حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : لَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَمْ يَبْقَ فِي دَارِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلا نَفَرٌ يَسِيرٌ , وَقِيلَ ذَلِكَ , فَأَقْبَلَ الْمُغِيرَةُ بْنُ الأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ . وَدَعَا عُثْمَانُ بِمُصْحَفِهِ فَهُوَ يَتْلُوهُ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ وَقَدْ أُحْرِقَ بَابُ الدَّارِ . فَقَالَ عُثْمَانُ : مَا أَدْخَلَكَ عَلَيَّ ، لَسْتَ بِصَاحِبِي . قَالَ : وَلِمَ ؟ قَالَ : لأَنَّكَ سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ قَسَمَ مَالَ الْبَحْرَيْنِ ، فَلَمْ يُعْطِكَ شَيْئًا ، فَقُلْتَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اسْتَغْفِرْ لِي إِذْ لَمْ تُعْطِنِي . فَقَالَ : " غَفَرَ اللَّهُ لَكَ " . فَوَلَّيْتَ مُنْطَلِقًا ، وَأَنْتَ تَقُولُ : هَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْمَالِ ، فَأَنَّى تُسَلَّطُ عَلَى دَمِي بَعْدَ اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَ ؟ فَوَلَّى الرَّجُلُ تُرْعِدُ يَدَاهُ وَانْتُدِبَ لَهُ ابْنُ أَبِي بَكْرٍ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ لَهُ : أَنْتَ خَلِيقٌ ، كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ عَقَّ عَنْهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَحَلَقَ رَأْسَهُ , ثُمَّ حَمَلَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ لِيَدْعُوَ لَهُ وَيُحَنِّكَهُ ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ حَمَلَكَ لِيَأْتِيَ بِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَلأْتَ خِرَقَكَ ، فَاسْتَحَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُقَرِّبَكَ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذَا الْحَالِ ، فَرَدَّكَ كَمَا أَتَى بِكَ فَأَنْتَ صَاحِبِي . فَتَنَاوَلَ لِحْيَتَهُ ، وَقَالَ : يَا نَعْثَلُ . فَقَالَ : بِئْسَ الْوَضْعُ وَضَعْتَ يَدَكَ ، وَلَوْ كَانَ أَبُوكَ مَكَانَكَ لأَكْرَمَنِي أَنْ يَضَعَ يَدَهُ مَكَانَ يَدِكَ . فَأَهْوَى بِمَشَاقِصَ كَانَتْ مَعَهُ إِلَى وَجْهِهِ ، وَهُوَ يُرِيدُ بِهَا عَيْنَيْهِ ، فَزَلَّتْ فَأَصَابَتْ أَوْدَاجَهُ , وَهُوَ يَتْلُو الْقُرْآنَ وَمُصْحَفٌ فِي حِجْرِهِ , فَجَعَلَ يَتَكَفَّفُ الدَّمَ فَإِذَا رَاحَتُهُ مِنْهُ نَفِحَةٌ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ لَيْسَ لِهَذَا طَالِبٌ . . . . فِي شَرَاسِيفَ عُثْمَانَ حَتَّى خَالَطَ جَوْفَهُ ، وَدَخَلَ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ ، وَكِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ ، وَابْنُ رُومَانَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ , فَمَالُوا عَلَيْهِ بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى قَتَلُوهُ . وَخَرَجَ خَارِجٌ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأَخْبَرَ بِقَتْلِهِ ، فَقَالَ قَائِلٌ : مَا أَظُنُّكُمْ فَعَلْتُمْ ، فَعُودُوا فَعَادُوا , وَقَدْ حَسَرَتْ نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ عَنْ رَأْسِهَا لِتَكُفَّهُمْ , فَاقْتَحَمُوا ، فَقَالَتْ : يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ وَكَيْفَ لا تَدْخُلُونَ عَلَيَّ وَقَدْ رَكِبْتُمُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ ! ! وَتَنَاوَلَتْ سَيْفَ أَحَدِهِمْ فَاجْتَذَبَهُ فَقَطَعَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُثْمَانُ | عثمان بن عفان / توفي في :35 | صحابي |
مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ | عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي | متروك الحديث |
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ | علي بن محمد المنجوري | مقبول |