أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الْفَقِيهِ ، قَالَ : أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الأَدِيبُ ، إِذْنًا ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَاتِمٍ الْوَاثِلِيِّ السِّجِسْتَانِيِّ ، قَالَ : أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ ابْنُ فِرَاسٍ ، ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : سَمِعْت أَبَا جَعْفَرِ ابْنَ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ ، يَقُولُ : فِي جَمَاعَةٍ كُنْتُ فِيهِمْ حَاضِرًا ذَكَرُوا أَنَّهُمْ مَنْ حُذَّاقِ الْمُعْتَزَلَةِ ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو جَعْفِر ابْنُ الْمُهْتَدِي : طَلَبَ فَاطِمَةُ وَالْعَبَّاسُ مَوْرِثَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَنَعَ أَبُو بَكْرٍ لَهُمَا ، لا يَخْلُو مَنْعُ أَبِي بَكْرٍ حَقًّا يَجِبُ لَهُمَا ، أَوْ يَكُونَا طَلَبَا مَا لا يَجِبُ لَهُمَا ، فَلَيْسَ يَخْلُو أَنْ يَكُونَ مَعَ أَحَدِهِمَا ، فَاسْتَجَابُوا لَهُ ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ : وَرَأَيْتُهُمْ كَانُوا يُحِبُّونَ مُنَاظَرَتَهُ عَلَى ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو جَعْفَرِ ابْنُ الْمُهْتَدِي : الْحَقُّ مَعَهُمَا ، فَقَالُوا : كَيْفَ ذَا ؟ قَالَ : ذَا لا يَشُكُّ أَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " نَحْنُ مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ لا نُورَثُ ، مَا تَرَكْنَاهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ " ، فَتَأَوَّلَتْ فَاطِمَةُ وَالْعَبَّاسُ أَنَّ ذَلِكَ فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلاحِ ، وَآلَةِ الْجِهَادِ دُونَ الْمَالِ ، فَهُمَا طَالِبِينَ الْحَقَّ بِتَأْوِيلٍ تَأَوَّلاهُ ، وَمَنَعَهُمَا أَبُو بَكْرٍ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَمِيعِ مَا يَمْلِكُهُ مِنْ كُرَاعٍ ، أَوْ سِلاحٍ ، قَالَ : وَلَمْ يَجُزْ لأَبِي بَكْرٍ بَعْدَ أَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعْطِيَهُمَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ، وَمَنَعَ بِحَقٍّ ، وَكَانَ طَلَبُ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسِ بِحَقٍّ .