حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، قال : حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ ، قال : بَعْضُهُ عَنْ نَافِعٍ ، وَبَعْضُهُ عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ وَلَدِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : دَخَلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَالا لَهُ ، وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَطَافُوا فِيهِ ، فَلَمَّا خَرَجُوا ، قَالَ : كَيْفَ رَأَيْتُمْ ؟ قَالُوا : مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ مَالا أَحْسَنَ ، قَالَ : فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنَّ مَا خَلَّفْتُ خَلْفَ ظَهْرِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنَّ ذَلِكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَضَعُهُ حَيْثُ رَأَى ، ثُمَّ أَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَاسْتَأْذَنَهُ فِي أَنْ يَأْتِيَ الشَّامَ ، قَالَ : " لا آذَنُ لَكَ إِلا أَنْ تَعْمَلَ " ، قَالَ : فَإِنِّي لا أَعْمَلُ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " فَإِنِّي لا آذَنُ لَكَ " ، قَالَ : فَإِنِّي أَنْطَلِقُ فَأُعَلِّمُ النَّاسَ سُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأُصَلِّي بِهِمْ ، قَالَ : وَكَانَ النَّاسُ إِذَا كَانَ الصَّيْفُ تَفَرَّقُوا فِي الْمَغَازِي ، وَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَتَاهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَقَدِ اجْتَمَعُوا فِي الشِّتَاءِ ، فَلَمَّا كَانَ قَرِيبًا مِنْهُمْ أَقَامَ حَتَّى أَمْسَى ، فَلَمَّا جَنَّهُ اللَّيْلُ قَالَ : " يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ ، وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ ، تُسَلِّمُ عَلَيْهِ لا يَرُدُّ عَلَيْكَ وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَإِذَا عَلِمَ مَنْ أَنْتَ . فَذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ كَرَاهِيَتَهُ ، وَلَمْ يَحْفَظْ أَبُو مُحَمَّدٍ لَفْظَهُ ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَابِهِ ، فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ يَرْفَأُ : هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَتَحَ الْبَابَ ، فَإِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " يَا يَرْفَأُ ، الْبَابَ الْبَابَ " ، وَوَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا ، ثُمَّ كَوَّرَ الْمَتَاعَ فَوَضَعَهُ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : " لا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكُمْ " ، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ، فَقَالَ : " يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ ؟ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ ، وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَإِذَا عَلِمَ ذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ : مَشَقَّةَ ذَلِكَ عَلَى عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَذَكَرَ حَلِفَهُ وَاعْتِذَارَهُ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ ، قَالَ : فَانْتَهَيْنَا إِلَى بَابِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ يَرْفَأُ : هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَتَحَ الْبَابَ ، فَلَمَّا دَخَلَ إِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " يَا يَرْفَأُ : الْبَابَ الْبَابَ " ، وَوَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا ، وَجَعَلَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحْلِفُ ، ثُمَّ كَوَّرَ الْمَتَاعَ فَوَضَعَهُ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : " لا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ " ، ثُمَّ خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَبِي مُوسَى أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا صُوفًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ ، فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ ، وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَإِذَا عَلِمَ مَنْ أَنْتَ " ، قَالَ : إِنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ زَعَمُوا أَنَّ خَيْرًا لَهُ أَنْ يَلْبَسَ ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا قُمْنَا عَلَى بَابِهِ ، قَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ يَرْفَأُ : هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَتَحَ الْبَابَ فَإِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ صُوفًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : " يَا يَرْفَأُ ، الْبَابَ " ، ثُمَّ وَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا ، وَقَالَ : " وَأَنْتَ أَيْضًا يَا أَبَا مُوسَى ؟ " ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوَقَدْ رَأَيْتَ مَا صَنَعَ أَصْحَابِي ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ أَصَبْتُ مِثْلَ الَّذِي أَصَابُوا ، قَالَ : فَمَا هَذَا ؟ قَالَ : زَعَمَ أَهْلُ الْبَلَدِ أَنَّ خَيْرًا لَهُ أَنْ يَلْبَسَ ، قَالَ : فَكَوَّرَ الْمَتَاعَ وَوَضَعَ وَسَطَ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : " لا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ " ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ، قَالَ : " يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَخِي أَبْصِرْهُ لَيْسَ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَلا مِصْبَاحٌ لَيْسَ لِبَابِهِ غَلَقٌ ، يَفْتَرِشُ بَطْحَاءَ يَبُوسَةً وَوِسَادَةً بَرْذَعَةً ، عَلَيْهِ كِسَاءٌ رَقِيقٌ ، قَدْ أَرْهَقَهُ الْبَرْدُ ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ ، وَتَسْتَأْذِنَ عَلَيْهِ فَيَأْذَنُ لَكَ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، " فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا قُمْنَا عَلَى بَابِهِ ، قَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : ادْخُلْ ، فَدَفَعَ الْبَابَ فَإِذَا لَيْسَ عَلَيْهِ غَلَقٌ ، فَدَخَلْنَا إِلَى بَيْتٍ مُظْلِمٍ ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَلْمَسُهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِ ، فَجَسَّ وِسَادَةً ، فَإِذَا هِيَ بَرْذَعَةٌ ، وَجَسَّ فِرَاشَهُ فَإِذَا بَطْحَاءُ ، وَجَسَّ دِثَارَهُ فَإِذَا كِسَاءٌ رَقِيقٌ ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَنْ هَذَا ؟ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَبْطَأْتُكَ مُنْذُ الْعَامِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " رَحِمَكَ اللَّهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ ؟ أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ ؟ " ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَتَذْكُرُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ ، قَالَ : أَيُّ حَدِيثٍ ؟ قَالَ : " لِيَكُنْ بَلاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ " قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَاذَا فَعَلْنَا بَعْدَهُ يَا عُمَرُ ؟ ، قَالَ : فَمَا زَالا يَتَجَاوَبَانِ بِالْبُكَاءِ حَتَّى أَضْحَيَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبُو الدَّرْدَاءِ | عويمر بن مالك الأنصاري / توفي في :32 | صحابي |
رَجُلٍ | اسم مبهم | |
نَافِعٍ | نافع مولى ابن عمر / توفي في :116 | ثقة ثبت مشهور |
جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ | جويرية بن أسماء الضبعي | ثقة |
سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ | سعيد بن عامر الضبعي | ثقة |