تفسير

رقم الحديث : 53

قَالَ : وأنبا قَالَ : وأنبا التنوخي ، عن أبيه ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن عياش ، قَالَ : حَدَّثَنِي شيخ من شيوخنا ذكره ، وقد غاب عني اسمه ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي عون ، قَالَ : استقر عندي عُبَيْد اللَّه بْن سليمان فدخلت عليه يوما فِي حجرة كنت أفردته فيها من داري ، فقام إليّ ، فقلت له ممازحا كما جرى عَلَى لساني : يا سيدي ، أخبئ لي هَذَا القيام إلى وقت انتفع به ، قَالَ : فلما كان بعد مدة انتقل من عندي ، فما مضت الأيام يسيرة حتى ولى الوزارة ، فَقَالَ لي أهلي : لو قصدته ، وكان حالي إذ ذاك صغيرة ، فقلت لهم : لا أفعل وأنا فِي ستر وقصدي له الآن كأنه اقتضاء لثمن معروف أستدعيه لنفسي ، ما أرضى لنفسي بهذا ، ولو كان لي عنده خير لابتدأني ، وبت ليلتي مفكرا ، وكان يوم الخلع ، فلما كان فِي السحر جاءني فراشه برقعة بخطه يعاتبني عَلَى ما جرى عنه ويستدعيني ، فصرت إليه وإذا هو جالس والخلق عنده ، فلما صرت مع دسته ، قام لي قائما ، وعانقني ، وَقَالَ لي : أرى هَذَا ، وقتا ينتفع فيه بقيامي لك وجلس وأجلسني معه عَلَى طرف الدست ، فقبلت يده ، وهنأته ودعوت له ، ومضيت ساعة فإذا قد استدعاه المعتضد ، فقام وأمرني أن لا أبرح فجلست وامتدت العيون إلي وخوطبت فِي الوقت بأجل خطاب وعوظمت ، ثم عاد عُبَيْد اللَّه ضاحكا وأخذ بيدي إلى دار الخلوة ، وَقَالَ : ويحك إن الخليفة استدعاني بسببك وذلك أنه كوتب بخبرنا ، وخير قيامي لك فِي مجلس الوزارة ، فلما استدعاني الآن بدأ ينكر عَلِيّ ، وَقَالَ : تبذل مجلس الوزارة بالقيام لتاجر ، ولو كان هَذَا لصاحب طرف كان محظورا أو ولي عهد كان كثيرا ، واحذر تتجاوز ذلك ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، لم يذهب عَلَى حق المجلس وتوفية الرتبة حقها ، ولكن لي عذر ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يسمعه ثم ينفذ حكمه فيّ ، أخبرته بخبري معك ، وإستاري عندك ، فَقَالَ : أما الآن فقد عذرتك ، ولكن لا تعاودن فانصرفت ، ثم قَالَ لي عُبَيْد اللَّه : يا أَبَا عَبْد اللَّه ، إني قد شهرتك شهرة إن لم يكن معك مائة ألف دينار معدة للنكبة هلكت ، فيجب أن تحصلها لك لهذه الحال فقط ، ثم يحصل لك نعمة بعدها تسعك وعقبك ، فقلت : أنا عَبْد الوزير وخادمه ومؤمله ، فَقَالَ : هاتوا فلانا الكاتب ، فجاء ، فَقَالَ : أحضر التجار الساعة نسعر مائة ألف كر من غلات السلطان بالسواد عليهم ما تساوي وعرفني ، فخرج وعاد بعد ساعة ، وَقَالَ : قد قررت ذلك معهم ، فَقَالَ له : بع عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه هذه المائة الألف الكر ينقصان دينار واحد مما قررت به السعر مع التجار وبعه له عليهم بالسعر المقرر معهم ، وطالبهم أن يعجلوا له فضل ما بين السعرين اليوم وأخرهم بالثمن إلى أن يستلموا الغلات ، وأكتب إلى النواحي بتقبيضهم إياها ، قَالَ : ففعل ذلك ، وقمت من المجلس ، وقد وصل إليّ مائة ألف دينار فِي بعض يوم وما عملت شيئا ، ثم قَالَ لي : اجعل هذه أصلًا لنعمتك ومعدة لنكبة ولا يسألنك أحد من الخلق شيئا إلا أخذت رقعته ، ووافقته عَلَى أجرة ذلك وخاطبني ، قَالَ : كنت أعرض عليه فِي كل يوم ما يصل إليّ بما فيه ألوف دنانير وأتوسط الأمور الكبار وأداخل فِي المكاسب الجليلة حتى بلغت النعمة إلى هَذَا الحد ، وكنت ربما عرضت عليه رقعة فيقول : كم ضمن لك عليها ، فأقول : كذا وكذا ، فيقول : هَذَا غلط هَذَا يساوي كذا وكذا ، أرجع فاستزد ، فأقول : إني أستحي ، فيقول : عرفهم أني لا أقضي لك ذلك إلا بهذا القدر ، وأني رسمت لك هَذَا المال ، قَالَ : فأرجع فأستزيد ما يقوله لي فأزاد .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.