حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، " أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ إِلَى الْعُمْرَةِ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَاشْتَكَى عُثْمَانُ بَعْدَهُ حَتَّى خَافَ عَلَى نَفْسِهِ ، وَأَوْصَى وَدَعَا مَوْلاهُ حُمْرَانَ فَكَتَبَ عَهْدَهُ فِي النَّاسِ ، وَاسْتَخْلَفَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي عَهْدِهِ وَأَمَرَ حُمْرَانَ أَلا يَذْكُرَ لِبَشَرٍ ، فَلَمْ يَرْجِعْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنَ الْعُمْرَةِ حَتَّى عُوفِيَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَانْطَلَقَ حُمْرَانُ إِلَى ابْنِ عَوْفٍ حِينَ قَدِمَ فَرَحَّبَ بِهِ ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنَ اسْتِخْلافِهِ إِيَّاهُ عَلَى الأُمَّةِ ، وَاسَتْكَتَمَهُ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : " مَا يَسَعُنِي أَنْ أَكْتُمَ ذَلِكَ عَنْكَ ، وَمَا لِي بُدٌّ أَنْ أُخْبِرَهُ إِيَّاهُ لِيُحَذِّرَكَ " ، قَالَ : أَهْلَكْتَنِي ، قَالَ : " إِنِّي لَمْ أَفْعَلْ حَتَّى أَسْتَأْمِنَ لَكَ مِنْهُ " ، فَأَتَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مُسَلِّمًا وَدَعَا لَهُ فِيمَا رَزَقَهُ اللَّهُ مِنَ الْعَافِيَةِ ، ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ لِبَعْضِ النَّاسِ ذَنْبًا لا إِثْمَ عَلَيْكَ فِي الْعَفْوِ عَنْهُ ، فَهَبْ ذَلِكَ لِي " ، قَالَ : " مَا أَنَا بِفَاعِلٍ حَتَّى تُخْبِرَنِي مَا هُوَ " ، قَالَ : " مَا أَنَا بِمُخْبِرِكَ ، وَلَكِنْ أَعْطِنِي ذَلِكَ " ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى فَعَلَ ، فَقَالَ : " قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ إِنْ كَانَ شَيْئًا لا إِثْمَ فِيهِ " ، فَذَكَرَ لَهُ أَمْرَ حُمْرَانَ ، فَقَالَ : " أُخَيِّرُهُ فِي الْعُقُوبَةِ أَوْ فِرَاقِي " ، فَقَالَ حُمْرَانُ : أَفْشَيْتَ سِرِّي ؟ قَالَ : " قَدْ كَانَ ذَلِكَ " ، قَالَ : " فَاخْتَرْ أَيَّ ذَلِكَ شِئْتَ ، أَنْ أَجْلِدَكَ مِائَةَ سَوْطٍ ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَخْرُجَ فَلا أَرَاكَ وَلا تَرَانِي " ، فَاخْتَارَ الْخُرُوجَ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَأَصَابَ هُنَالِكَ لِمَكَانَتِهِ مِنْ عُثْمَانَ مَالا وَوَلَدًا ، فَلَهُمْ بِالْعِرَاقِ عَدَدٌ وَشَرَفٌ وَأَمْوَالٌ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُثْمَانَ | عثمان بن عفان / توفي في :35 | صحابي |