حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قال : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قال : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، أَنَّ عَائِشَةَ ، رضي الله عنها ، قالت : " لَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا الأَمْرِ ، وَشَاعَ فِيهِمْ ، فَقَامَ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا وَمَا أَشْعُرُ بِهِ ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَى جَارِيَةٍ لِي نُوبِيَّةٍ ، فقال : يَا فُلانَةُ ، مَا تَعْلَمِينَ عَنْ عَائِشَةَ ؟ فَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا عَيْبًا إِلا أَنَّهَا تَنَامُ فَتَدْخُلُ الشَّاةُ فَتَأْكُلُ خَمِيرَتَهَا ، فقال : لَيْسَ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكِ . فَقَالَتْ : نَعَمْ فَسَلْنِي ، فَلَمَّا فَطَنَتْ لِمَا يُرِيدُ ، قالت : سُبْحَانَ اللَّهِ ! وَلا عَلِمْتُ مِنْ عَائِشَةَ إِلا مَا يَعْلَمُ الصَّايِغُ مِنَ التِّبْرِ الأَحْمَرِ . فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثم قال : أَمَّا بَعْدُ ، فَأَشِيرُوا عَلَيَّ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ فِي قَوْمٍ أَبَنُوا أَهْلِي وَمَا عَلِمْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءٍ قَطُّ ، أَبَنُوهُمْ بِمَنْ وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَطُّ ، مَا بَقِيتُ إِلا وَهُوَ مَعِي ، وَلا دَخَلَ بَيْتِي إِلا وَأَنَا شَاهِدٌ ، فقال سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَى أَنْ تَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ . فقال رَجُلٌ مِنَ الْخَزْرَجِ : كَذَبْتَ وَاللَّهِ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ مِنْ رَهْطِكَ مَا أَمَرْتَ بِقَتْلِهِمْ . حَتَّى كَادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْخَزْرَجِ وَالأَوْسِ كَوْنٌ ، وَكَانَ مِمَّنْ تَوَلَّى كِبْرَهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ فِي آخَرِينَ لا يُسَمَّوْنَ ، وَكَانَ يُتَحَدَّثُ بِهِ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَيُذِيعُهُ . قالت عَائِشَةُ ، رضي الله عنها : فَخَرَجَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ لِحَاجَتِي ، فَبَيْنَا هِيَ تَمْشِي إِذْ عَثَرَتْ فَقَالَتْ : تَعِسَ مِسْطَحٌ ، فَقُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! عَلامَ تَسُبِّينَ ابْنَكِ وَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا ؟ ! ثُمَّ مَشَتْ أَيْضًا فَعَثَرَتْ فَقَالَتْ : تَعِسَ مِسْطَحٌ ، فَقُلْتُ : عَلامَ تَسُبِّينَ ابْنَكِ وَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ؟ ! ثُمَّ مَشَتْ أَيْضًا فَعَثَرَتْ فَقَالَتْ : تَعِسَ مِسْطَحٌ ، فَقُلْتُ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا أَسُبُّهُ إِلا فِيكِ ، فَقُلْتُ : وَمَا شَأْنِي ؟ فَأَخْبَرَتْنِي ، فَذَهَبَتْ حَاجَتِي فَمَا أَجِدُ مِنْهَا شَيْئًا ، فَرَجَعْتُ فَحُمِمْتُ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقال : مَا شَأْنُكِ يَا عَائِشَةُ ؟ فَقُلْتُ : حُمِمْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأْذَنْ لِي فَلآتِي أَبَوَيَّ ، فَأَذِنَ لِي ، فَذَهَبْتُ فَإِذَا أُمِّي أَسْفَلَ ، وَإِذَا أَبِي فَوْقَ الْبَيْتِ يُصَلِّي فَقَالَتْ أُمِّي : مَا جَاءَ بِكِ ؟ فَقُلْتُ : أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مِسْطَحٍ بِكَذَا وَكَذَا ، قالت : وَمَا سَمِعْتِهِ إِلا الآنَ ؟ قلت : لا ، قالت : فَبَكَتْ وَبَكَيْتُ ، وَسَمِعَ أَبِي بُكَاءَنَا فَنَزَلَ ، فقال : مَا شَأْنُ ابْنَتِي ؟ فَقَالَتْ : إِنَّهَا سَمِعَتْ بِذَاكَ الْخَبَرِ الآنَ ، قال : أَيْ بُنَيَّةُ ، ارْجِعِي إِلَى بَيْتِكِ حَتَّى نَغْدُوَ عَلَيْكِ غَدًا ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ جَاءَ وَعِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَمَا مَنَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَانُهَا أَنْ يَتَكَلَّمَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثم قال : " أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ ، فَإِنْ كُنْتِ أَسَأْتِ وَأَخْطَأْتِ فَاسْتَغْفِرِي رَبَّكِ وَتُوبِي إِلَيْهِ " ، فَقُلْتُ لأَبِي : تَكَلَّمْ ، فقال : بِمَ أَتَكَلَّمُ ؟ فَقُلْتُ لأُمِّي : تَكَلَّمِي فَقَالَتْ : بِمَ أَتَكَلَّمُ ؟ فَحَمِدْتُ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ ، قلت : أَمَّا بَعْدُ ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ ، قلت لَكُمْ فَعَلْتُ ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فَعَلْتُ ، لَتَقُولُنَّ قَدْ أَقَرَّتْ ، وَلَئِنْ ، قلت مَا فَعَلْتُ لَتَقُولُنَّ كَذَبَتْ ، وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلا إِلا مَا ، قال الْعَبْدُ الصَّالِحُ : فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ سورة يوسف آية 18 ، وَنَزَلَ الْوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا سُرِّيَ عَنْهُ حَتَّى رَأَيْتُ السُّرُورَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، ثم قال : يَا عَائِشَةُ ، أَبْشِرِي ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عُذْرَكِ ، وَقَرَأَ عَلَيْهَا الْقُرْآنَ : سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا حَتَّى أَتَى عَلَى هَذِهِ الآيَاتِ ، فقال أَبَوَايَ : قُومِي فَقَبِّلِي رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : أَحْمَدُ اللَّهَ لا إِيَّاكُمَا . وَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي قِيلَ لَهُ مَا قِيلَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! وَاللَّهِ إِنْ كَشَفْتُ كَنَفَ أُنْثَى قَطُّ ، فَقُتِلَ شَهِيدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، قالت : وَكَانَ مِسْطَحٌ قَرِيبًا لأَبِي بَكْرٍ ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِهِ ، فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ لا يُنْفِقُ عَلَيْهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ ، إِلَى قَوْلِهِ : أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ سورة النور آية 22 ، وَكَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ ، رضي الله عنه ، إِذَا سُبَّ عِنْدَ عَائِشَةَ ، رضي الله عنها ، قالت : لا تَسُبُّوهُ ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَتْ : أَيُّ عَذَابٍ أَعْظَمُ مِنْ ذَهَابِ عَيْنَيْهِ ؟ ! . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ ، قال : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قال : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، فَكُلٌّ حَدَّثَنِي وَبَعْضُ الْقَوْمِ أوعى له من بعض ، وقد جمعت لك كل الذي هَذَا الْحَدِيثَ حَدَّثَنِي الْقَوْمُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ | عبيد الله بن عبد الله الهذلي / توفي في :94 | ثقة فقيه ثبت |
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ | عروة بن الزبير الأسدي / توفي في :94 | ثقة فقيه مشهور |
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ | سعيد بن المسيب القرشي | أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار |
عَائِشَةَ | عائشة بنت أبي بكر الصديق / توفي في :57 | صحابي |
عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ | علقمة بن وقاص العتواري | ثقة ثبت |
عُرْوَةَ | عروة بن الزبير الأسدي / توفي في :94 | ثقة فقيه مشهور |
الزُّهْرِيُّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ | هشام بن عروة الأسدي / ولد في :58 / توفي في :145 | ثقة إمام في الحديث |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ | إسماعيل بن علية الأسدي | ثقة حجة حافظ |
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ | حماد بن سلمة البصري | تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد |
عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ | علي بن أبي هاشم البغدادي | صدوق تكلم فيه للوقف في القرآن |
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ | موسى بن إسماعيل التبوذكي / توفي في :223 | ثقة ثبت |