أخبرنا أَبُو مُوسَى ، إِجَازَةً ، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ ، أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ أَبُو الشَّيْخِ ، أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الطَّبَرَكِيُّ ، أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ ، أخبرنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، أخبرنا مُحَمَّدُ ابْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي الثِّقَةُ ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : مَرَّ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ ، وَكَانَ شَيْخٌا قَدْ عَسَا ، عَظِيمَ الْكُفْرِ ، شَدِيدَ الضَّغْنِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، شَدِيدَ الْحَسَدِ لَهُمْ ، عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي مَجْلِسٍ قَدْ جَمَعَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ فِيهِ ، فَغَاظَهُ مَا رَأَى مِنْ جَمَاعَتِهِمْ وَأُلْفَتِهِمْ ، وَصَلاحِ ذَاتَ بَيْنِهِمْ عَلَى الإِسْلامِ ، بَعْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ : قَدِ اجْتَمَعَ مَلَأُ بَنِي قَيْلَةَ ، يَعْنِي : الْأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ ، بِهَذِهِ الْبِلادِ ، لا ، وَاللَّهِ مَا لَنَا مَعَهُمْ إِذَا اجْتَمَعَ مَلَؤُهُمْ بِهَا مِنْ قَرَارٍ ، فَأَمَرَ فَتًى شَابًّا مِنْ يَهُودَ كَانَ مَعَهُ ، قَالَ : فَاعْمَدْ فَاجْلِسْ إِلَيْهِمْ ، ثُمَّ ذَكَرَهُمْ يَوْمَ بُعَاثٍ مَا كَانَ فِيهِمْ ، وَأَنْشَدَهُمْ بَعْضَ مَا كَانُوا تَقَاوَلُوا فِيهِ مِنَ الأَشْعَارِ ، وَكَانَ يَوْمُ بُعَاثٍ يَوْمًا اقَتْتَلَتْ فِيهِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فَفَعَلَ ، فَتَكَلَّمَ الْقَوْمُ عِنْدَ ذَلِكَ ، فَتَنَازَعُوا وَتَفَاخَرُوا حَتَّى تَوَاثَبَ رَجُلانِ مِنَ الْحَيَّيْنِ عَلَى الرَّكْبِ : أَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ أَحَدُ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ ، وَجَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ أَحَدُ بَنِي سَلَمَةَ ، فَتَقَاوَلا ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِه : إِنْ شِئْتُمْ وَاللَّهِ رَدَدْنَاهَا الآنَ جَذْعَةً ، وَغَضِبَ الْفَرِيقَانِ ، وَقَالُوا : قَدْ فَعَلْنَا ، السِّلاحَ السِّلاحَ ، وَمَوْعِدُكُمْ الظَّاهِرَةُ ، وَالظَّاهِرَةُ : الْحَرَّةُ فَخَرَجُوا إِلَيْهَا ، وَتَجَاوَرَ النَّاسُ ، فَانْضَمَّتِ الأَوْسُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ عَلَى دَعْوَتِهِمِ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فِيمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ ، حَتَّى جَاءَهُمْ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهَ اللَّهَ ، أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ بَعْدَ أَنْ هَدَاكُمُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الإِسْلامِ ، وَأَكْرَمَكُمْ بِهِ ، وَقَطَعَ عَنْكُمْ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ ، وَاسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِنَ الْكُفْرِ ، وَأَلَّفَ بَيْنَكُمْ ، تَرْجِعُونَ إِلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ كُفَّارًا ؟ ، فَعَرَفَ الْقَوْمُ أَنَّهَا نَزْغَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَكَيْدٌ مِنْ عَدُوِّهِمْ لَهُمْ ، فَأَلْقَوْا السِّلاحَ مِنْ أَيْدِيهِمْ ، وَبَكَوْا وَعَانَقَ الرِّجَالُ مِنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، ثُمَّ انْصَرَفُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ ، وَأَطْفَأَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَيْدَ عَدُوِّهِمْ ، وَعَدُوُّ اللَّه : شَاسُ بْنُ قَيْسٍ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي شَاسِ بْنِ قَيْسٍ وَمَا صَنَعَ : قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ { 98 } قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ سورة آل عمران آية 98 - 99 إِلَى آخِرِ الآيَةِ . وَأَنْزَلَ فِي أَوْسِ بْنِ قَيْظِيٍّ ، وَجَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُمَا مِنْ قَوْمِهِمَا الَّذِينَ صَنَعُوا مَا صَنَعُوا عَمَّا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ سورة آل عمران آية 100 الآيَاتُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى عَذَابٌ عَظِيمٌ سورة آل عمران آية 105 ، أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ ، وَأَبُو مُوسَى . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ | زيد بن أسلم القرشي | ثقة |
الثِّقَةُ | اسم مبهم | |
مُحَمَّدُ ابْنُ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ | سلمة بن الفضل الأنصاري | صدوق كثير الخطأ |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ | محمد بن عيسى الدامغاني / توفي في :294 | مقبول |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الطَّبَرَكِيُّ | محمد بن الحسين الطبركي | مجهول الحال |
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ أَبُو الشَّيْخِ | عبد الله بن محمد الأصبهاني / ولد في :274 / توفي في :369 | ثقة حافظ |
أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ | محمد بن أحمد الأصبهاني / ولد في :363 / توفي في :445 | ثقة |
أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ | الحسن بن أحمد الأصبهاني | ثقة |
أَبُو مُوسَى | محمد بن عمر المديني / ولد في :501 / توفي في :581 | ثقة حافظ |