أَنْبَأَنَا أَنْبَأَنَا ذَاكِرُ بْنُ كَامِلٍ الْخَفَّافُ ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ : أَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ، أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ الْوَرَّاقُ ، بِسُرَّ مَنْ رَأَى ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُرْشِدٍ الْبَزَّازُ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الأَزْدِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : وَضَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلنَّاسِ ثَمَانِي عَشْرَةَ كَلِمَةً حِكَمٌ كُلُّهَا ، قَالَ : " مَا عَاقَبْتُ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ ، وَضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ حَتَّى يَجِيئَكَ مِنْهُ مَا يَغْلِبُكَ ، وَلا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ مُسْلِمٍ شَرًّا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ حَمْلا ، وَمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ بِيَدِهِ ، وَمَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهْمَةِ فَلا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ ، وَعَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ تَعِشْ فِي أَكْنَافِهِمْ ، فَإِنَّهُمْ زِينَةٌ فِي الرَّخَاءِ وَعِدَّةٌ فِي الْبَلاءِ ، وَلا تَهَاوَنُوا بِالْحَلِفِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيُهِينَكُمُ اللَّهُ ، وَلا تَسْأَلْ عَمَّا لَمْ يَكُنْ فَإِنَّ فِيمَا قَدْ كَانَ شُغُلا عَمَّا لَمْ يَكُنْ ، وَلا تَعَرَّضْ بِمَا لا يَعْنِيكَ ، وَعَلَيْكَ بِالصِّدْقِ إِنْ قَتَلَكَ الصِّدْقُ ، وَلا تَطْلُبْ حَاجَتَكَ إِلَى مَنْ لا يُحِبُّ نَجَاحَهَا لَكَ ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ ، وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلا الأَمِينَ ، وَلا أَمِينَ إِلا مَنْ خَشِيَ اللَّهَ ، وَلا تَصْحَبِ الْفُجَّارَ فَتَعَلَّمَ مِنْ فُجُورِهِمْ ، وَذلَّ عِنْدَ الطَّاعَةِ ، وَاسْتَعْصِمْ عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ ، وَتَخَشَّعْ عِنْدَ الْقُبُورِ ، وَاسْتَشِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ سورة فاطر آية 28 " .