قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ : أَنْبَأَنَا أَبُو رُشَيْدٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدُوَيْهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ ، أَوْ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ غَفْلَةَ الْجُعْفِيَّ دَخَلَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي إِمَارَتِهِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي مَرَرْتُ بِنَفَرٍ يَذْكُرُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بِغَيْرِ الَّذِي هُمَا أَهْلٌ لَهُ مِنَ الإِسْلامِ . . . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، قَالَ : فَلَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَفَاةُ ، قَالَ : " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، وَهُوَ يَرَى مَكَانِي " ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ارْتَدَّ النَّاسُ عَنِ الإِسْلامِ ، فَقَالُوا : نُصَلِّي وَلا نُعْطِي الزَّكَاةَ ، فَرَضِيَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبِي بَكْرٍ مُنْفَرِدًا بِرَأْيِهِ ، فَرَجَحَ بِرَأْيِهِ رَأْيَهُمْ جَمِيعًا ، وَقَالَ : وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَقَالا مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ لَجَاهَدْتُهُمْ عَلَيْهِ ، كَمَا أُجَاهِدُهُمْ عَلَى الصَّلاةِ ، فَأَعْطَى الْمُسْلِمُونَ الْبَيْعَةَ طَائِعِينَ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَبَقَ فِي ذَلِكَ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَا ، فَمَضَى رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَتَرَكَ الدُّنْيَا وَهِيَ مُقْبِلَةٌ ، فَخَرَجَ مِنْهَا سَلِيمًا ، فَسَارَ فِينَا بِسِيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لا نُنْكِرُ مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا ، حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَرَأَى أَنَّ عُمَرَ أَقْوَى عَلَيْهَا ، وَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً لآثَرَ بِهَا وَلَدَهُ ، وَاسْتَشَارَ الْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ ، فَمِنْهُمْ مَنْ رَضِي ، وَمِنْهُم كَرِهَ ، وَقَالُوا : أَتُؤَمِّرُ عَلَيْنَا مَنْ كَانَ عَنَّانًا وَأَنْتَ حَيٌّ ؟ فَمَاذَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا قَدِمْتَ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : أَقُولُ لِرَبِّي إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْهِ : إِلَهِي أَمَّرْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ ، فَأَمَّرَ عَلَيْنَا عُمَرَ ، فَقَامَ فِينَا بِأَمْرِ صَاحِبَيْهِ ، لا نُنْكِرُ مِنْهُ شَيْئًا ، نَعْرِفُ فِيهِ الزِّيَادَةَ كُلَّ يَوْمٍ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا ، فَتَحَ اللَّهُ بِهِ الأَرَضِينَ ، وَمَصَّرَ بِهِ الأَمْصَارَ ، لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ ، الْبَعِيدُ وَالْقَرِيبُ سَوَاءٌ فِي الْعَدْلِ وَالْحَقِّ ، وَضَرَبَ اللَّهُ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِهِ وَقَلْبِهِ ، حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنَظُنُّ أَنَّ آلةَ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِهِ ، وَأَنَّ مَلَكًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ يُسَدِّدُهُ وَيُوَفِّقُهُ ، الْحَدِيثَ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |
زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ | زيد بن وهب الجهني | ثقة |
أَبِي الزَّعْرَاءِ | حجية بن عدي الكندي | صدوق حسن الحديث |
سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ | سلمة بن كهيل الحضرمي | ثقة |
شُعْبَةُ | شعبة بن الحجاج العتكي | ثقة حافظ متقن عابد |
أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ | إبراهيم بن محمد الفزاري | إمام ثقة حافظ |
أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ | محبوب بن موسى الأنطاكي / ولد في :152 / توفي في :231 | صدوق حسن الحديث |
هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ | هاشم بن مرثد الطبراني / توفي في :278 | صدوق حسن الحديث |
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ | سليمان بن أحمد الطبراني | حافظ ثبت |
أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدُوَيْهِ الْحَافِظُ | أحمد بن موسى الأصبهاني | ثقة جليل |
أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ | سليمان بن إبراهيم الملنجي | صدوق حسن الحديث |
أَبُو رُشَيْدٍ | أحمد بن عبد الكريم التابياني | مجهول الحال |