تفسير

رقم الحديث : 178

أخبرنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ ، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ إِسْلامُ ثُمَامَةَ بْنِ أَثَالٍ الْحَنَفِيُّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا اللَّه حِينَ عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا عَرَضَ أَنْ يُمُكِّنَهُ مِنْهُ ، وَكَانَ عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ ، فَأَرَادَ قَتْلَهُ ، فَأَقْبَلَ ثُمَامَةُ مُعْتَمِرًا ، وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ ، فَتَحَيَّرَ فِيهَا حَتَّى أُخِذَ ، فَأُتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُبِطَ إِلَى عَمُودٍ مِنْ عَمَدِ الْمَسْجِدِ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا لَكَ يَا ثُمَامُ ، هَلْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْكَ ؟ ، فَقَالَ : قَدْ كَانَ ذَلِكَ يَا مُحَمَّدُ ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ ، وَإِنْ تَعْفُ تَعْفُ عن شَاكِرٍ ، وَإِنْ تَسْأَلْ مَالًا تُعْطَهُ ، فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَهُ ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ مَرَّ بِهِ ، فَقَالَ : مَا لَكَ يَا ثُمَامُ ؟ قَالَ : خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ ، وَإِنْ تَعْفُ تَعْفُ عن شَاكِرٍ ، وَإِنْ تَسْأَلْ مَالًا تُعْطَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ أَبُو هُرْيَرَةَ : فَجَعَلْنَا الْمَسَاكِينُ ، نَقُولُ بَيْنَنَا : مَا نَصْنَعُ بِدَمِ ثُمَامَةَ ؟ وَاللَّهِ لأَكْلَةٌ مِنْ جَزُورٍ سَمِينَةٍ مِنْ فِدَائِهِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ دَمِ ثُمَامَةَ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ مَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا لَكَ يَا ثُمَامُ ؟ ، قَالَ : خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ ، وَإِنْ تَعْفُ تَعْفُ عن شَاكِرٍ ، وَإِنْ تَسْأَلْ مَالًا تُعْطَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَطْلِقُوهُ قَدْ عَفَوْتُ عَنْكَ يَا ثُمَامُ . فَخَرَجَ ثُمَامَةُ حَتَّى أَتَى حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ ، فَاغْتَسَلَ فِيهِ وَتَطَهَّرَ ، وَطَهَّرَ ثِيَابَهُ ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، لَقَدْ كُنْتُ وَمَا وَجْهٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ ، وَلا دِينٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ ، وَلا بَلَدٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ ، ثُمَّ لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَمَا وَجْهٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ ، وَلا دِينٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ ، وَلا بَلَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي كُنْتُ خَرَجْتُ مُعْتَمِرًا ، وَأَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي ، فَأَسَرَنِي أَصْحَابُكَ فِي عُمْرَتِي ، فَسَيِّرْنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ فِي عُمْرَتِي ، فَسَيَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمْرَتِهِ ، وَعَلَّمَهُ ، فَخَرَجَ مُعْتَمِرًا ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ ، وَسَمِعَتْهُ قُرَيْشٌ يَتَكَلَّمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدٍ ، قَالُوا : صَبَأَ ثُمَامَةُ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا صَبَوْتُ ، وَلَكِنَّنِي أَسْلَمْتُ ، وَصَدَّقْتُ مُحَمَّدًا ، وَآمَنْتُ بِهِ ، وَالَّذِي نَفْسُ ثُمَامَةَ بِيَدِهِ لا تَأْتِيكُمْ حَبَّةٌ مِنَ الْيَمَامَةِ ، وَكَانَتْ رِيفَ أَهْلِ مَكَّةَ ، حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَانْصَرَفَ إِلَى بَلَدِهِ ، وَمَنَعَ الْحَمْلَ إِلَى مَكَّةَ ، فَجَهَدَتْ قُرَيْشٌ ، فَكَتَبُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ بِأَرْحَامِهِمْ ، إِلا كَتَبَ إِلَى ثُمَامَةَ يُخَلِّي لَهُمْ حَمْلَ الطَّعَامِ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ . وَلَمَّا ظَهَرَ مُسَيْلَمَةُ ، وَقَوِيَ أَمْرُهُ ، أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُرَاتَ بْنَ حَيَّانَ الْعِجْلِيَّ إِلَى ثُمَامَةَ فِي قِتَالِ مُسْيَلَمَةَ وَقَتْلِهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ثُمَامَةَ بْنِ أَثَالٍ الْحَنَفِيُّ

صحابي

أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ

ثقة ثبت

ابْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ

صدوق حسن الحديث

Whoops, looks like something went wrong.