تفسير

رقم الحديث : 1764

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي دَأْبٍ ، قَالَ : قَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَدِينَةَ وَهُوَ غَضْبَانُ عَلَى أَهْلِهَا ، فَصَلَّى بِهِمْ صَلاةَ الصُّبْحِ ، فَقَرَأَ بِهِمْ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى : الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَ إِذَا زُلْزِلَتِ ، وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ سُورَةَ الْفَتْحِ ، وَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ ، ثُمَّ خَرَجَ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ ، وَكُنَّا بَيْنَ يَدَيْهِ نَسْمَعُهُ عَابِسًا قَدْ حَفَّتْ بِهِ الْحِرَابُ ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يُسَبِّحُونَ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ ، مَالَكُمْ تُسَبِّحُونَ كَأَنَّكُمْ أَنْكَرْتُمْ دُخُولَنَا الْمَسْجِدَ ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قَتَلْتُكُمْ فِي نَوَاحِيهَا لَرَأَيْتُكُمْ حَلالا ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذَلَّكُمْ بَعْدَ عِزِّكُمْ وَوَضَعَكُمْ بَعْدَ ارْتِفَاعِكُمْ وَأَنْزَلَ بِكُمْ بَأْسَهُ الَّذِي لا يَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ، وَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ مَثَلُ الْقَرْيَةِ الَّتِي ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَهَا : قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ سورة النحل آية 112 ، فَقَامَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيُّ ، قَالِ : قُلْتُ وَاللَّهِ عَلَى الْبَاطِلِ وَعَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، اقْرَأِ الآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا : وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ سورة النحل آية 113 أَفَنَحْنُ كَذَّبْنَاهُ ؟ لا وَاللَّهِ لَكِنْ نَصَرْنَاهُ وَعَزَّرْنَاهُ . فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : اسْكُتْ لا سَكَتَّ ، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ قَامَ الثَّانِي لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ ، يَا أَهْلَ الشَّامِ إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ رَجُلا صَالِحًا . قَالَ : ثُمَّ تَلا قَوْلَهُ تَعَالَى : وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا سورة الكهف آية 82 إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، قُمْ يَا ابْنَ مَصْقَلَةَ ، فَبَيِّنْ لَهُمْ فَقَامَ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ ، شَاهَتِ الْوُجُوهُ ، أَنْتُمْ وَاللَّهِ أَخْبَثُ النَّاسِ أَنْفُسًا وَأَخْبَثُ حَجَرًا وَمَدَرًا أَنْتَ يَا ابْنَ قَيْنَةَ . . . . . . لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ إِنَّمَا كَانَتْ أُمُّكَ تَصْعَدُ خُبُوبًا وَتَبْرِكُ تَسَوُّلا تَتَلَقَّى الرُّكْبَانَ . فَوَضَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَدَهُ عَلَيْهِ ، وَقَالَ لَهُ : يَا ابْنَ عَبْدٍ قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ ، وَقَدْ عَفَوْتُ ذَلِكَ عَنْكَ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَهَا بِوَالٍ بَعْدِي فَأَخْشَى أَلا يَحْمِلَ لَكَ مَا حَمَلْتُ يَا مُحَمَّدُ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَعَالَ وَيْلَكَ أَمَا تَرَكْتَ حَمَاقَتَكَ ؟ قَالَ : وَعَهِدْتَنِي أَحْمَقَ ؟ قَالَ : لا وَلَكِنْ عَهِدْتُكَ عَاقِلا لَبِيبًا ، وَلَكِنْ أَمِنْتَ أَنْ أَقْتُلَكَ غَضْبَانَ فَيَضُرُّكَ ، وَأَنْدَمُ رَاضِيًا فَلا يَنْفَعُكَ . فَقَالَ : فَقَدْ وَقَى اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ ، بِهَذَا نَحْنُ نَتَكَلَّمُ فَمَا أَدْخَلَ هَذَا الأَعْرَابِيَّ بَيْنَنَا ؟ قَالَ : أَحْبَبْتُ أَنْ أُكْفَى . وَقَالَ : فَكَيْفَ رَأَيْتَ رِفْقِي ؟ ثُمَّ قَالَ : وَيْحَكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ ، وَأَنْتُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ ، وَلَوْ صَلَحْتُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي . حَدِّثْنِي حَدِيثَ أَبِيكَ وَعُثْمَانَ حِينَ دَخَلَ عَلَيْكُمْ . قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّ عُثْمَانَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ وَإِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ ، فَقَالَ : إِنَّكُمْ مُحَبَّبُونَ فِي قَوْمِكُمْ مَنْظُورٌ إِلَيْكُمْ . فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : دَعَوْتَنَا لأَمْرٍ لَمْ نَنْظُرْ فِيهِ قَبْلُ ، فَمُرْ لَنَا بِكِتَابٍ فِيهِ مَا تُرِيدُ . فَدَعَا لَهُ بِصَحِيفَةٍ وَدَوَاةٍ ، فَجَلَسُوا يَكْتُبُونَ ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : يَا عُثْمَانُ ، مَا هَذَا الْمَنْحَى ، أَبِإِذْنِكَ أَمْ دُونَكَ ؟ قَالَ : كُلُّ ذَاكَ بِإِذْنِي وَدُونِي . قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ نِعْمَ الْفِتْيَةُ ، تُبْ إِلَى اللَّهِ يَتُبْ عَلَيْكَ . قَالَ : مَا فَعَلْتُ إِلا حَقًّا ، أَتُرِيدُ أَنْ تُقَرِّرَنِي وَتُشْهِدَ عَلَيَّ ؟ قَالَ : أَنْتَ وَذَاكَ ، أَنْتَ إِذَنْ أُمُّ بَاطِلٍ . قَالَ : قَدْ عَرَفْتُهَا فِي امْرَأَةٍ فَرَكَتْ زَوْجَهَا فَقَتَلَتْ نَفْسَهَا ، لَكَ مَثَلُ السَّوْءِ ، إِلَيَّ تَضْرِبُ الأَمْثَالَ ، وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى . فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : أَكُنْتُمْ تَعُدُّونَهُ حَلِيمًا ؟ قَالَ : وَفَوْقَ ذَلِكَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُثْمَانَ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.