أَنْبَأَنَا يحيى بْن أسعد التاجر ، قَالَ : أَنْبَأَ أَبُو العز أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه العكبري ، قراءة عليه ، أَنْبَأَ أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري ، ثَنَا القاضي أَبُو الفرج المعافي بْن زكريا النهرواني ، ثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الجهم أَبُو طالب الكاتب ، حَدَّثَنِي أَبُو العباس مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عن أَحْمَد بْن إسرائيل ، قَالَ : خرجت يوما إلى عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن خاقان ، فلما صرت فِي صحن الدار رأيته مضطجعا عَلَى مصلاه ، موليا ظهره باب مجلسه ، فهممت بالرجوع ، فَقَالَ لي الحاجب : ادخل فإنه منتبه ، فلما سمع حسي جلس ، فقلت : حسبتك نائما ، فَقَالَ : لا ولكنني كنت مفكرا ، قلت : فيما ذا أعزك اللَّه تعالى ؟ قَالَ : فكرت فِي أمر الدنيا وصلاحها فِي هَذَا الوقت واستوائها ودرور الأموال وأمن السبل وعز الخلافة ، فعلمت أنها أمكر ، وأنكد ، وأغدر من أن يدوم صفاؤها لأحد ، قَالَ : فدعوت له وانصرفت ، فما مضت أربعون ليلة منذ ذلك اليوم حتى قتل المتوكل ونزل به من النفي ما نزل ، قَالَ الصولي : نزل جماعة من أعداء عُبَيْد اللَّه يحرضون المنتصر عَلَى قتله ، ويعرفونه ميله إلى المعتز حتى هم بذلك ، وأحمد بْن الخطيب ، يروعه عنه حتى نفاه ، وأبعده إشفاقا عَلَى نفسه إلى أقريطش .
الأسم | الشهرة | الرتبة |