تفسير

رقم الحديث : 360

أخبرنا إِبْرَاهِيم بْن عثمان بْن يُوسُف ، أنبأ مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي ، أنبأ أَحْمَد بْن عَبْد القادر بْن مُحَمَّد ، أنبأ عَبْد العزيز بْن علي الخياط ، ثنا علي بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم الهمداني ، ثنا علي بْن أَحْمَد بْن سَعِيد البادوري ، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مقاتل ، عن ذي النون بْن إِبْرَاهِيم ، قَالَ : خرجت فِي سفر ، فبينا أَنَا أسير فِي مدنه ، وَقَد اعتكر الليل ، وتغشت ظلمة الأفق ، وسكنت حركات البشر ، إِذَا أَنَا بشخص مار بين يدي ، فلحقته ، فإذا رَجُل كهل حسن المرجى ، طيب الريح ، فصيح اللسان ، عذب البيان ، عَلَيْهِ بزة حسنة ، فسلمت عَلَيْهِ ، فرد علي السَّلام ، فقلت : يا شيخ ، ما الَّذِي دعاك إلى الوحدة والانفراد فِي هَذَا المكان القليل الداين ، البعيد من النَّاس ؟ . فَقَالَ : طلب الظفر بمن يملك رزق البشر ، وهو عَلَى كل شيء مقتدر ، قلت : فعلى ما أنت مقيم يومك هَذَا ؟ . فَقَالَ : قَدْ كادت عيني أن ترى أعلام المستأنسين ، وروحي إن تشرب بكئوس المحبين ، وقلبي أن يخامره قلق المشتاقين ، فقلت لَهُ : ما الَّذِي قطع بك عن الوصول إلى ما هناك ؟ فَقَالَ : يا ذا النون ، هدانا دائم القلق ، أسرع إِلَيْه فِي الراحة ، واسأله بلوغ الأمنية ، وهو العليم بما تصلح بِهِ النفوس ، قلت لَهُ : أفتجد عَلَى قليل من الخلوة سدة ؟ فَقَالَ : ما أظن أحد عرف ربه . . . . يحتاج مَعَ أنسه إلى رؤية الأهلين ، ولا من انقطع إِلَيْه بكله إلى أحد من المخلوقين ، قلت : هَلْ من وصية وعظة ؟ . فَقَالَ : تفرطت رحمك اللَّه ، فَقَالَ : مبادرتك إِلَيْه إِذَا دعاك ، وترك التخلف عَنْهُ إِذَا ناداك ، ودوام الإقبال عَلَيْهِ مَعَ كثرة المبادرة إِلَيْه بخلع الراحة من نفسك ، وخذف كل ما دعاك إلى ما يبعدك مِنْهُ ، ويحول بينك وبين الظفر بالمراد ، حتَّى لا يفقدك من عند نفعك ، ولا يجدك عند مضارك ، قلت : زدني ! قَالَ : إياك أن تترك حالة لحالة حتَّى تنفذ ما أنت عَلَيْهِ من مرادك ، فإن للعدو هاهنا مجالًا ، قلت : زدني ! قَالَ : تعلم تملقه ، فإن لتملقه غدًا فرحة تستوجب جميع الأحزان ، وتظفرهم بدار الكرامة والأماني ، قلت : زدني ! فَقَالَ : حسبك يا ذا النون إن عملت بما أخبرتك . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.