أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : لَمَّا أَسْلَمَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلاطٍ السُّلَمِيُّ شَهِدَ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي بِمَكَّةَ مَالا عَلَى التُّجَّارِ ، وَمَالا عِنْدَ صَاحِبَتِي أُمِّ شَيْبَةَ بِنْتِ أَبِي طَلْحَةَ ، أُخْتِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ إِنْ عَلِمُوا بِإِسْلامِي أَنْ يَذْهَبُوا بِمَالِي ، فَائْذَنْ لِي بِاللُّحُوقِ بِهِ ، لَعَلِّي أَتَخَلَّصُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ فَعَلْتَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّهُ لا بُدَّ لِي مِنْ أَنْ أَقُولَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ وَأَنْتَ فِي حِلٍّ ، فَخَرَجَ الْحَجَّاجُ ، قَالَ : فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى ثَنِيَّةِ الْبَيْضَاءِ إِذَا بِهَا نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَتَجَسَّسُونَ الأَخْبَارَ ، فَلَمَّا رَأَوْنِي قَالُوا : هَذَا الْحَجَّاجُ وَعِنْدَهُ الْخَبَرُ ، قُلْتُ : هُزِمَ الرَّجُلُ أَقْبَحَ هَزِيمَةٍ سَمِعْتُمْ بِهَا ، وَقُتِلَ أَصْحَابُهُ ، وَأُخِذَ مُحَمَّدٌ أَسِيرًا ، فَقَالُوا : لا نَقْتُلُهُ حَتَّى نَبْعَثَ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، فَيُقْتَلُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ . ثُمَّ جِئْنَا مَكَّةَ ، فَصَاحُوا بِمَكَّةَ ، وَقَالُوا : هَذَا الْحَجَّاجُ قَدْ جَاءَكُمْ بِالْخَبَرِ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ أُسِرَ ، وَإِنَّمَا تَنْتَظِرُونَ أَنْ تَؤْتُوا بِهِ ، فَيُقْتَلْ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ، فَقُلْتُ : أَعِينُونِي عَلَى جَمْعِ مَالِي ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَلْحَقَ بِخَيْبَرَ ، فَأَشْتَرِي مِمَّا أُصِيبَ مِنْ مُحَمَّدٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتَيِهُمُ التُّجَّارُ ، فَجَمَعُوا مَالِي أَحَثَّ جَمْعٍ ، وَقُلْتُ لِصَاحِبَتِي : مَالِي مَالِي ، لَعَلِّي أَلْحَقُ ، فَأُصِيبُ مِنْ فُرَصِ الْبَيْعِ ، فَدَفَعَتْ إِلَيَّ مَالِي . فَلَمَّا اسْتَفَاضَ ذَكَرَ ذَلِكَ بِمَكَّةَ أَتَانِي الْعَبَّاسُ ، وَأَنَا قَائِمٌ فِي خَيْمَةِ تَاجِرٍ ، فَقَامَ إِلَى جَانِبِي مُنْكَسِرًا مَهْمُومًا ، فَقَالَ : يَا حَجَّاجُ ، مَا هَذَا الْخَبَرُ ؟ فَقُلْتُ : اسْتَأْخِرْ عَنِّي حَتَّى تَلْقَانِي خَالِيْاً ففَعَلَ ، ثُمَّ قَصَدَ إِلَيَّ فَقَالَ : يَا حَجَّاجُ ، مَا عِنْدَكَ مِنَ الْخَبَرِ ؟ فَقُلْتُ : الَّذِي وَاللَّهِ يَسُرُّكَ ، تَرَكْتُ وَاللَّهِ ابْنَ أَخِيكَ قَدْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ ، وَقَتَلَ مَنْ قَتَلَ مِنْ أَهْلِهَا ، وَصَارَتْ أَمْوَالُهَا لَهُ وَلأَصْحَابِهِ ، وَتَرَكْتُهُ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ مَلِكِهِمْ ، وَلَقَدْ أَسْلَمَتْ ، وَمَا جِئْتُ إِلا لِآَخُذَ مَالِي ، ثُمَّ أَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاكْتِمْ عَلَى الْخَبَرِ ثَلاثًا ، فَإِنِّي أَخْشَى الطَّلَبَ ، وَانْطَلَقْتُ . فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ لَبِسَ الْعَبَّاسُ حِلَّةً ، وَتَخَلَّقَ ، ثُمَّ أَخَذَ عَصَاهُ ، وَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقَالُوا : يَا أَبَا الْفَضْلِ ، هَذَا وَاللَّهِ التَّجَلُّدُ عَلَى حَرِّ الْمُصِيبَةِ ، فَقَالَ : كَلا ، وَالَّذِي حَلَفْتُمْ بِهِ ، وَلَكِنَّهُ قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ ، وَصَارَتْ لَهُ وَلأَصْحَابِهِ ، وَتُرِكَ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ مَلِكِهَا ، قَالُوا : مَنْ أَنْبَأَكَ بِهَذَا الْخَبَرِ ؟ قَالَ : الْحَجَّاجُ بْنُ عِلاطٍ ، وَلَقَدْ أَسْلَمَ ، وَتَابَعَ مُحَمَّدًا عَلَى دِينِهِ ، وَمَا جَاءَ إِلا لِيَأْخُذَ مَالَهُ ، ثُمَّ يَلْحَقَ بِهِ ، فَقَالُوا : أَيْ عِبَادَ اللَّهِ ، خَدَعَنَا عَدُوُّ اللَّهِ ، فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ جَاءَهُمُ الْخَبَرُ . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الْحَجَّاجُ بْنُ عِلاطٍ السُّلَمِيُّ | الحجاج بن علاط السلمي | صحابي |
بَعْضُ | اسم مبهم | |
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ | يونس بن بكير الشيباني / توفي في :199 | صدوق حسن الحديث |