حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : ذَكَرَهُ أَبِي ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي امْرَأَةِ الأَوْزَاعِيِّ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامَ يُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، كَتَبَ إِلَى الأَوْزَاعِيِّ يَلْقَاهُ بِدِمَشْقَ ، فَلَمَّا نَزَلَ أَبُو جَعْفَرٍ دِمَشْقَ اسْتَبْطَأَهُ ، وَقَدِمَ الأَوْزَاعِيُّ إِلَى دِمَشْقَ فَتَرَكَ إِتْيَانَ أَبِي جَعْفَرٍ ، وَأَتَى ابْنَهُ الْمَهْدِيَّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَهَنَّأَهُ بِمَا أُسْنِدَ إِلَيْهِ ، وَدَعَا لَهُ وَحَدَّثَهُ بِالْحَدِيثِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّكُمْ سَتُجَنِّدُونَ أَجْنَادًا ، وَتُفْتَحُ لَكُمْ مَدَائِنُ وَحُصُونٌ ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَحْبِسَ نَفْسَهُ فِي حِصْنٍ مِنْ تِلْكَ الْحُصُونِ فَلْيَفْعَلْ ، وَقَدْ حَبَسْتُ نَفْسِي فِي بَعْضِهَا وَرَجَوْتُ أَنْ يُدْرِكَنِي أَجَلِي فِيهَا ، وَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَلْقَاهُ ، وَلَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ يَكُونُ التَّخَلُّصُ مِنْهُ إِنْ لَقِيتُهُ ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ فِي لِقَاءِكَ خَلَفًا مِنْ لِقَائِهِ ، وَفِي إِذْنِكَ خَلَفًا مِنْ إِذْنِهِ ، قَالَ : وَتَرَى ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ " ، قَالَ : فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ خَرَجَتْ عَلَيْهِمْ جَارِيَةٌ ، فَقَالَتْ : يَا سَيِّدِي مَنْ هَذَا الشَّيْخُ ؟ قَالَ : هَذَا الأَوْزَاعِيُّ ، قَالَتْ : فَإِنَّ سَيِّدَتِي تُرِيدُ أَنْ تَسْأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، قَالَ : فَقَالَ لَهَا : فَلْتَسْأَلْ عَمَّا بَدَا ، قَالَ : فَقَالَتْ : إِنَّهَا كَانَتْ فِي أَرْضِهَا إِذْ هَجَمَتْ عَلَيْهِمْ خَيْلُ الْعَرَبِ ، فَالْتَجَأُوا إِلَى غَارٍ وَمَعَهَا بُنَيٍّ لَهَا وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى فَمِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَصِيحَ فَيَدُلَّ عَلَيْهِمْ ، فَمَا رَفَعَتْ يَدَهَا عَنْ فِيهِ إِلا وَهُوَ مَيِّتٌ فَهَلْ عَلَيْهَا فِيهِ شَيْءٌ ؟ وَهَلْ لَهَا كَفَّارَةٌ لِمَا صَنَعَتْ ؟ فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ : أَكَانَ هَذَا مِنْهَا قَبْلَ الإِسْلامِ أَوْ بَعْدَهُ ؟ قَالَتْ : قَبْلَ الإِسْلامِ ، قَالَ : فَإِنَّ الإِسْلامَ قَدْ هَدَمَ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأُحِبُّ أَنْ تَعْتِقَ رَقَبَةً ، قَالَ : فَسَأَلَتْ عَنْ وَلَدِهِ فَأُخْبِرَتْ بِأَنَّ لِلأَوْزَاعِيِّ ثَلاثُ بَنَاتٍ ، قَالَ : فَأَخْرَجَتْ إِلَيْهِ ثَلاثُ دُرَّاتٍ هَدِيَّةً لَهُنَّ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِنَّ ، قَالَ لَهُنَّ : إِنَّ هَؤُلاءِ الدُّرَّاتِ أُهْدِينَ لَكُنَّ ، وَلا يَصْلُحْنَ إِلا مَعَ شِبْهِهِنَّ مِنَ الْحُلَى ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ رَأْيًا إِنْ أَحْبَبْتُنَّ فَعَلْتُهُ ، قَالَ : قُلْنَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : نَبِيعُهُنَّ وَنَتْجَرُ بِأَثْمَانِهِنَّ حَتَّى لَعَلَّ اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَكُنَّ وَإِيَّانَا بِهِ ، قُلْنَ : نَعَمْ ، فَبَعَثَ بِهِنَّ إِلَى دِمَشْقَ فَبِعْنَ بِثَمَانِينَ وَمِائَتَيْ دِينَارٍ ، وَكَانَ مَدْخَلَ الشِّتَاءِ ، قَالَ : فَأَمَرَ الَّذِي بَاعَهُنَّ أَنْ يَشْتَرِيَ لَهُ قَطِيفًا وَانْجَبَانِيَّاتٍ وَبَعَثَ بِهِنَّ إِلَيْهِ ، قَالَ أَبُو الْفَضْلِ : فَأَخْبَرَنِي هَذَا الرَّجُلُ أَنَّهُ حَدَّثَهُ بَعْضُ أَشْيَاخِ الْمَدِينَةِ يَعْنِي : بَيْرُوتَ أَنَّهُ صَارَ إِلَيْهِ انْبَجَانِيَّتَانِ مِنْهَا . وَفَقَدَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ، فَقَالَ لِعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيِّ عَامِلِهِ عَلَى دِمَشْقَ ، وَالْمَهْدِيُّ عِنْدَهُ : أَلَمْ أُوَجِّهْ إِلَيْكَ كِتَابِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْفَذْتُهُ ، قَالَ : يَقُولُ الْمَهْدِيُّ : قَدْ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَاءَنِي فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَهَنَّأَنِي بِمَا أَسْنَدَ إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْخِلافَةِ ، وَدَعَا لِي دُعَاءً وَقَعَ بَرْدُهُ عَلَى قَلْبِي ، وَأَخْبَرَهُ بِمَا حَدَّثَهُ بِهِ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَنِي فِي الرُّجُوعِ إِلَى مَكْتَبِهِ وَأَعْلَمَنِي أَنَّ فِي إِذْنِي لَهُ خَلَفًا مِنْ إِذْنِكَ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِلْمَهْدِيِّ : فَعَلْتَهَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : قَدْ كَانَ ذَا ، قَالَ : ارْحَلُوا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الأَوْزَاعِيُّ | عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي / ولد في :87 / توفي في :157 | ثقة مأمون |
ابْنُ أَخِي امْرَأَةِ الأَوْزَاعِيِّ | اسم مبهم | |
الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ | العباس بن الوليد العذري / ولد في :169 / توفي في :270 | ثقة |
أَبِي | محمد بن إدريس الحنظلي / توفي في :275 | أحد الحفاظ |