حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدُبٍ ، قَالَ : رَجَعُوا رَاضِينَ ، فَلَمَّا كَانُوا بِأَيْلَةَ لَحِقَهُمْ غُلامٌ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يُقَالُ لَهُ : يُحَنَّةُ ، فَقَالُوا : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : غُلامٌ لِعُثْمَانَ . قَالُوا : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : مِصْرَ . فَاسْتَنْزَلُوهُ فَلَمْ يَجِدُوا مَعَهُ شَيْئًا مِنْ مَتَاعِهِ ، فَقَالَ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ : انْظُرُوا فِي إِدَاوَتِهِ . فَنَظَرُوا فِي الإِدَاوَةِ فَإِذَا فِيهَا قَارُورَةٌ قَدْ شُدَّ رَأْسُهَا بِأَدَمٍ فِيهَا كِتَابٌ عَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ رَصَاصٍ ، فَقَرَءُوا الْكِتَابَ فَإِذَا هُوَ " مِنْ عُثْمَانَ إِلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ إِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ أَهْلُ مِصْرَ فَاقْتُلْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُدَيْسٍ وَاصْلُبْهُ ، وَاقْطَعْ يَدَ عُرْوَةَ بْنِ شُيَيْمٍ ، وَأَبِي عَمْرِو بْنِ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ ، وَكِنَانَةَ بْنِ بِشْرٍ " . فَأَخَذُوا الْكِتَابَ وَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَمَعَهُمْ غُلامُ عُثْمَانَ ، فَأَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا : إِنَّكَ ضَمِنْتَ لَنَا ضَمَانًا وَكَتَبْتَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ هَذَا الرَّجُلِ كِتَابًا ، ثُمَّ تَعَقَّبَنَا بِمَا تَرَى وَانْطَلَقَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْكِتَابِ إِلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : " وَاللَّهِ مَا كَتَبْتُهُ ، وَلا أَمَرْتُ بِهِ ، وَلا عَلِمْتُهُ ، وَلا سَرَّحْتُ رَسُولِي " . قَالَ : فَمَنْ تَتَّهِمُ ؟ قَالَ : مَا أُبَرِّئُ أَحَدًا ، وَإِنَّ لِلنَّاسِ تَحَيُّلا . فَقَالَتْ بَنُو أُمَيَّةَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنْتَ قَدْ صَنَعْتَ هَذَا بِنَا ، وَأَلَّبْتَ النَّاسَ عَلَيْنَا . قَالَ : وَاللَّهِ مَا فَعَلْتُ ، وَقَدْ تَرَوْنَ مَنْ يَصْنَعُهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |