تفسير

رقم الحديث : 28

حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ ، قِرَاءَةٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، أَنَّهُ كَتَبَ : أَمَّا بَعْدُ ، وَلِيَ اللَّهُ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أُمُورَهُ بِمَا وَلِيَ بِهِ أُمُورَ مَنْ هَدَى وَاجْتَبَى وَجَعَلَهُ بِهِمْ مُقْتَدِيًا ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَصْلَحَهُ اللَّهُ كَتَبَ إِلَيَّ أَلا أَدَعَ إِعْلامَهُ كُلَّمَا فِيهِ صَلاحُ عَامَّةٍ وَخَاصَّةٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْجُرُ عَلَى مَنْ عَمِلَ بِهِ ، وَيُحْسِنُ عَلَيْهِ الثَّوَابَ ، وَأَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُلْهِمَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ مَا يُبَلِّغُهُ بِهِ عَفْوَهُ وَرِضْوَانَهُ فِي دَارِ الْخُلُودِ ، وَقَدْ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَفِظَهُ اللَّهُ قَصُرَ بِأَهْلِ السَّاحِلِ عَلَى عَشَرَةِ دَنَانِيرَ فِي كُلِّ عَامٍ سَلَفًا مِنْ عَطِيَّاتِهِمْ ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَصْلَحَهُ اللَّهُ إِنْ نَظَرَ فِي ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي عَشَرَةِ دَنَانِيرَ لامْرِئٍ ذِي عِيَالٍ عَشَرَةٍ أَوْ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرَ كَفَافٌ ، وَإِنْ قَوَّتَ عَشَرَةً وَقَتَرَ عَلَى عِيَالِهِ ، فَرُبَّمَا جَمَعَ الرَّجُلُ عَشَرَتَهُ فِي غَلاءِ السِّعْرِ فِي شِرَاءِ طَعَامٍ لِعِيَالِهِ مَا يَجِدُ مِنْهُ بُدًّا ، ثُمَّ يُدَانُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي إِدَامِهِمْ وَكِسْوَتِهِمْ ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ النَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ فِي عَشَرَةٍ لِقَابِلٍ ، وَلَوْ أَجْرَى عَلَيْهِمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَصْلَحَهُ اللَّهُ فِي عَطِيَّاتِهِمْ سَلَفًا فِي كُلِّ عَامٍ خَمْسَةَ عَشْرَ دِينَارٍا ، مَا كَانَ فِيهَا عَنْ مُصْلِحٍ ذِي عِيَالٍ فَضْلٌ وَلا قَدْرُ كَفَافٍ ، وَأَهْلُ السَّاحِلِ بِمَنْزِلٍ ، عَظِيمٌ غَنَاؤُهُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّهُ لا يَسْتَمِرُّ لِبُعُوثِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وُصُولٌ إِلَى ثُغُورِهِ ، وَلا سِيَاحَةٌ فِي بِلادِ عَدُوِّهِمْ حَتَّى يَكُونَ مِنْ وَرَاءِ بَيْضَتِهِمْ ، وَأَهْلِ ذِمَّتِهِمْ بِسَوَاحِلِ الشَّامِ مَنْ يَدْفَعُ عَنْهُمْ عَدُوًّا إِنْ هَجَمَ عَلَيْهِمْ ، وَأَنَّهُمْ إِذَا كَانَ الْقَيْظُ تَنَاوَبُوا الْحَرَسَ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ رِجَالا وَرُكْبَانًا ، وَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ قَاسُوا طُولَ اللَّيْلِ وَقَرَّهُ وَوَحْشَتَهُ حَرَسًا فِي الْبُرُوجِ ، وَالنَّاسُ خَلْفَهُمْ فِي أَجْنَادِهِمْ فِي الْبُيُوتِ ، وَالأَدْفَاءِ ، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَفِظَهُ اللَّهُ أَنْ يَأْمُرَ لَهُمْ فِي عَطِيَّاتِهِمْ قَدْرَ الْكَفَافِ ، وَيُجْرِيهِ عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ عَامٍ فَعَلَ ، وَقَدْ تَصَرَّمَتِ السَّنَةُ الَّتِي كَانَتْ تَأْتِيهِمْ فِيهَا عَشَرَاتِهِمْ ، وَدَخَلُوا فِي غَيْرِهَا حَتَّى اشْتَدَّتْ حَاجَتُهُمْ وَظَهَرَ عَلَيْهِمْ ضُرُّهَا وَهُمْ رَعِيَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَسْئُولُ عَنْهُمْ ، فَإِنَّهُ رَاعٍ وَكُلُّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَقَدْ بَلَغَنَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " أَنَّهُ لَحَبِيبٌ إِلَيَّ أَنْ أُفَارِقَ الدُّنْيَا وَلَيْسَ مِنْكُمْ أَحَدٌ يَطْلُبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي نَفْسِهِ وَلا مَالِهِ " ، أَتَمَّ اللَّهُ عَلَى الأَمِيرِ نِعْمَتَهُ وَأَحْسَنَ بَلاءَهُ فِي رَعِيَّتِهِ ، وَقَدْ قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَصْلَحَهُ اللَّهُ بِالْعَطِيَّةِ مِنَ النَّفَقَةِ وَالْكِسْوَةِ ، الَّتِي أَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَافَاهُ اللَّهُ بِقَسْمِهَا فِي أَهْلِ السَّاحِلِ ، فَقَسَمْنَاهَا فِيهِمْ مِنْ دِينَارٍ لِكُلِّ رَجُلٍ وَدِينَارَيْنِ ، وَقَلَّ الْمَالُ عَنِ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ ، فَلَمْ يُقْسَمْ فِيهِمْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلِلْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ وَهُمْ مِنَ الْمَسَاكِينِ فِي الْوُجُوهِ الثَّلاثَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الصَّدَقَاتِ ، وَمِنْ خُمُسِ الْمَغَانِمِ ، وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَصْلَحَهُ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ بِمَا يُقْسَمُ فِيهِمْ فَعَلَ ، جَعَلَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَشَبِّهًا فِي رَأْفَتِهِ وَرَحْمَتِهِ بِالْمُؤْمِنِينَ ، وَأَتَمَّ عَلَيْهِ نِعْمَتَهُ وَمُعَافَاتَهُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
الأَوْزَاعِيِّ

ثقة مأمون

أَبِي

ثقة ثبت

الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.