خصومة علي والعباس رضي الله عنهما الى عمر رضي الله عنه


تفسير

رقم الحديث : 525

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَارِسٍ ، قال : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ ، " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رضي الله عنه ، دَعَاهُ يوما بَعْدَمَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ . قال : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى رِمَالِ سَرِيرٍ ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرِّمَالِ فِرَاشٌ ، عَلَى وِسَادَةِ أَدَمٍ ، فقال : يَا مَالِكُ ، إِنَّهُ قَدْ قَدِمَ مِنْ قَوْمِكَ أَهْلُ أَبْيَاتٍ حَضَرُوا الْمَدِينَةَ ، وَقَدْ أَمَرْتُ لَهُمْ بِرَضْخٍ فَاقْتَسِمْهُ بَيْنَهُمْ . فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مُرْ بِذَلِكَ غَيْرِي ، قال : اقْسِمْهُ أَيُّهَا الْمَرْءُ . قال : وَبَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ ، إِذْ دَخَلَ يَرْفَأُ ، فقال : هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعْدٍ وَالزُّبَيْرِ يَسْتَأْذِنُونَ ؟ قال : نَعَمْ ، فَأَذِنَ لَهُمْ . فَلَبِثَ قَلِيلا ، ثُمَّ قال : هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ يَسْتَأْذِنَانِ ؟ قال : نَعَمْ ، فَأَذِنَ لَهُمَا . فَلَمَّا دَخَلا ، قال عَبَّاسٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا ، يَعْنِي عَلِيًّا ، وَهُمَا يَخْتَصِمَانِ فِي الصَّوَافِي الَّتِي أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ ، فَاسْتَبَّ عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ عِنْدَ عُمَرَ ، فقال عُثْمَانُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحْ أَحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ . فقال عُمَرُ ، رضي الله عنه : أَنْشُدُكُمَا اللَّهَ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال : " لا نُورَثُ ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " ، يَعْنِي نَفْسَهُ . قالوا : قَدْ قال ذَلِكَ ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى الْعَبَّاسِ وَعَلَى عَلِيٍّ ، فقال : أَنْشُدُكُمَا اللَّهَ ، هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ ؟ قالا : نَعَمْ ، قال عُمَرُ : فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنِ هَذَا الأَمْرِ ، إِنَّ اللَّهَ اخْتَصَّ رَسُولَهُ فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ ، قال اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ سورة الحشر آية 6 ، فَكَانَتْ هَذِهِ خَاصَّةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، # فما احتازها دونكم ، ولا استأثر بها عليكم ، لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال ، فكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ # يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ ، فَعَمِلَ ذَلِكَ حَيَاتَهُ ، ثُمَّ تُوُفِّيَ . فقال أَبُو بَكْرٍ ، رضي الله عنه : أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ عَمِلَ فِيهَا بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنْتُمَا حَيَّانِ - وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ ، رضي الله عنهما ، - تَزْعُمَانِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ فِيهَا ظَالِمٌ فَاجِرٌ ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ فِيهَا لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ . ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ ، رضي الله عنه ، فَقُلْتُ : أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِأَبِي بَكْرٍ ، رضي الله عنه ، فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ أَوْ سِنِينَ مِنْ إِمَارَتِي ، أَعْمَلُ فِيهَا بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبِمِثْلِ مَا عَمِلَ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ ، رضي الله عنه ، وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ ، رضي الله عنهما ، فَتَزْعُمَانِ أَنِّي فِيهَا ظَالِمٌ فَاجِرٌ ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي وَكَلِمَتُكُمَا وَاحِدَةٌ ، وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ ، فَجِئْتَنِي - يَعْنِي الْعَبَّاسَ - تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ ، وَجَاءَنِي هَذَا - يَعْنِي عَلِيًّا - يَسْأَلُنِي نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا ، فَقُلْتُ لَكُمَا : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال : " لا نُورَثُ ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " ، فَلَمَّا بَدَا لِي أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمَا ، قلت : إِنْ شِئْتُمَا أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمَا ، عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَتَعْمَلانِ فِيهَا عَلَى مَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ ، رضي الله عنه ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ ، وَإِلا فَلا تَكَلَّمَانِّ ، فَقُلْتُمَا : ادْفَعْهَا إِلَيْنَا بِذَلِكَ ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ ، أَفَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ ؟ وَاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لا أَقْضِي فِيهَا بِقَضَاءٍ غَيْرِ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَادْفَعَاهَا إِلَيَّ ، فَأَنَا أَكْفِيكُمَاهَا " . حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ ، قال : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قال : حَدَّثَنِي يُونُسُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قال : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ ، بِنَحْوِهِ . قال : فَذَكَرْتُهُ لِعُرْوَةَ ، قال : صَدَقَ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ ، أَنَا سَمِعْتُ عَائِشَةَ ، رضي الله عنها ، تقول : أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، رضي الله عنه ، إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، رضي الله عنه ، يَسْأَلُ لَهُنَّ مِيرَاثَهُنَّ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ، حَتَّى كُنْتُ أَنَا رَدَدْتُهُنَّ عَنْ ذَلِكَ فَقُلْتُ : أَلا تَتَّقِينَ اللَّهَ ؟ أَلَمْ تَعْلَمْنَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يقول : " لا نُورَثُ ، فَمَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ " ؟ فَانْتَهَى أَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَا أَمَرْتُهُنَّ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ

صحابي

مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ

له رؤية

مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ

له رؤية

الزُّهْرِيِّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

الزُّهْرِيِّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

يُونُسُ

ثقة

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ

ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير

يُونُسُ

ثقة

عُثْمَانُ بْنُ فَارِسٍ

ثقة

إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ

متروك الحديث