ذكر سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم


تفسير

رقم الحديث : 810

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ ، قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قال : أَقْبَلَ وَفْدُ ثَقِيفٍ بَعْدَ قَتْلِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلا هُمْ أَشْرَافُ ثَقِيفٍ ، فِيهِمْ كِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ ، وَهُوَ رَأْسُهُمْ يَوْمَئِذٍ ، وَفِيهِمْ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ بِشْرٍ ، وَهُوَ أَصْغَرُ الْوَفْدِ ، حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُونَ الصُّلْحَ وَالْقَضِيَّةَ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ حِينَ رَأَوْا أَنْ قَدْ فُتِحَتْ مَكَّةُ وَأَسْلَمَ عَامَّةُ الْعَرَبِ ، فقال الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنْزِلْ عَلَيَّ قَوْمِي فَأُكْرِمَهُمْ ؛ فَإِنِّي حَدِيثُ الْجُرْمِ فِيهِمْ ، فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا أَمْنَعُكَ أَنْ تُكْرِمَ قَوْمَكَ ، وَلَكِنْ تُنْزِلُهُمْ حَيْثُ يَسْمَعُونَ الْقُرْآنَ " ، قال : وَكَانَ مِنْ جُرْمِ الْمُغِيرَةِ فِي قَوْمِهِ أَنَّهُ كَانَ أَجِيرًا لِثَقِيفٍ ، فَإِنَّهُمْ أَقْبَلُوا مِنْ مُضَرَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبُسَاقَ عَدَا عَلَيْهِمْ ، وَهُمْ نِيَامٌ ، فَقَتَلَهُمْ ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِأَمْوَالِهِمْ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقال : أَخْمِسْ مَالِي هَذَا ؟ قال : " وَمَا نَبَأُهُ ؟ " ، قال : كُنْتُ أَجِيرًا لِثَقِيفٍ ، فَلَمَّا سَمِعْتُ بِكَ قَتَلْتُهُمْ ، وَهَذِهِ أَمْوَالُهُمْ ، فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّا لَسْنَا بِغُدْرٍ " ، وَأَبَى أَنْ يُخَمِّسَ مَا مَعَهُ ، وَأَنْزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدَ ثَقِيفٍ فِي الْمَسْجِدِ ، وَبَنَى لَهُمْ خِيَامًا لِكَيْ يَسْمَعُوا الْقُرْآنَ وَيَرَوُا النَّاسَ إِذَا صَلَّوْا ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ لَمْ يَذْكُرْ نَفْسَهُ ، فَلَمَّا سَمِعَهُ وَفْدُ ثَقِيفٍ ، قالوا : يَأْمُرُنَا أَنْ نَشْهَدَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلا يَشْهَدُ هُوَ بِهِ فِي خُطْبَتِهِمْ . فَلَمَّا بَلَغَهُ قَوْلُهُمْ ، قال : " فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ شَهِدَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ " ، وَكَانُوا يَغْدُونَ عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ وَيَخْلُفُونَ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فِي رِحَالِهِمْ لأَنَّهُ أَصْغَرُهُمْ ، فَكَانَ عُثْمَانُ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ الْوَفْدُ وَقَالُوا بِالْهَاجِرَةِ عَمَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الدِّينِ وَاسْتَقْرَأَهُ ، فَاخْتَلَفَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ مِرَارًا حَتَّى فَقِهَ وَعَلِمَ ، وَكَانَ إِذَا وَجَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمًا عَمَدَ لأَبِي بَكْرٍ ، رضي الله عنه ، وَكَانَ يَكْتُمُ ذَلِكَ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَأُعْجِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُثْمَانَ وَأَحَبَّهُ ، فَمَكَثَ الْوَفْدُ يَخْتَلِفُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ ، فَأَسْلَمُوا ، فقال لَهُ كِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ : هَلْ أَنْتَ مُقَاضِينَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكَ ؟ قال : " نَعَمْ ، إِنْ أَنْتُمْ أَقْرَرْتُمْ بِالإِسْلامِ قَاضَيْتُكُمْ ، وَإِلا فَلا قَضِيَّةَ وَلا صُلْحَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ " ، قالوا : أَرَأَيْتَ الزِّنَا ؛ فَإِنَّا قَوْمٌ نَغْتَرِبُ ؟ " ، قال : " هُوَ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، إِنَّ اللَّهَ ، قال : وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا سورة الإسراء آية 32 ، قالوا : أَرَأَيْتَ الرِّبَا ؟ قال : " وَالرِّبَا حَرَامٌ " ، قالوا : فَإِنَّهَا أَمْوَالُنَا كُلُّهَا ؟ قال : لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قال : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ سورة البقرة آية 278 ، قالوا : أَفَرَأَيْتَ الْخَمْرَ ؛ فَإِنَّهَا عَصِيرُ أَعْنَابِنَا وَلا بُدَّ لَنَا مِنْهُ ؟ قال : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَهَا ، فقال : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ سورة المائدة آية 90 ، فَارْتَفَعَ الْقَوْمُ وَخَلا بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ ، فقال سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : وَيْحَكُمْ ! إِنَّا نَخَافُ إِنْ خَالَفْنَاهُ يَوْمًا كَيَوْمِ مَكَّةَ ، انْطَلِقُوا فِيهِ فَلْنُكَافِئْهُ عَلَى مَا سَأَلَنَا ، فَأَتَوْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقالوا : نَعَمْ لَكَ مَا سَأَلْتَ ، وَقَالُوا : أَرَأَيْتَ الرَّبَّةَ ، مَاذَا نَصْنَعُ فِيهَا ؟ قال : " اهْدُمُوهَا " ، قالوا : هَيْهَاتَ ، لَوْ تَعْلَمُ الرَّبَّةُ أَنَّكَ تُرِيدُ هَدْمَهَا قَتَلَتْ أَهْلِينَا ، قال عُمَرُ ، رضي الله عنه : وَيْحَكَ يَا ابْنَ عَبْدِ يَالِيلَ مَا أَحْمَقَكَ ، إِنَّمَا الرَّبَّةُ حَجَرٌ لا يَدْرِي مَنْ عَبَدَهُ مِمَّنْ لا يَعْبُدُهُ ، قال : إِنَّا لَمْ نَأْتِكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، قالوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرْسِلْ أَنْتَ فَاهْدِمْهَا فَإِنَّا لَنْ نَهْدِمَهَا أَبَدًا ، قال : " فَسَأَبْعَثُ إِلَيْكُمْ مَنْ يَكْفِيكُمْ هَدْمَهَا " ، فَكَاتَبُوهُ ، فقال كِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ : ائْذَنْ لَنَا قَبْلَ رَسُولِكَ ، ثُمَّ ابْعَثْ فِي آثَارِنَا ، فَإِنِّي أَعْلَمُ بِقَوْمِي . فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَكْرَمَهُمْ وَحَمَلَهُمْ ، قالوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمِّرْ عَلَيْنَا رَجُلا مِنَّا ، فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ ، لِمَا رَأَى مِنْ حِرْصِهِ عَلَى الإِسْلامِ ، وَقَدْ كَانَ عَلِمَ سُوَرًا مِنَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ ، فقال كِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ : أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِثَقِيفٍ ، فَاكْتُمُوهُمُ الْقَضِيَّةَ وَخَوِّفُوهُمْ بِالْحَرْبِ وَالْفَنَاءِ وَأَخْبِرُوهُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا سَأَلَنَا أُمُورًا أَبَيْنَاهَا عَلَيْهِ ، وَسَأَلَنَا أَنْ نَهْدِمَ اللاتَ ، وَنُبْطِلَ أَمْوَالَنَا فِي الرِّبَا ، وَنُحَرِّمَ الْخَمْرَ وَالزِّنَا . فَخَرَجَتْ ثَقِيفٌ حِينَ دَنَا الْوَفْدُ مِنْهُمْ يَتَلَقَّوْنَهُمْ ، فَلَمَّا رَأَوْهُمْ قَدْ سَارُوا الْعَنَقَ ، وَقَطَرُوا الإِبِلَ ، وَتَغَشَّوْا ثِيَابَهُمْ كَهَيْئَةِ الْقَوْمِ قَدْ حَزِنُوا وَكَرَبُوا وَلَمْ يَرْجِعُوا بِخَيْرٍ ، فَلَمَّا رَأَتْ ثَقِيفٌ مَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ ، قال بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : مَا جَاءَ وَفْدُكُمْ بِخَيْرٍ ، وَلا رَجَعُوا بِهِ . فَدَخَلَ الْوَفْدُ فَعَمَدُوا إِلَى اللاتِ فَنَزَلُوا عِنْدَهَا ، وَاللاتُ بَيْتٌ كَانَ بَيْنَ ظَهْرَيِ الطَّائِفِ بِسِتْرٍ ، وَيُهْدَى لَهَا الْهَدْيُ ، ضَاهَوْا بِهِ بَيْتَ اللَّهِ ، وَكَانُوا يَعْبُدُونَهَا ، فيقول نَاسٌ مِنْ ثَقِيفٍ حِينَ نَزَلَ الْوَفْدُ عَلَيْهَا كَأَنَّهُمْ لا عَهْدَ لَهُمْ بِرُؤْيَتِهَا ، وَرَجَعَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى أَهْلِهِ ، وَأَتَى كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ جَانِبَهُ مِنْ ثَقِيفٍ فَسَأَلُوهُ : مَاذَا جِئْتُمْ بِهِ ، وَمَا رَجَعْتُمْ بِهِ ؟ قالوا : أَتَيْنَا رَجُلا غَلِيظًا يَأْخُذُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ ، قَدْ ظَهَرَ بِالسَّيْفِ وَأَدَاخَ الْعَرَبَ ، وَأَدَانَ لَهُ النَّاسَ ، فَعَرَضَ عَلَيْنَا أُمُورًا شِدَادًا : هَدْمَ اللاتِ ، وَتَرْكَ الأَمْوَالِ فِي الرِّبَاتِ إِلا رُءُوسَ أَمْوَالِنَا ، وَتَحْرِيمَ الْخَمْرِ . قالت ثَقِيفٌ : فَوَاللَّهِ لا نَقْبَلُ هَذَا أَبَدًا ، فقال الْوَفْدُ : فَأَصْلِحُوا السِّلاحَ ، وَتَيَسَّرُوا لِلْقِتَالِ ، وَرُمُّوا حِصْنَكُمْ . فَمَكَثَ بِذَلِكَ ثَقِيفٌ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً يُرِيدُونَ زَعَمُوا الْقِتَالَ ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبُ ، فقالوا : وَاللَّهِ مَا لَنَا طَاقَةٌ بِهِ ، أَدَاخَ الْعَرَبَ كُلَّهَا ، فَارْجِعُوا إِلَيْهِ وَأَعْطُوهُ مَا سَأَلَ وَصَالِحُوهُ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَأَى الْوَفْدُ أَنَّهُمْ قَدْ رُعِبُوا وَخَافُوا وَاخْتَارُوا الأَمْنَ عَلَى الْخَوْفِ وَالْحَرْبِ ، قال الْوَفْدُ : فَإِنَّا قَدْ قَاضَيْنَاهُ ، وَأَعْطَانَا مَا أَحْبَبْنَا وَشَرَطَ لَنَا مَا أَرَدْنَا ، وَوَجَدْنَاهُ أَتْقَى النَّاسِ وَأَوْفَاهُمْ ، وَأَرْحَمَهُمْ وَأَصْدَقَهُمْ ، وَقَدْ بُورِكَ لَنَا وَلَكُمْ فِي مَسِيرِنَا إِلَيْهِ ، وَفِيمَا قَاضَيْنَاهُ عَلَيْهِ ، فَانْهُوا الْقَضِيَّةَ وَاقْبَلُوا عَاقِبَةَ اللَّهِ ، قالت ثَقِيفٌ : فَلِمَ كَتَمْتُمُونَا هَذَا الْحَدِيثَ وَغَمَّمْتُمُونَا بِهِ أَشَدَّ الْغَمِّ ؟ قالوا : أَرَدْنَا أَنْ يَنْزِعَ اللَّهُ مِنْ قُلُوبِكُمْ نَخْوَةَ الشَّيْطَانِ . فَأَسْلَمُوا مَكَانَهُمْ وَاسْتَسْلَمُوا وَمَكَثُوا أَيَّامًا ، ثُمَّ قَدِمَتْ عَلَيْهِمْ رُسُلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمِيرُهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَفِيهِمُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَمَدُوا إِلَى اللاتِ فَهَدَمُوهَا ، وَقَدِ اسْتَكَفَّتْ ثَقِيفٌ الرِّجَالُ مِنْهُمْ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ حَتَّى خَرَجَ الْعَوَاتِقُ مِنَ الْحِجَالِ ، لا تَرَى عَامَّةُ ثَقِيفٍ أَنَّهَا مَهْدُومَةٌ ، وَيَظُنُّونَ أَنَّهَا مُمْتَنِعَةٌ ، فَقَامَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، رضي الله عنه ، فَأَخَذَ الْكَرْزَنَ وَقَالَ : لأُضْحِكَنَّكُمْ مِنْ ثَقِيفٍ ، فَضَرَبَ بِالْكَرْزَنِ ثُمَّ سَقَطَ يَرْتَكِضُ ، فَارْتَجَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِصَيْحَةٍ وَاحِدَةٍ ، قالوا : أَبْعَدَ اللَّهُ الْمُغِيرَةَ ، قَدْ قَتَلَتْهُ الرَّبَّةُ ، حِينَ رَأَوْهُ سَاقِطًا ، وَقَالُوا : مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فَلْيَتَقَرَّبْ وَلْيَجْتَهِدْ عَلَى هَدْمِهَا ، فَوَاللَّهِ لا يُسْتَطَاعُ أَبَدًا ، فَوَثَبَ الْمُغِيرَةُ ، فقال : قَبَّحَكُمُ اللَّهُ يَا مَعْشَرَ ثَقِيفٍ ، إِنَّمَا هِيَ لَكَاعٌ حِجَارَةٌ وَمَدَرٌ ، اقْبَلُوا عَافِيَةَ اللَّهِ وَاعَبْدُوهُ ، ثُمَّ ضَرَبَ الْبَابَ فَكَسَرَهُ ثُمَّ عَلا عَلَى سُورِهَا وَعَلا الرِّجَالُ مَعَهُ ، فَمَا زَالُوا يَهْدِمُونَهَا حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى سَوَّوْهَا بِالأَرْضِ ، وَجَعَلَ صَاحِبُ الْمَفَاتِيحِ ، يقول : لَيَغْضَبَنَّ الأَسَاسُ وَلَيُخْسَفَنَّ بِهِمْ ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ الْمُغِيرَةُ ، قال : يَا خَالِدُ ، دَعْنِي أَحْفِرُ أَسَاسَهَا ، فَحَفَرُوهُ حَتَّى أَخْرَجُوا تُرَابَهَا ، وَانْتَزَعُوا حُلِيَّهَا ، وَأَخَذُوا ثِيَابَهَا ، فَبُهِتَتْ ثَقِيفٌ ، وَقَالَتْ عَجُوزٌ مِنْهُمْ : أَسْلَمَهَا الرَّضَّاعُ ، وَتَرَكُوا الْمِصَاعَ . وَأَقْبَلَ الْوَفْدُ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُلِيِّهَا وَكِسْوَتِهَا ، وَقَسَمَهَا مِنْ يَوْمِهِ ، وَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِ وَإِعْزَازِ دِينِهِ ، فَهَذَا حَدِيثُ ثَقِيفٍ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ شِهَابٍ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ

ثقة فقيه إمام في المغازي

مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ

صدوق يهم

الْحِزَامِيُّ

صدوق حسن الحديث

Whoops, looks like something went wrong.