حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ ، قال : حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، قال : حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ صُبَيْحٍ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ ، قَالَ : أَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُقْرِئُهُ السَّلامَ ، وَيَقُولُ : إِنَّ فُلانًا يَعْنِي طَلْحَةَ قَدْ قَتَلَنِي بِالْعَطَشِ ، وَالْقَتْلُ بِالسِّلاحِ أَجْمَلُ مِنَ الْقَتْلِ بِالْعَطَشِ . فَخَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَتَوَكَّأُ عَلَى يَدِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ وَهُوَ يَتَرَامَى بِالنَّبْلِ , عَلَيْهِ قَمِيصٌ هَرَوِيٌّ , فَلَمَّا رَآهُ تَنَحَّى عَنْ وَرَحَّبَ بِهِ , فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَدْرِ الْفِرَاشِ : " إِنَّ عُثْمَانَ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ قَدْ قَتَلْتُمُوهُ بِالْعَطَشِ ، إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ يَحْسُنُ ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ عَلَيْهِ الْمَاءَ . " فَقَالَ : لا وَاللَّهِ وَلا نِعْمَةَ عَيْنٍ ، لا نَتْرُكُهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ . فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " مَا كُنْتُ أَرَى أَنِّي أُكَلِّمُ أَحَدًا مِنْ قُرَيْشٍ فِي شَيْءٍ فَلا يَفْعَلُ ، " فَقَالَ : وَاللَّهِ لا أَفْعَلُ ، وَمَا أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ يَا عَلِيُّ . فَقَامَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَضْبَانُ ، وَقَالَ : " لَتَعْلَمَنَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَكُونُ مِنْ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ أَمْ لا " . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الشَّرَفِيِّ بْنِ قُطَامِيٍّ ، عَنْ عَمِّهِ ابْنِ السَّائِبِ بِمِثْلِهِ ، إِلا أَنَّهُ قَالَ عَلِيٌّ : سَتَعْلَمُ يَا ابْنَ الْحَضْرَمِيَّةِ أَكُونُ فِي ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ أَمْ لا ، وَخَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُتَوَكِّئًا عَلَى الْمِسْوَرِ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى مَنْزِلِهِ الْتَفَتَ إِلَى الْمِسْوَرِ ، فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَيَصْلَيَنَّ حَرَّهَا ، وَلَيَكُونَنَّ بَرْدُهَا وَحَرُّهَا لِغَيْرِهِ ، وَلَتُتْرَكَنَّ يَدَاهُ مِنْهَا صِفْرًا . وَبَعَثَ . . . . . . ابْنَهُ إِلَى عُثْمَانَ بِرَاوِيَةٍ مِنْ مَاءٍ .