالَ : فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ فَإِذَا الْعَبَّاسُ جَالِسٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ جَالِسٌ ، فَسَلَّمْنَا ثُمَّ جَلَسْنَا إِلَيْهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ : " هَلْ تَعْرِفُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَا أَبَا الْفَضْلِ ؟ " قَالَ : نَعَمْ ، هَذَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ سَيِّدُ قَوْمِهِ ، وَهَذَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ , قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا أَنْسَى قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الشَّاعِرُ ؟ " قَالَ : نَعَمْ . فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي خَرَجْتُ فِي سَفَرِي هَذَا وَقَدْ هَدَانِي اللَّهُ لِلإِسْلامِ ، فَرَأَيْتُ أَنْ لا أَجْعَلَ هَذِهِ الْبِنِيَّةَ مِنِّي بِظَهْرٍ ، فَصَلَّيْتُ إِلَيْهَا ، وَقَدْ خَالَفَنِي أَصْحَابِي فِي ذَلِكَ ، حَتَّى وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ ، فَمَاذَا تَرَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لَقَدْ كُنْتَ عَلَى قِبْلَةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا . قَالَ : فَرَجَعَ الْبَرَاءُ إِلَى قِبْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى مَعَنَا إِلَى الشَّامِ , قَالَ : وَأَهْلُهُ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ حَتَّى مَاتَ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ كَمَا قَالُوا : نَحْنُ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ . قَالَ : وَخَرَجْنَا إِلَى الْحَجِّ فَوَاعَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَقَبَةَ مِنْ أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الْحَجِّ ، وَكَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وَعَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَعَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَرَامٍ أَبُو جَابِرٍ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا ، وَكُنَّا نَكْتُمُ مَنْ مَعَنَا مِنْ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، أَمَرَنَا فَكَلَّمْنَاهُ ، وَقُلْنَا لَهُ : يَا أَبَا جَابِرٍ إِنَّكَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا وَشَرِيفٌ مِنْ أَشْرَافِنَا ، وَإِنَّا نَرْغَبُ بِكَ عَمَّا أَنْتَ فِيهِ , أَنْ تَكُونَ حَطَبًا لِلنَّارِ غَدًا ، ثُمَّ دَعَوْتُهُ إِلَى الإِسْلامِ ، وَأَخْبَرْتُهُ بِمِيعَادِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ مَعَنَا الْعَقَبَةَ ، وَكَانَ نَقِيبًا ، قَالَ : فَنِمْنَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَعَ قَوْمِنَا فِي رِحَالِنَا حَتَّى إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ خَرَجْنَا مِنْ رِحَالِنَا لِمِيعَادِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نَتَسَلَّلُ مُسْتَخْفِينَ تَسَلُّلَ الْقَطَا ، حَتَّى اجْتَمَعْنَا فِي الشِّعْبِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ ، وَنَحْنُ سَبْعُونَ رَجُلا وَمَعَهُمُ امْرَأَتَانِ مِنْ نِسَائِهِمْ نَسِيبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ أُمُّ عُمَارَةَ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي سَلَمَةَ ، وَهِيَ أُمُّ مَنِيعٍ ، قَالَ : فَاجْتَمَعْنَا فِي الشِّعْبِ نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَنَا وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ ، إِلا أَنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يُحْضِرَ أَمْرَ ابْنِ أَخِيهِ وَيَتَوَثَّقَ ، فَلَمَّا جَلَسْنَا كَانَ الْعَبَّاسُ أَوَّلَ مُتَكَلِّمٍ , فَقَالَ : يَا مَعَاشِرَ الْخَزْرَجِ . قَالَ : وَكَانَتِ الْعَرَبُ مِمَّا يُسَمُّونَ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الأَنْصَارِ الْخَزْرَجَ أَوْسَهَا وَخَزْرَجَهَا ، إِنَّ مُحَمَّدًا مِنَّا , حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ وَقَدْ مَنَعْنَاهُ مِنْ قَوْمِنَا ، مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِنَا فِيهِ ، وَهُوَ فِي عِزٍّ مِنْ قَوْمِهِ وَالْمَنَعَةِ فِي بَلَدِهِ . قَالَ : فَقُلْنَا : قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ ، فَتَكَلَّمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَخُذْ لِنَفْسِكَ وَلِرَبِّكَ مَا أَحْبَبْتَ . قَالَ : فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَلا وَدَعَا إِلَى اللَّهِ ، وَرَغِبَ فِي الإِسْلامِ . قَالَ : " أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ " . قَالَ : فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ : نَعَمْ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَنَمْنَعَنَّكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا ، فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَنَحْنُ وَاللَّهِ أَهْلُ الْحُرُوبِ ، وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ , فَاعْتَرَضَ لِلْقَوْلِ وَالْبَرَاءُ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الرِّجَالِ حِبَالا وَإِنَّا قَاطِعُوهَا ، يَعْنِي الْعُهُودَ ، فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ نَحْنُ فَعَلْنَا ذَلِكَ ، ثُمَّ أَظْهَرَكَ اللَّهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا ، قَالَ : تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : " بَلِ الدَّمَ الدَّمَ وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ ، أنا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي ، أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ ، وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ " . وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَخْرِجُوا إِلَيَّ مِنْكُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا يَكُونُونَ عَلَى قَوْمِهِمْ " فَأَخْرَجُوا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا , تِسْعَةً مِنَ الْخَزْرَجِ وَثَلاثَةً مِنَ الأَوْسِ . وَأَمَّا مَعْبَدُ بْنُ مَالِكٍ فَحَدَّثَنِي فِي حَدِيثِهِ ، عَنْ أَخِيهِ ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ ، ثُمَّ تَتَابَعَ الْقَوْمُ فَلَمَّا بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، صَرَخَ الشَّيْطَانُ مِنْ رَأْسِ الْعَقَبَةِ بَأَبْعَدِ صَوْتٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ ، يَا أَهْلَ الْجَبَاجِبِ - وَالْجَبَاجِبُ الْمَنَازِلُ - هَلْ لَكُمْ فِي مُذَمَّمٍ وَالصُّبَاةُ مَعَهُ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ . قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا أَزَبُّ الْعَقَبَةِ هَذَا ابْنُ أَزْيَبَ ، اسْمَعْ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ أَمَا وَاللَّهِ لأَفْرُغَنَّ لَكَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ارْفَعُوا " . وَفِي رِوَايَةٍ : " ارْفُضُوا إِلَى رِحَالِكُمْ " . قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَئِنْ شِئْتَ لَنَمِيلَنَّ عَلَى أَهْلٍ مِنَّا غَدًا بِأَسْيَافِنَا ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَمْ أُؤْمَرْ بِذَلِكَ " . قَالَ فَرَجَعْنَا فَنِمْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَتْ عَلَيْنَا جُلَّة قُرَيْشٍ حَتَّى جَاءُونَا فِي مَنَازِلِنَا . فَقَالُوا : يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّكُمْ قَدْ جِئْتُمْ إِلَى صَاحِبِنَا هَذَا تَسْتَخْرِجُونَهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا ، وَتُبَايِعُونَهُ عَلَى حَرْبِنَا ، وَاللَّهِ إِنَّهُ مَا مِنَ الْعَرَبِ أَحَدٌ أَبْغَضُ إِلَيْنَا أَنْ تَنْشَبَ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ مِنْكُمْ ، قَالَ : فَانْبَعَثَ مَنْ هُنَالِكَ مِنْ مُشْرِكِي قَوْمِنَا يَحْلِفُونَ لَهُمْ بِاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ ، وَمَا عَلِمْنَاهُ ، وَقَدْ صَدَقُوا لَمْ يَعْلَمُوا مَا كَانَ مِنَّا . قَالَ : فَبَعْضُنَا يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ . قَالَ : وَقَالَ الْقَوْم ، وَفِيهِمُ الْحَارِث بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ ، وَعَلَيْهِ نَعْلانِ جَدِيدَانِ ، قَالَ : فَقُلْتُ كَلِّمْهُ ، كَأَنِّي أُرِيدُ أَنْ أُشْرِكَ الْقَوْمَ بِهَا فِيمَا قَالُوا أَمَا تَسْتَطِيعُ يَا أَبَا جَابِرٍ وَأَنْتَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا أَنْ تَتَّخِذَ نَعْلَيْنِ مِثْلَ نَعْلَيْ هَذَا الْفَتَى مِن قُرَيْشٍ ، فَسَمَعِهَاالْحَارِث فَخَلَعَهُمَا ثُمَّ رَمَى بِهِمَا إِلَيَّ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ ، قَالَ : يَقُولُ أَبُو جَابِرٍ أَحْفَظْتَ وَاللَّهِ الْفَتَى فَارْدُدْ عَلَيْه نَعْلَيْهِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لا أَرُدُّهُمَا ، قَالَ : وَاللَّهِ يَعْنِي قَالَ صَالِح وَاللَّهِ لَئِنْ صَدَقَ الْفَالُ لأَسْلُبَنَّهُ . فَهَذَا حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْعَقَبَةِ وَمَا حَضَر فِيهَا . كَذَا أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ . وَرَوَى أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ بَعْضُهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ . رَوَى هَذَا الْحَدِيثُ بِطُولِهِ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَسَار ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق السَّبِيعِيِّ ، عَنِ الشَّعْبِيّ وَعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْر ،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ،عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَخِي الزُّهْرِيّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ , فِي الْجُزْءِ الأَوَّلِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَنبَارِيِّ .

الرواه :

الأسم الرتبة
كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ

صحابي

عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ

ثقة

مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ ، أَخُو بَنِي سَلَمَةَ

ثقة

ابْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

أَبِي

ثقة حجة

أَبِيهِ

صحابي

عَبْدِ اللَّهِ

ثقة

يَعْقُوبُ

ثقة

أَبِي

ثقة حافظ فقيه حجة

مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ

ثقة

عَبْدُ اللَّهِ

ثقة حجة

عَدِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ

صدوق كثير الخطأ

أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ

صدوق حسن الحديث

أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُذْهِبِ

ضعيف الحديث

عَمَّارِ بْنِ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيِّ

ثقة

مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ

ثقة حافظ

هِبَةَ اللَّهِ بْنَ الْحُصَيْنِ

ثقة

الإِمَامُ الزَّاهِدُ أَبُو عَلِيٍّ عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْوَاعِظُ

ثقة

أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ

رأس في معرفة الحديث