حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شَرِيكٍ النُّمَيْرِيُّ ، قال : زَعَمَ عَائِذُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ قَيْسٍ ، وَكَانَ قَدْ لَقِيَ الْوَفْدَ الَّذِي قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ ، قال : لَمَّا أَرَادَتْ بَنُو نُمَيْرٍ أَنْ تُسْلِمَ ، قال لَهُمْ مُضَرِّسُ بْنُ جَنَابٍ : يَا بَنِي نُمَيْرٍ ، لا تُسْلِمُوا حَتَّى أُصِيبَ مَالا فَأُسْلِمَ عَلَيْهِ ، قال : وَإِنَّهُ انْطَلَقَ زَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَيْعِيُّ قُرَيْعُ نُمَيْرٍ وَبَنُو أَخِيهِ قُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ وَالْحَجَّاجُ بْنُ نُبَيْرَةَ ، حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدُوا عِنْدَهُ الضَّحَّاكَ بْنَ سُفْيَانَ الْكِلابِيَّ وَلَقِيطَ بْنَ الْمُنْتَفِقِ الْعُقَيْلِيَّ ، فقال لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَنْتُمْ ؟ " ، قالوا : نَحْنُ بَنُو نُمَيْرٍ ، قال : " أَجِئْتُمْ لِتُسْلِمُوا ؟ " ، فقال زَيْدٌ : لا ، وَقَالَ قُرَّةُ : أَمَّا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَجِئْتُ إِلَيْكَ أُخَاصِمُ فِي دِيَةِ أَبِي ، أَيْ دِيَةُ أَبِي عِنْدَ هَذَا ، يَعْنِي زَيْدًا ، فقال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا زَيْدُ ، مَا ، يقول هَذَا الْغُلامُ ؟ " ، قال : صَدَقَ ، قال : " فَادْفَعْ إِلَيْهِ دِيَةَ أَبِيهِ " ، فقال : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لأُمٍّ مِنْ مِيرَاثِ ابْنِهَا حَقٌّ ؟ قال : " نَعَمْ " ، قال : سَأُعْطِيهَا حَقَّهَا ، وَقَالَ الْحَجَّاجُ : أَمَّا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَتَيْتُكَ بِمُجَاهِدَتَيْنِ ، قال : " قَدْ قَبِلْنَاهُمَا ، ادْفَعْهُمَا إِلَى الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ ، وَإِلَى لَقِيطِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ " ، قال : فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ ، فقالوا : يَا قَوْمُ ، قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ ، قال : فَقَالَتْ بَنُو نُمَيْرٍ لِزَيْدٍ : مَا ، يقول هَذَا الْغُلامُ ؟ فقال : صَدَقَ ، وَلَوْلا مُضَرِّسُ بْنُ جَنَابٍ لأَمَرْتُكُمْ أَنْ تَأْتُوهُ ، قال : فَاجْتَمَعَ نَفَرٌ ، مِنْهُمْ أَبُو زُهَيْرٍ ، وَعِدَّةٌ مِنْ بَنِي جَعْوَنَةَ بْنِ الْحَارِثِ ، وَشُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ أَحَدُ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ وَقُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ ، فَتَوَجَّهُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَيْهِ تَقَدَّمَ الأَشْيَاخُ الْجَعْوِيُّونَ ، وَتَخَلَّفَ قُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ وَشُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ فِي الرِّكَابِ ، فقال لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَنْتُمْ ؟ " ، قالوا : نَحْنُ بَنُو نُمَيْرٍ ، قال : " فَمَا جَاءَ بِكُمْ أَجِئْتُمْ لِتُسْلِمُوا ؟ " ، قالوا : نَعَمْ ، قال : " فَلِمَنْ تَأْخُذُونَ ؟ " ، قالوا : نَأْخُذُ لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ نُمَيْرٍ ، قال : " أَفَلا تَأْخُذُونَ لِعَمْرِيِّينَ ؟ " ، قالوا : لا . قال : فَأَسْلَمُوا وَأَخَذُوا لِبَنِي الْحَارِثِ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى رِكَابِهِمْ ، فقال لَهُمْ شُرَيْحٌ : مَا صَنَعْتُمْ ؟ قالوا : صَنَعْنَا خَيْرًا وَأَخَذْنَا لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ نُمَيْرٍ ، قال : مَا صَنَعْتُمْ شَيْئًا ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى قُرَّةَ بْنِ دَعْمُوصٍ ، فقال لَهُ : أَلَسْتَ تَعْرِفُهُ ؟ قال : بَلَى ، قال : فَانْطَلِقْ . قال : فَلَبِسَا ثِيَابَهُمَا ، ثُمَّ انْطَلَقَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا تَقَدَّمَا إِلَيْهِ عَرَفَ قُرَّةَ ، فقال : " أَلَسْتَ الْغُلامَ النُّمَيْرِيَّ الَّذِي أَتَانَا يُخَاصِمُ فِي دِيَةِ أَبِيهِ ؟ " ، قال : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قال : " فَمَا جَاءَ بِكُمَا ؟ " ، قال : جِئْنَا لِنُسْلِمَ وَتَدْعُوَ اللَّهَ لَنَا ، فقال لِقُرَّةَ : " ادْنُهْ " ، فَدَنَا مِنْهُ ، فَمَسَحَ صَدْرَهُ وَدَعَا لَهُ بِخَيْرٍ ، ثُمَّ دَنَا مِنْهُ شُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ فَأَسْلَمَ وَقَالَ : آخُذُ لِقَوْمِي ، قال : " لِمَنْ تَأْخُذُ ؟ " ، قال آخُذُ لِنُمَيْرٍ كُلِّهَا ، قال : " وَلِلْعَمْرِيِّينَ ؟ " ، قال : وَلِلْعَمْرِيِّينَ ، قال : " إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ سَيْفَ اللَّهِ وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ الْفَزَارِيَّ إِلَى أَهْلِكُمْ ، وَهَذِهِ بَرَاءَتُكُمْ " ، قال : فَكَتَبَ لَهُمَا كِتَابًا : " إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَانْصَرِفْ إِلَى أَهْلِ الْعَمْقِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ ، فَإِنَّ بَنِي نُمَيْرٍ قَدْ أَتَوْنِي فَأَسْلَمُوا وَأَخَذُوا لِقَوْمِهِمْ " ، فَرَجَعَا إِلَى رِحَالِهِمَا . قال : فَتَخَلَّفَ الأَشْيَاخُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَانْطَلَقَ شُرَيْحٌ وَقُرَّةُ إِلَى خَالِدٍ حَتَّى قَدِمَا عَلَيْهِ وَهُوَ مُنِيخٌ هُوَ وَصَاحِبُهُ ، فقال شُرَيْحٌ لِقُرَّةَ : مَا تَرَى ؟ قال : أَرَى أَنَّ نُنِيخَ إِلَى الْفُسْطَاطِ فَتَدْفَعَ إِلَيْهِمَا كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقال : أَمْهِلْ حَتَّى يَنْهَضَا مِنْ مَنْزِلِهِمَا . فَلَمَّا نَهَضَا أَتَيَاهُمَا ، فقال خَالِدٌ : مَنْ أَنْتُمَا ؟ ، قالا : رَجُلانِ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ ، قال خَالِدٌ : كَيْفَ تَرَيَانِ هَذِهِ الْخَيْلَ وَأَنَّهَا تَأْتِيكُمَا غَدًا ؟ ، قالا : فَلا تَأْتِنَا ، قال : بَلَى وَاللَّهِ ، قالا : لا وَاللَّهِ . وَدَفَعَا إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ ، فقال خَالِدٌ : أَمَا وَاللَّهِ حَتَّى تَتَلَقَّوْنِي بِالأَذَانِ فَلا ، فقال شُرَيْحٌ لِقُرَّةَ : ارْكَبْ يَا قُرَّةُ هَذِهِ وَتَوَجَّهْ إِلَى قَوْمِكَ ، وَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَشُقَّ بَطْنَكَ فَضْلا عَنْ ثِيَابِكَ فَافْعَلْ ، اصْرُخْ فِيهِمْ وَمُرْهُمْ أَنْ يَتَلَقَّوْهُ بِالأَذَانِ ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ وَأَمَامَهُ شُرَيْحٌ ، قال أَبُو مُعَاوِيَةَ : فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ شُرَيْحًا أَنْشَأَ ، يقول : لَقَدْ حَمَلْتَ عَلَى ذَوُوهَا نَاحِبَةً مُشَمِّرَ الأَمْرِ لا غَسًّا وَلا دُونَا إِنْ مُزِّقَ الثَّوْبُ فَاهْتِفْ فِي وُجُوهِهِمْ حَتَّى يَخَالَكَ مَنْ لاقَى مَجْنُونَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَائِذٍ ، قال : فَأَتَاهُمْ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتَلَقَّوْهُ بِالأَذَانِ ، فَفَعَلُوا ، فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ إِلَى أَهْلِ الْعَمْقِ فَوَقَعَ بِهِمْ فَقَتَلَهُمْ حَتَّى سَالَ وَادِيَهُمْ دَمًا ، فقال شُرَيْحٌ حِينَ رَأَى الْوَقْعَةَ وَتِلْكَ الدِّمَاءَ : اللَّهُ مَنَّ عَلَى مَعَاشِرَ جِئْتَهُمْ بِالْعَمْقِ مِمَّا قَدْ رَأَيْتُ عَشِيَّةَ الْقَوْمِ عَلَى مَا مُثِلَ وَابِلا حِلُّهُ وَاتَّلَيْتُ قال : وَانْصَرَفَا حَتَّى قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقال لَهُ جُلَسَاؤُهُ : وَهَذَانِ الرَّجُلانِ النُّمَيْرِيَّانِ ، قال : " وَأَدْرَكَا خَالِدًا ؟ " ، قالوا : نَعَمْ ، قال : " أَبَى اللَّهُ لِبَنِي نُمَيْرٍ إِلا خَيْرًا ، أَبَى اللَّهُ لِبَنِي نُمَيْرٍ إِلا خَيْرًا " ، ثُمَّ دَعَا شُرَيْحًا وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى قَوْمِهِ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُصَدِّقَهُمْ وَيُزَكِّيَهُمْ وَيَعْمَلَ فِيهِمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ . فَلَمَّا انْصَرَفُوا ، قالوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَعْمَلَ ؟ قال : " آمُرُكُمْ أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَحُجُّوا الْبَيْتَ ، وَتَصُومُوا رَمَضَانَ ؛ فَإِنَّ فِيهِ لَيْلَةً قِيَامُهَا وَصِيَامُهَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ " ، قالوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَتَى نَبْتَغِيهَا ؟ قال : " ابْتَغُوهَا فِي اللَّيَالِي الْبِيضِ " . ثُمَّ انْصَرَفُوا ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَوْهُ فَصَادَفُوهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، وَإِذَا هُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ وَيَقُولُ فِي كَلامِهِ : " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنَ السَّلامِ مِثْلَ مَا حَيَّاهُ أَوْ أَحْسَنَ مِنْ ذَلِكَ ، فَإِذَا اسْتَنْعَتَ قَصْدَ # البسيل # نَعَتَ لَهُ وَيَسَّرَهُ ، وَإِذَا اسْتَنْصَرَهُ عَلَى الْعَدُوِّ نَصَرَهُ ، وَإِذَا اسْتَعَارَهُ الْمُسْلِمُ الْحَدَّ عَلَى # المسلم لم يعره ، وإذا استعاره المسلم الحد على # الْعَدُوِّ أَعَارَهُ ، وَلَمْ يَمْنَعُهُ الْمَاعُونَ " . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا الْمَاعُونُ ؟ قال : " الْمَاعُونُ فِي الْمَاءِ وَالْحِجَارَةِ وَالْحَدِيدِ " . قِيلَ : أَيُّ الْحَدِيدِ ؟ قال : " قِدْرُ النَّحَّاسِ ، وَحَدِيدُ النَّاسِ الَّذِينَ يَمْتَهِنُونَ بِهِ " ، قال : وَلَمْ يَزَلْ شُرَيْحٌ عَامِلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْمِهِ ، وَعَامِلَ أَبِي بَكْرٍ ، فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ ، رضي الله عنه ، أَتَاهُ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ تَحْتَ قَدَمِهِ وَقَالَ : لا ، مَا هُوَ إِلا مَلِكٌ ، انْصَرِفْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَائِذُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ قَيْسٍ | عائذ بن ربيعة الضبي | مجهول الحال |
أَبُو مُعَاوِيَةَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شَرِيكٍ النُّمَيْرِيُّ | يزيد بن عبد الملك النميري | ضعيف الحديث |