حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ الْحَضْرَمِيُّ , مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُحَدِّثُ قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ عَلَى الإِسْلامِ فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ بَعَثَ جَيْشًا إِلَى قَوْمِي , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أرْدُدِ الْجَيْشَ وَأَنَا لَكَ بِإِسْلامِ قَوْمِي وَطَاعَتِهِمْ فَقَالَ لِي : " اذْهَبْ فَارْدُدْهُمْ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ رَاحِلَتِيَ قَدْ كَلَّتْ , فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا فَرَدَّهُمْ , قَالَ الصُّدَائِيُّ : وَكَتَبَ إِلَيْهِمْ كِتَابًا فَقَدِمَ وَفْدُهُمْ بِإِسْلامِهِمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَخَا صُدَاءٍ إِنَّكَ لَمُطَاعٌ فِي قَوْمِكَ " , فَقُلْتُ : بَلِ اللَّهُ هَدَاهُمْ بِكَ لِلإِسْلامِ , وَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَفَلا أُؤَمِّرُكَ عَلَيْهِمْ , فَقُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَكَتَبَ لِي كِتَابًا , فَأَمَّرَنِي , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْ لِي بِشَيْءٍ مِنْ صَدَقَاتِهِمْ , فَكَتَبَ لِي كِتَابًا آخَرَ , قَالَ الصُّدَائِيُّ : وَكَانَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلا فَأَتَاهُ أَهْلُ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ يَشْكُونَ عَامِلَهُمْ وَيَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَنَا بِشَيْءٍ كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوَفَعَلَ ذَلِكَ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ , فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَأَنَا فِيهِمْ فَقَالَ : " لا خَيْرَ فِي الإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ " , قَالَ الصُّدَائِيُّ : فَدَخَلَ قَوْلُهُ فِي نَفْسِي , ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَصُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ " , فَقَالَ الرَّجُلُ : أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَاتِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ فِيهَا بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلا غَيْرِهِ حَتَّى حَكَمَ فِيهَا فَجَزَّأَهَا سِتَّةَ أَجْزَاءٍ فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ أَوْ أَعْطَيْنَاكَ حَقَّكَ , قَالَ الصُّدَائِيُّ : فَدَخَلَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي أَنِّي سَأَلْتُهُ وَأَنَا غَنِيٌّ , ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَشَا مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ فَلَزِمْتُهُ وَكُنْتُ قَوِيًّا وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَنْقَطِعُونَ عَنْهُ وَيَسْتَأْخِرُونَ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي , فَلَمَّا كَانَ أَوَانُ أَذَانِ الصُّبْحِ أَمَرَنِي فَأَذَّنْتُ ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ : أُقِيمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَيَنْظَرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ إِلَى الْفَجْرِ , فَيَقُولُ : " لا " , حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَرَّزَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ وَقَدْ تَلاحَقَ أَصْحَابُهُ فَقَالَ : " هَلْ مِنْ مَاءٍ يَا أَخَا صُدَاءٍ ؟ " قُلْتُ : لا , إِلا شَيْءٌ قَلِيلٌ لا يَكْفِيكَ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اجْعَلْهُ فِي إِنَاءٍ ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ " , فَفَعَلْتُ فَوَضَعَ كَفَّهُ فِي الإِنَاءِ قَالَ : فَرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ عَيْنًا تَفُورُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَخَا صُدَاءٍ لَوْلا أَنِّي أَسْتَحِي مِنْ رَبِّي سُقِينَا وَاسْتَقَيْنَا , فَنَادِ فِي أَصْحَابِي مَنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْمَاءِ ؟ " فَنَادَيْتُ فَأَخَذَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلاةِ فَأَرَادَ بِلالٌ أَنْ يُقِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ أَذَّنَ وَهُوَ يُقِيمُ " , قَالَ الصُّدَائِيُّ : فَأَقَمْتُ الصَّلاةَ , فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ أَتَيْتُهُ بِالْكِتَابَيْنِ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَعْفِنِي مِنْ هَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَمَا بَدَا لَكَ ؟ " ، فَقُلْتُ : سَمِعْتُكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ تَقُولُ : " لا خَيْرَ فِي الإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ , وَأَنَا أُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ , وَسَمِعْتُكَ تَقُولُ لِلسَّائِلِ : " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَهُوَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ " , وَقَدْ سَأَلْتُكَ وَأَنَا غَنِيٌّ , فَقَالَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هُوَ ذَاكَ فَإِنٌ شِئْتُ فَاقْبَلْ وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ " , فَقُلْتُ : أَدَعُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُؤَمِّرُهُ عَلَيْكُمْ " فَدَلَلْتُهُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ فَأَمَّرَهُ عَلَيْنَا , ثُمَّ قُلْنَا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ لَنَا بِئْرًا إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ وَسِعَنَا مَاؤُهَا وَاجْتَمَعْنَا عَلَيْهَا , وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ قَلَّ مَاؤُهَا وَتَفَرَّقْنَا عَلَى مِيَاهٍ حَوْلَنَا , وَقَدْ أَسْقَمَتْنَا , وَكُلُّ مَنْ حَوْلَنَا عَدُوٌّ لَنَا , فَادْعُ اللَّهَ لَنَا فِي بِئْرِنَا أَنْ يَسَعَنَا مَاؤُهَا فَنَجْتَمِعَ عَلَيْهَا وَلا نَتَفَرَّقَ , فَدَعَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ فَفَرَكَهُنَّ فِي يَدِهِ وَدَعَا فِيهِنَّ ثُمَّ قَالَ : " اذْهَبُوا بِهَذِهِ الْحَصَيَاتِ فَإِذَا أَتَيْتُمُ الْبِئْرَ فَأَلْقُوهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةً , وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ " , قَالَ الصُّدَائِيُّ : فَفَعَلْنَا مَا قَالَ لَنَا , فَمَا اسْتَطَعْنَا بَعْدَ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى قَعْرِهَا يَعْنِي الْبِئْرَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ | زياد بن الحارث الصدائي | صحابي |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ الْحَضْرَمِيُّ | عبد الرحمن بن زياد الإفريقي / ولد في :75 / توفي في :156 | ضعيف الحديث |
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ | عبد الله بن يزيد العدوي / ولد في :113 / توفي في :213 | ثقة |