حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : اطَّلَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا إِلَى النَّاسِ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ ، هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِذْ رَجَفَ بِهِمْ حِرَاءُ أَوْ بَعْضُ جِبَالِ مَكَّةَ : " اسْكُنْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ فَوْقَكَ إِلا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ " ، وَعَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، وَأَنَا ، وَعَلِيٌّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَطَلْحَةُ ، وَالزُّبَيْرُ ، وَسَعِيدٌ . فَقَالَ أَكْثَرُ النَّاسِ : اللَّهُمَّ نَعَمْ . قَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . أَوْ بَلَغَهُ أَنَّهُ قَالَ : " مَنْ يَشْتَرِي رُومَةَ بِبِئْرٍ رُوَاءٍ فِي الْجَنَّةِ ؟ " فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ مَالِي فَجَعَلْتُ النَّاسَ فِيهَا سَوَاءً ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ . فَأَنَا أَسْتَسْقِيكُمْ مِنْهَا فَتَأْبُونَ عَلَيَّ ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ قَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ دَعَوْتُمُ اللَّهَ عِنْدَ مُصَابِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَخِيرَ لَكُمْ ، وَأَنْ يُوَلِّيَ أَمْرَكُمْ خِيَارَكُمْ ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِاللَّهِ ؟ أَتَقُولُونَ هُنْتُمْ عَلَيْهِ فَلَمْ يَسْتَجِبْ لَكُمْ . وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ أَهْلُ حَقِّهِ مِنْ خَلْقِهِ ؟ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ دِينَ اللَّهِ هَانَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُبَالِ مَنْ وَلاهُ ، وَبِالدِّينِ يُعْبَدُ اللَّهُ ! أَمْ تَقُولُونَ لَمْ يَكُنْ أَمْرُكُمْ شُورَى ، وَإِنَّمَا أَمِيرُكُمْ رَجُلٌ كَابَرَكُمْ عَلَيْهِ مُكَابِرٌ فَوَكَلَ اللَّهُ الأُمَّةَ أَنْ تَسْتَشِيرُوا فِي الإِمَامَةِ وَلَمْ تَجْتَهِدُوا فِي مَوْضِعِ كَرَامَتِهِ ! أَمْ تَقُولُونَ لَمْ يَعْلَمِ اللَّهُ مَا عَاقِبَةُ أَمْرِي يَوْمَ وَلانِي وَسَرْبَلَنِي بِسِرْبَالِ كَرَامَتِهِ ! مَهْلا مَهْلا فَإِنِّي أَخٌ وَإِمَامٌ ، وَلَئِنْ فَعَلْتُمْ لَتُفَرِّقُنَّ أَهْوَاءَكُمْ وَلَتَخْتَلِفُنَّ فِي ذَاتِ بَيْنِكُمْ فَلا تَكُونُ لَكُمْ صَلاةٌ جَامِعَةٌ ، وَلا تَقْتَسِمُوا فَيْئًا ، وَلا يُرْفَعُ عَنْكُمُ الاخْتِلافُ ، وَأَنَا وَالٍ فَإِنْ أَصَبْتُ فَاقْبَلُوا ، وَإِنْ أَخْطَأْتُ فِي خَطَأٍ أَوْ تَعَمَّدْتُ فَأَنَا أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُثْمَانُ | عثمان بن عفان / توفي في :35 | صحابي |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
أَبِي عَمْرٍو | عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي / ولد في :87 / توفي في :157 | ثقة مأمون |
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ | علي بن محمد المنجوري | مقبول |