تفسير

رقم الحديث : 721

أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف ، قال : كتب إلي الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، أن رشأ بن نظيف ، أخبره قال : أنبأ أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، أنبأ أبو بكر محمد بن يحيى الصولي ، قال : حدثني حسين بن فهم ، ثنا محمد بن أيوب المنشي عن أبيه ، قال : قال إبراهيم بن المهدي : سمعت عبد الملك بن صالح بن إخراج المخلوع له من حبس الرشيد ، وقد ذكر ظلم الرشيد إياه ، وحبسه له على التهمة والحسد ، يقول : والله إن الملك لشيء ما نويته ، ولا تمنيته ، ولا قصدت إليه ولا ابتغيته ، ولو أردته لكان أسرع إلي من السيل إلى الحدور ، ومن النار إلى يابس العرفج ، وإني لمأخوذ بما لم أجن ومسؤول عما لا أعرف ، ولكنه حين رآني للملك قمنا ، وللخلافة خطرا ، ورأى لي يدا تنالها إذا مدت ، وتبلغها إذا بسطت ، ونفسا تكمل بخصالها وتستحقها بخلالها ، وإن كنت لم أختر تلك الخصال ، ولم أترشح لها في سر ، ولا أشرت إليها في جهر ، ورآها تحن إلي حنين الواله ، وتميل نحوي ميل الهلوك ، وحاذر أن ترغب إلي خير مرغوب ، وتنزع إلي خير منزوع ، عاقبني عقاب من قد سهر في طلبها ، وسهر في التماسها ، وتقدر لها بجهده ، وتهيأ لها بكل حيلته ، فإن كان حبسني على أني أصلح لها وتصلح لي ، وأليق بها وتليق بي ، فليس ذلك بذنب فأتوب منه ، ولا جرم فأرجع عنه ، ولا تطاولت لها فأحط نفسي ، ولا تصديتها فأحيد عنها ، فإن زعم أنه لا صرف لعقابه ، ولا نجاة من أغضابه ، إلا بأن أخرج له من الحلم والعلم ، وأتبرأ إليه من الحزم والعزم ، فكما لا يستطيع المضياع أن يكون حافظا ، ولم يملك العاجز أن يكون حازما ، كذلك العاقل لا يكون جاهلا ، ولا يكون الذكي بليدا ، وسواء عاقبني على شرفي وجمالي ، أو على محبة الناس إياي ، ولو أردتها لأعجلته عن التفكير ، وشغلته عن التدبير ، ولما كان من الخطاب إلا اليسير ، ومن بذلك الجهد إلا القليل ، غير أني والله ، والله شهيدي ، أرى السلامة من تبعاتها غنما ، والخف من أوزارها حظا ، والسلام على من اتبع الهدى .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.