حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، قال : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا حُصِرَ أَيَّامًا , طَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَخْلَعَ نَفْسَهُ فَأَبَى ، وَقَالَ : لا أَخْلَعُ سِرْبَالا سَرْبَلَنِيهِ اللَّهُ ، وَلا أَخْلَعُ قَمِيصًا كَسَانِيهِ اللَّهُ , فَقَالُوا : إِنَّ اللَّهَ سَرْبَلَكَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ جَمِيعًا تُسَلَّطُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَتَسْتَعْمِلُ إِخْوَتَكَ وَأَقْرِبَتَكَ , عَلَيْكَ التَّوْبَةُ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ ، لأَنَّ هَذَا لَيْسَ بِمِيرَاثٍ عَنْ أَبِيكَ ، وَلا عَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . . . . . . الْمَثُوبَةَ مِنْهُمْ ، فَجَاءَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ : مَا يُبَالِي عُثْمَانُ أَنْ يَقْعُدُوا عَلَى بَابِهِ . . . . . . أَنْ يَدْخُلَ عَلِيٌّ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : أَمَا تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَبَقِيَ مِنْ جِهَازِهِمْ شَيْءٌ ، فَقَالَ : " مَنْ تَمَّمَ جِهَازَكُمْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " . فَتَمَّمْتُ جِهَازَهُمْ مِنْ مَالِي ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ . قَالَ : أَمَا تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَنِ اشْتَرَى مَوْضِعَ هَذَا الْبَيْتِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ " ، فَاشْتَرَيْتُهُ مِنْ مَالِي ، قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ ، فَكَانَ لا يَعْتَدُّ بِشَيْءٍ إِلا قَالَ طَلْحَةُ : بَلَى وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ . قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَيَّارٍ ، عن قيس ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مَنْ دَخَلَ عَلَى طَلْحَةَ , وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ وَطَلْحَةُ مُسْتَلْقٍ عَلَى سَرِيرٍ ، فَقَالَ : أَلا تَخْرُجُ فَتَنْهَى عَنْ قَتْلِ هَذَا الرَّجُلِ ؟ فَقَالَ : وَلا اللَّهِ حَتَّى تُعْطِي بَنُو أُمَيَّةَ الْحَقَّ مِنْ أَنْفُسِهَا . قَالَ : وَكَتَبَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ يَسْتَمِدُّهُمْ ، فَضَرَبَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْثًا عَلَى أَهْلِ الشَّامِ أَرْبَعَةَ آلافٍ , قَائِدُهُمْ يَزِيدُ بْنُ أَسَدٍ جَدُّ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ . فَلَمَّا بَلَغَ الَّذِينَ حَصَرُوهُ أَنَّهُ قَدِ اسْتَغَاثَ أَهْلَ الشَّامِ ، وَقَدْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةُ آلافٍ خَافُوا أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ ، فَقَالَ : فَعَاجَلُوهُ ، فَأَحْرَقُوا الْبَابَ بَابَ عُثْمَانَ فَلَمَّا وَقَعَ الْبَابُ أَلْقَوْا عَلَيْهِ التُّرَابَ وَالْحِجَارَةَ ، وَكَانَ فِي الدَّارِ مَعَهُ قَرِيبٌ مِنْ مِائَتَيْ رَجُلٍ ، فِيهِمُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَاسْتَعْمَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى أَهْلِ الدَّارِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَوَلَّى مَالِكَ بْنَ الأَخْنَسِ الثَّقَفِيَّ عَلَى الْمَيْمَنَةِ ، وَمَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ عَلَى الْمَيْسَرَةِ ، وَهَمَّ بِالْقِتَالِ . فَلَمَّا رَأَى الْبَابَ قَدْ أُحْرِقَ خَرَجَ إِلَيْهِمْ , فَقَالَ : جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا ، قَدْ وَفَّيْتُمُ الْبَيْعَةَ ، وَقَدْ بَدَا لِي أَلا أُقَاتِلَ وَلا يُرَاقَ فِيَّ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ ، فَفُتِحَ لَهُ سُدَّةٌ فِي دَارِهِ فَخَرَجُوا مِنْهَا ، وَغَضِبَ مَرْوَانُ فَاخْتَبَأَ فِي بَعْضِ بُيُوتِ الدَّارِ ، وَرَجَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَفَتَحَ الْمُصْحَفَ فَقَرَأَ ، وَدَخَلَتْ جَمَاعَةٌ لَيْسَ فِيهِمْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلا مِنْ أَبْنَائِهِمْ . فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَيْهِ قَامُوا خَلْفَهُ وَعَلَيْهِمُ السِّلاحُ ، فَقَالُوا : بَدَّلْتَ كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرْتَهُ . فَقَالَ : كِتَابُ اللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ , فَضَرَبَ رَجُلٌ بَأَسْهُمٍ عَلَى مَنْكِبِهِ فَبَدَرَ مِنْهُ الدَّمُ عَلَى الْمُصْحَفِ وَضَرَبَهُ آخَرُ بِقَائِمَةِ سَيْفِهِ ، وَضَرَبَهُ آخَرُ بِرِجْلِهِ . فَلَمَّا كَثُرَ الضَّرْبُ غُشِيَ عَلَيْهِ ، وَنِسَاؤُهُ مُخْتَلِطَاتٌ مَعَ الرِّجَالِ ، فَصَيَّحَ النِّسَاءُ حِينَ غُشِيَ عَلَيْهِ ، وَجِئْنَ بِمَاءٍ فَمَسَحْنَ عَلَى وَجْهِهِ فَأَفَاقَ . فَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ قَدْ قُتِلَ . فَلَمَّا رَآهُ قَاعِدًا ، قَالَ : أَلا أَرَاكُمْ قِيَامًا حَوْلَ نَعْثَلٍ ! ! وَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَجَرَّهُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى بَابِ الْجِدَارِ ، وَهُوَ يَقُولُ : بَدَّلْتَ كِتَابَ اللَّهِ ، وَغَيَّرْتَهُ يَا نَعْثَلُ . فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَسْتُ بِنَعْثَلٍ وَلَكِنِّي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَا كَانَ أَبُوكَ لِيَأْخُذَ بِلِحْيَتِي , فَقَالَ مُحَمَّدٌ : لا يُقْبَلُ مِنَّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ نَقُولَ : رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا سورة الأحزاب آية 67 ، وَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ تَجُوبِيٌّ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ مُخْتَرِطًا السَّيْفَ , فَقَالَ : اخْرُجُوا اخْرُجُوا ، فَأَخْرَجَ النَّاسَ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ الْكَلْبِيَّةُ تُمْسِكُ السَّيْفَ فَقَطَعَ أَصَابِعَهَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُثْمَانَ | عثمان بن عفان / توفي في :35 | صحابي |
الشَّعْبِيِّ | عامر الشعبي / ولد في :20 | ثقة |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ | إسماعيل بن مجالد الهمداني | صدوق حسن الحديث |
أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ | أحمد بن معاوية الباهلى | ضعيف الحديث |