أخبرنا أَبُو البركات الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هبة اللَّه الشَّافعيّ ، بدمشق ، أنبأ عمي أَبُو القاسم علي بْن الْحَسَن ، حَدَّثَنِي أَبُو غالب الماوردي ، قَالَ : قدم علينا أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز الأَنْصَارِيّ بالبصرة ، فِي سنة تسع وستين وأربع مائة ، فسمع من أَبِي عَليّ التستري كتاب السنن ، وأقام عنده نحوًا من سنتين ، وحضر يومًا عند أَبِي القاسم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد المناديلي ، وكان ذا معرفة بالنحو والقراءات ، وقرأ عَلَيْهِ جزءًا من الحديث ، وجلس بين يديه ، وعليه ثياب خليعة ، فلما فرغ من قراءة الجزء أجلسه إلى جنبه ، فلما مضى قلت لَهُ فِي ذَلِكَ ، وفي إجلاسه إياه إلى جنبه ، فَقَالَ : قَدْ قرأ الجزء من أوله إلى آخره وما لحن فِيهِ ، وهذا يدل عَلَى فضل كبير ، ثُمَّ إن أبا الْحَسَن خرج من ذَلِكَ إلى عمان ، والتقيت بِهِ بمكة فِي سنة ثلاث وسبعين ، وأخبرني أَنَّهُ لما وصل إلى عمان ركب فِي البحر إلى بلاد الزرنج ، وكان معه من العلوم أشياء ، فما نفق عندهم إلا النحو ، وقَالَ : لو أردت أن أكسب منهم آلافًا لأمكن ذَلِكَ ، وَقَدْ حصل لي نحو من ألف دينار ، وتأسفوا عَلَى خروجي من عندهم ، ثُمَّ إنه عاد إلى البصرة عَلَى أَنَّهُ يقيم بها ، فلما وصل إلى باب البصرة ، وقع عن الجمل فمات ، وذلك سنة أربع وسبعين .
الأسم | الشهرة | الرتبة |