حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ الْحَرِيرِيُّ ، وَأَنَا سَأَلْتُهُ عَنْهُ ، فَحَدَّثَنِي بِهِ ، أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَمْزِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّقِّيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْرَمِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ ، نا أَبُو مَعْمَرٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ تِهَامَةَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ بِيَدِهِ عَصًا ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَغَمَةُ الْجِنِّ وَتَحِيَّتُهُمْ ، مَنْ أَنْتَ ؟ " قَالَ : أَنَا هَامَةُ بْنُ هَيْمِ بْنِ لاقِيسَ بْنِ إِبْلِيسَ . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ إِلا أَبَوَيْنِ ؟ " قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : " فَكَمْ أَتَى عَلَيْكَ مِنَ الدَّهْرِ ؟ " قَالَ : قَدْ أَفْنَيْتُ الدُّنْيَا عُمْرَهَا إِلا قَلِيلا . قَالَ عَلَى ذَلِكَ : كُنْتُ وَأَنَا غُلامٌ ابْنُ أَعْوَامٍ أَفْهَمُ الْكَلامَ وَآمُرُ بِالآكَامِ وَآمُرُ بِإِفْسَادِ الطَّعَامِ وَقَطِيعَةِ الأَرْحَامِ . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بِئْسَ لَعَمْرُ اللَّهِ عَمَلُ الشَّيْخِ الْمُتَوَسِّمِ وَالشَّابِّ الْمُتَلَوِّمِ " . قَالَ : دَعْنِي مِنَ التَّعَذُّلِ إِنِّي جِئْتُكَ تَائِبًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ نُوحٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ ، فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وَأَبْكَانِي ، وَقَالَ : لا جَرَمَ إِنِّي فِي ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينَ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ . قُلْتُ : يَا نُوحُ إِنِّي كُنْتُ مِمَّنْ أُشْرِكُ فِي دَمِ الشَّهِيدِ هَابِيلَ بْنِ آدَمَ فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ قَالَ : يَا هَامَةُ هِمْ بِالْخَيْرِ وَافْعَلْهُ قَبْلَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ ، إِنِّي قَرَأْتُ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيَّ : أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ تَابَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَالِغٌ ذَنْبُهُ مَا بَلَغَ إِلا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَقُمْ فَتَوَضَّأْ وَاسْجُدْ لِلَّهِ سَجْدَتَيْنِ . قَالَ : فَفَعَلَ مِنْ سَاعَتِهِ مَا أَمَرَ بِهِ ، فَنَادَاهُ : ارْفَعْ رَأْسَكَ ، فَقَدْ نَزَلَتْ تَوْبَتُكَ مِنَ السَّمَاءِ ، فَخَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا حَوْلا ، وَكُنْتُ مَعَ هُودٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعْ مَنْ آمَنَ بِهِ ، فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى وَأَبْكَانِي . وَقَالَ : لا جَرَمَ أَنِّي فِي ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينَ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ . وَكُنْتُ مَعَ صَالِحٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ ، فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وَأَبْكَانِي ، وَقَالَ : لا جَرَمَ أَنِّي عَلَى ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينَ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ . وَكُنْتُ زَوَّارًا لِيَعْقُوبَ ، وَكُنْتُ مِنْ يُوسُفَ بِالْمَكَانِ الأَمِينِ ، وَكُنْتُ أَلْقَى إِلْيَاسَ بِالأَوْدِيَةِ ، وَأَنَا أَلْقَاهُ الآنَ ، وَإِنِّي لَقِيتُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ ، فَعَلَّمَنِي مِنَ التَّوْرَاةِ ، وَقَالَ لِي : إِنْ أَنْتَ لَقِيتَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ ، فَأَقْرَأْتُهُ مِنْ مُوسَى السَّلامَ ، وَإِنَّهُ قَالَ لِي : إِنْ لَقِيتَ مُحَمَّدًا فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ ، فَأَقْرَأَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِيسَى السَّلامَ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَيْنَهُ ، ثُمَّ قَالَ : " وَعَلَى عِيسَى مَا دَامَ فِي الدُّنْيَا وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا هَامَةُ بِأَدَائِكَ الأَمَانَةَ " . قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَافْعَلْ مِثْلَ مَا فَعَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ ، إِنَّهُ عَلَّمَنِي مِنَ التَّوْرَاةِ ، قَالَ : فَعَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ، وَ الْمُرْسَلاتِ ، وَ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ، وَ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ ، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، وَقَالَ : " ارْفَعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ يَا هَامَةُ ، وَلا تَدَعْ زِيَارَتَنَا " . قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَنْعَهُ إِلَيْنَا ، فَلَسْتُ أَدْرِي أَحَيٌّ هُوَ أَمْ هُوَ مَيِّتٌ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
ابْنِ عُمَرَ | عبد الله بن عمر العدوي / توفي في :73 | صحابي |
نَافِعٍ | نافع مولى ابن عمر / توفي في :116 | ثقة ثبت مشهور |
أَبُو مَعْمَرٍ | نجيح بن عبد الرحمن السندي / توفي في :170 | ضعيف أسن واختلط |
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ | محمد بن جعفر البزاز / توفي في :206 | صدوق حسن الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْرَمِيُّ | محمد بن الوليد القلانسي / توفي في :363 | وضاع |
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّقِّيُّ | محمد بن علي القاضي / ولد في :232 / توفي في :314 | ثقة |
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَمْزِيُّ | أحمد بن محمد المقرئ | ثقة |
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ الْحَرِيرِيُّ | علي بن عمر الحريري / توفي في :380 | ثقة |