مَا أخبرنا أَبُو الْمَكَارِمِ مَنْصُورُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ الْمُعَدَّلُ ، أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ ، وَالْخَطِيبُ أَبُو الْفَضَائِلِ الْحَسَنُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ ، قَالا : أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ ، أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ ، أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّاءَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ الْمَوْصِلِيُّ ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ جَابِرٍ ، أخبرنا يُوسُفَ بْنُ بُهْلُولٍ ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ . ح قَالَ أَبُو زَكَرِيَّاءَ : أخبرنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ ، أخبرنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ ، عن عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عن مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ . ح قَالَ أَبُو زَكَرِيَّاءَ : وَحدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامِ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، وَأخبرنا نُمَيْرٌ ، أخبرنا يُونُسُ ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ ، عن عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عن مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَلْمَانُ ، قَالَ : " كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ فَارِسَ مِنْ أَصْبَهَانَ ، مِنْ جَيّ ، ابْنَ رَجُلٍ مِنْ دَهَاقِينِهَا ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ إِدْرِيسَ : وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ أَرْضِهِ ، وَكُنْتُ أَحَبَّ الْخَلْقَ إِلَيْهِ : وَفِي حَدِيثِ الْبَكَّائِيِّ : أَحَبَّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَيْهِ ، فَأَجْلَسَنِي فِي الْبَيْتِ كَالْجَوَارِي ، فَاْجتَهَدْتُ فِي الْفَارِسِيَّةِ ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ عَامِرٍ : فِي الْمَجُوسِيَّةِ ، فَكُنْتُ فِي النَّارِ الَّتِي تُوقَدُ فَلا تَخْبُو ، وَكَانَ أَبِي صَاحِبَ ضَيْعَةٍ ، وَكَانَ لَهُ بِنَاءٌ يُعَالِجُهُ ، زَادَ ابْنُ إِدْرِيسَ فِي حَدِيثِهِ : فِي دَارِهِ ، فَقَالَ لِي يَوْمًا : يَا بُنَيَّ ، قَدْ شَغَلَنِي مَا تَرَى فَانْطَلِقْ إِلَى الضَّيْعَةِ ، وَلا تَحْتَبِسْ فَتَشْغِلْنِي عن كُلِّ ضَيْعَةٍ بِهَمِّي بِكَ ، فَخَرَجْتُ لِذَلِكَ فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةِ النَّصَارَى وَهُمْ يُصَلُّونَ ، فَمِلْتُ إِلَيْهِمْ وَأَعْجَبَنِي أَمْرُهُمْ ، وَقُلْتُ ، هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا . فَأَقَمْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ ، لا أَنَا أَتَيْتُ الضَّيْعَةَ ، وَلا رَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فَاسْتَبْطَأَنِي وَبَعَثَ رُسُلًا فِي طَلَبِي ، وَقَدْ قُلْتُ لِلنَّصَارَى حِينَ أَعْجَبَنِي أَمْرُهُمْ : أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ ؟ قَالُوا : بِالشَّامِ . فَرَجَعْتُ إِلَى وَالِدِي ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ رُسُلًا ، فَقُلْتُ : مَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلِّونَ فِي كَنِيسَةٍ ، فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ أَمْرِهِمْ ، وَعَلِمْتُ أَنَّ دِينَهُمْ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا . فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهِمْ ، فَقُلْتُ : كَلا وَاللَّهِ . فَخَافَنِي وَقَيَّدَنِي . فَبَعَثْتُ إِلَى النَّصَارَى وَأَعْلَمْتُهُمْ مَا وَافَقَنِي مِنْ أَمْرِهِمْ ، وَسَأَلْتُهُمْ إِعْلامِي مَنْ يُرِيدُ الشَّامَ ، فَفَعَلُوا . فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلِي ، وَخَرَجْتُ مَعَهُمْ ، حَتَّى أَتَيْتُ الشَّامَ ، فَسَأَلْتُهُمْ عن عَالِمِهِمْ ، فَقَالُوا : الأُسْقُفُّ ، فَأَتَيْتُهُ ، فَأَخْبَرْتُهُ ، وَقُلْتُ : أَكُونُ مَعَكَ أَخْدِمُكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ ؟ قَالَ : أَقِمْ . فَمَكَثْتُ مَعَ رَجُلٍ سُوءٍ فِي دِينِهِ ، وَكَانَ يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ ، فَإِذَا أَعْطَوْهُ شَيْئًا أَمْسَكَهُ لِنَفْسِهِ ، حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا ، فَتُوُفِّيَ ، فَأَخْبَرْتُهُمْ بِخَبَرِهِ ، فَزَبَرُونِي ، فَدَلَلْتُهُمْ عَلَى مَالِهِ فَصَلَبُوهُ ، وَلَمْ يُغَيِّبُوهُ وَرَجَمُوهُ ، وَأَحَلُّوا مَكَانَهُ رَجُلًا فَاضِلًا فِي دِينِهِ زُهْدًا وَرَغْبَةً فِي الآخِرَةِ وَصَلاحًا ، فَأَلْقَى اللَّهُ حُبَّهُ فِي قَلْبِي ، حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَقُلْتُ : أَوْصِينِي ، فَذَكَرَ رَجُلًا بِالْمَوْصِلِ ، وَكُنَّا عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ حَتَّى هَلَكَ . فَأَتَيْتُ الْمَوْصِلَ ، فَلَقِيتُ الرَّجُلَ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي ، وَأَنَّ فُلانًا أَمَرَنِي بِإِتْيَانِكَ ، فَقَالَ : أَقِمْ ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى سَبِيلِهِ وَأَمْرِهِ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَوْصِينِي ، فَقَالَ : مَا أَعْرِفُ أَحَدًا عَلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ إِلا رَجُلًا بِعَمُورِيَّةَ . فَأَتَيْتُهُ بِعَمُورِيَّةَ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي ، فَأَمَرَنِي بِالْمَقَامِ وَثَابَ لِي شَيْءٌ ، وَاتَّخَذْتُ غَنِيمَةً وَبُقَيْرَاتٍ ، فَحَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَقُلْتُ : إِلَى مَنْ تُوصِي بِي ؟ فَقَالَ : لا أَعْلَمُ أَحَدًا الْيَوْمَ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ ، وَلَكِنْ قَدْ أظلك نبي يبعث بدين إِبْرَاهِيم الحنيفية ، مهاجره بأرض ذات نخل ، وبه آيات وعلامات لا تخفى ، بين منكبيه خاتم النبوة ، ويأكل الهدية ، ولا يأكل الصدقة ، فإن استطعت فتخلص إليه فتوفي . فمر بي ركب من العرب ، من كلب ، فقلت : أصحبكم وأعطيكم بقراتي وغنمي هذه ، وتحملوني إِلَى بلادكم ؟ فحملوني إِلَى وادي القرى ، فباعوني من رجل من اليهود ، فرأيت النخل ، فعلمت أَنَّهُ البلد الذي وصف لي ، فأقمت عند الذي اشتراني ، وقدم عليه رجل من بنى قريظة فاشتراني منه ، وقدم بي المدينة ، فعرفتها بصفتها ، فأقمت معه أعمل في نخله ، وبعث اللَّه نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وغفلت عن ذلك حتى قدم المدينة ، فنزل في بني عمرو بْن عوف ، فأني لفي رأس نخلة إذ أقبل ابن عم لصاحبي ، فقال : أي فلان ، قاتل اللَّه بني قيلة ، مررت بهم آنفًا ، وهم مجتمعون عَلَى رجل قدم عليهم من مكة ، يزعم أَنَّهُ نبي ، فوالذي ما هو إلا أن سمعتها ، فأخذني القر ، ورجفت بي النخلة ، حتى كدت أن أسقط ، ونزلت سريعًا ، فقلت : ما هذا الخبر ؟ فلكمني صاحبي لكمة ، وقال : وما أنت وذاك ؟ أقبل عَلَى شأنك . فأقبلت عَلَى عملي حتى أمسيت ، فجمعت شيئًا فأتيته به ، وهو بقباء عند أصحابه ، فقلت : اجتمع عندي ، أردت أن أتصدق به ، فبلغني أنك رجل صالح ، ومعك رجال من أصحابك ذوو حاجة ، فرأيتكم أحق به ، فوضعته بين يديه ، فكف يديه ، وقال لأصحابه : كلوا . فأكلوا ، فقلت : هذه واحدة ، ورجعت . وتحول إِلَى المدينة ، فجمعت شيئًا فأتيته به ، فقلت : أحببت كرامتك فأهديت لك هدية ، وليست بصدقة ، فمد يده فأكل ، وأكل أصحابه ، فقلت : هاتان اثنتان ، ورجعت . فأتيته وقد تبع جنازة في بقيع الغرقد ، وحوله أصحابه ، فسلمت ، وتحولت أنظر إِلَى الخاتم في ظهره ، فعلم ما أردت ، فألقى رداءه ، فرأيت الخاتم ، فقبلته ، وبكيت ، فأجلسني بين يديه ، فحدثته بشأني كله كما حدثتك يا ابن عباس ، فأعجبه ذلك ، وأحب أن يسمعه أصحابه ، ففاتني معه بدر وأحد بالرق ، فقال لي : " كاتب يا سلمان عن نفسك " ، فلم أزل بصاحبي حتى كاتبته ، عَلَى أن أغرس له ثلثمائة ودية ، وعلى أربعين أوقية من ذهب ، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أعينوا أخاكم بالنخل " ، فأعانوني بالخمس والعشر ، حتى اجتمع لي ، فقال لي : " فقر لها ولا تضع منها شيئًا حتى أضعه بيدي " ، ففعلت ، فأعانني أصحابي حتى فرغت ، فأتيته ، فكنت آتيه بالنخلة فيضعها ، ويسوي عليها ترابًا ، فانصرف ، والذي بعثه بالحق فما ماتت منها واحدة ، وبقي الذهب ، فبينما هو قاعد إذ أتاه رجل من أصحابه بمثل البيضة من ذهب ، أصابه من بعض المعادن ، فقال : " ادع سليمان المسكين الفارسي المكاتب " ، فقال : أد هذه ، فقلت : يا رَسُول اللَّهِ ، وأين تقع هذه مما علي ؟ وروى أَبُو الطفيل ، عن سلمان ، قال : أعانني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببيضة من ذهب ، فلو وزنت بأحد لكانت أثقل منه # # " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
سَلْمَانُ | سلمان الفارسي | صحابي |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ | محمود بن لبيد الأشهلي / توفي في :96 | له رؤية |
عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ | عاصم بن عمر الأنصاري | ثقة |
ابْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
يُونُسُ | يونس بن بكير الشيباني / توفي في :199 | صدوق حسن الحديث |
نُمَيْرٌ | محمد بن نمير الهمداني / توفي في :234 | ثقة حافظ |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامِ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ | عبد الله بن غنام النخعي / توفي في :297 | ثقة |
أَبُو زَكَرِيَّاءَ | يزيد بن محمد الأزدي / توفي في :334 | صدوق حسن الحديث |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ | محمود بن لبيد الأشهلي / توفي في :96 | له رؤية |
عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ | عاصم بن عمر الأنصاري | ثقة |
ابْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ | زياد بن عبد الله البكائي | صدوق حسن الحديث |
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ | جعفر بن محمد الثقفي | مقبول |
عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى | عمران بن موسى الموصلي / توفي في :307 | ثقة |
أَبُو زَكَرِيَّاءَ | يزيد بن محمد الأزدي / توفي في :334 | صدوق حسن الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ | عبد الله بن إدريس الأودي / ولد في :115 / توفي في :192 | ثقة حجة |
يُوسُفَ بْنُ بُهْلُولٍ | يوسف بن بهلول التميمي / توفي في :218 | ثقة |
عَلِيُّ بْنُ جَابِرٍ | علي بن جابر الأودي | انفرد بتوثيقه ابن حبان |
أَبُو زَكَرِيَّاءَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ الْمَوْصِلِيُّ | يزيد بن محمد الأزدي / توفي في :334 | صدوق حسن الحديث |
أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ | محمد بن إدريس الموصلي | مجهول الحال |
أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ الْمُعَدَّلُ | نصر بن محمد الذهلي | مجهول الحال |