دور بني مخزوم


تفسير

رقم الحديث : 550

قال أَبُو غَسَّانَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ أُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عَمَّتِهَا سَهْلٍ بِنْتِ عَاصِمٍ ، قالت : " كَانَ دَارُ الْقَضَاءِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْقَضَاءِ ؛ لأَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ اعْتَزَلَ فِيهَا لَيَالِيَ الشُّورَى حَتَّى قُضِيَ الأَمْرُ ، فَبَاعَهَا بَنُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، رضي الله عنه . قال عَبْدُ الْعَزِيزِ : فَصَارَتْ بَعْدُ فِي الصَّوَافِي ، وَكَانَتِ الدَّوَاوِينُ فِيهَا وَبَيْتُ الْمَالِ ، فَهَدَمَهَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَصَيَّرَهَا رَحَبَةً لِلْمَسْجِدِ ، فَهِيَ الْيَوْمَ كَذَلِكَ " . قال : وَسَمِعْتُ مَنْ ، يقول فِيهَا غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، أَخْبَرَنِي عَنْ عَمِّهِ ، قال : كَانَتْ رَحَبَةُ الْقَضَاءِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رضي الله عنه ، وَأَمَرَ حَفْصَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ ابْنَيْهِ ، رضي الله عنهما ، أَنْ يَبِيعَاهَا عِنْدَ وَفَاتِهِ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَيْهِ ، فَإِنْ بَلَغَ ثَمَنُهَا دَيْنَهُ وَإِلا فَاسْأَلُوا فِيهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ حَتَّى يَقْضُوهُ ، فَبَاعُوهَا مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، رضي الله عنهما ، وَكَانَتْ تُسَمَّى دَارَ الْقَضَاءِ . قال ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ : # فسمعت عمر يقول : أن كانت لتسمى دار القضاء . قال : وكان معاوية ، رضي الله عنه # اشْتَرَاهَا عِنْدَ وِلايَتِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى قَدِمَ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ ، فَهَدَمَهَا وَجَعَلَهَا رَحَبَةً لِلْمَسْجِدِ ، وَفَتَحَ فِيهَا الْبَابَ الَّذِي إِلَى جَنْبِ الْخَوْخَةِ الصَّغِيرَةِ ، وَجَعَلَ هَدْمَهَا عَلَى أَهْلِ السُّوقِ . قال مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ : فَأَخَذَ مِنِّي فِي هَدْمِهَا أَرْبَعَةَ دَوَانِيقَ . قال ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ : وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا كَمَا أَخْبَرَنِي عَمِّي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، قال : وَأَشَارَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى الصُّنْدُوقِ فِي بَيْتِهِ ، وَقَالَ : إِنَّ فِي هَذَا الصُّنْدُوقِ إِبْرَاءَاتٍ مِنْ ذَلِكَ الدَّيْنِ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهَا وَمِنْهُنَّ دَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رضي الله عنه ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِمُنِيرَةَ مَوْلاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، ثُمَّ صَارَتْ بَعْدُ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ ، ثُمَّ صَارَتْ صَافِيَةً ، وَكَانَ سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بَاعَهَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، رضي الله عنه . وَمِنْهُنَّ دَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكَمِّلِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ ، الشَّارِعَةُ فِي غَرْبِيِّ دَارِ الْقَضَاءِ ، كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَهَبَهَا لَهُ ، فَبَاعَهَا آلُ مُكَمِّلٍ مِنَ الْمَهْدِيِّ ، فَهِيَ بِأَيْدِي وَلَدِهِ الْيَوْمَ خَرَابٌ . قال أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ : وَكَانَ يَنَامُ بِهَا وَهِيَ خَرَابٌ إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ ، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُونَ إِنَّ أَهْلَهَا ، قالوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اشْتَرَيْنَاهَا وَنَحْنُ جَمِيعٌ فَتَفَرَّقْنَا ، وَأَغْنِيَاءُ فَافْتَقَرْنَا ، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اتْرُكُوهَا وَهِيَ ذَمِيمَةٌ " ، قال أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ : وَأَرَادَ قُثَمُ شِرَاءَهَا فَحُمَّ . وَمِنْهُنَّ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا : الدَّارُ الْكُبْرَى ، دَارُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بِحُشِّ طَلْحَةَ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الدَّارُ الْكُبْرَى لأَنَّهَا أَوَّلُ دَارٍ بَنَاهَا أَحَدٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنْزِلُ فِيهَا ضِيفَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَتْ أَيْضًا تُسَمَّى دَارَ الضِّيفَانِ ، فَسَرَقَ فِيهَا بَعْضُ الضِّيفَانِ ، فَشَكَا ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَدْ بَنَى فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ، فِيمَا زَعَمَ الأَعْرَجُ ، وَهِيَ الْيَوْمَ بِيَدِ بَعْضِ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ . وَاتَّخَذَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، رضي الله عنه ، دَارَيْنِ بِالْبَلاطِ مُتَقَابِلَيْنِ بَيْنَهُمَا عَشْرَةُ أَذْرُعٍ ، أَمَّا الْيُمْنَى مِنْهُمَا وَأَنْتَ تُرِيدُ الْمَسْجِدَ ، فَكَانَتْ لأَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَاقَلَهُ أَبُو رَافِعٍ إِلَى دَارَيْهِ بِالْبَقَّالِ ، وَكَانَتْ دَارُ أَبِي رَافِعٍ مِلْكًا لِسَعْدٍ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبُو غَسَّانَ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.