وَبَلَغَنَا أَنَّهُ وَبَلَغَنَا أَنَّهُ أَمَرَ قُرَيْشًا أَنْ تَجْتَمِعَ فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ ، قَالَ لَهُمْ : " أَلا إِنَّ أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ، فَمَنِ اتَّقَى فَهُوَ أَوْلَى بِي مِنْكُمْ ، وَإِنْ كُنْتُمْ أَقْرَبَ مِنْهُ رَحِمًا " . نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُسَكِّنَ دَهْمَاءَ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيُصْلِحَ بِهِ أُمُورَهَا وَيَرْزُقَهُ رُحْمَهَا ، وَالرَّأْفَةَ بِهَا ، فَإِنَّ سِيَاحَةَ الْمُشْرِكِينَ كَانَتْ عَامَ أَوَّلَ فِي دَارِ الإِسْلامِ ، وَمَوْطَإِ حَرِيمِهِمْ وَاسْتِنْزَالَهُمْ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَذَرَارِيِّهِمْ مِنْ مَعَاقِلِهِمْ بِقَالِيقَلا لا يَلْقَاهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَهُمْ نَاصِرٌ ، وَلا عَنْهُمْ مُدَافِعٌ ، كَانَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِي النَّاسِ وَمَا يَعْفُو اللَّهُ عَنْهُ أَكْثَرَ فَإِنَّ بِخَطَايَاهُمْ سُبِينَ ، وَبِذُنُوبِهِمْ اسْتُخْرِجَتِ الْعَوَاتِقُ مِنْ خُدُورِهِنَّ ، يَكْشِفُ الْمُشْرِكُونَ عَوْرَاتِهِنَّ وَلائِدَ تَحْتَ أَيْدِي الْكَوَافِرِ يَمْتَهِنُونَهُنَّ حَوَاسِرَ عَنْ سُوقِهِنَّ وَأَقْدَامِهِنَّ ، وَيَرُدُّونَ وِلْدَانَهُنَّ إِلَى صِبْغَةِ الْكُفْرِ بَعْدَ الإِيمَانِ ، مُقِيمَاتٍ فِي خُشُوعِ الْحَزَنِ وَضَرَرِ الْبُكَاءِ ، فَهُنَّ بِمَرْأًى مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَسْمَعٍ ، وَبِحَيْثُ يَنْظُرُ اللَّهُ مِنَ النَّاسِ إِلَى إِعْرَاضِهِمْ عَنْهُنَّ ، وَرَفْضِهِمْ إِيَّاهُنَّ فِي أَيْدِي عَدِوِّهِمْ ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ مِنْ بَعْدِ أَخْذِهِ الْمِيثَاقَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ : إِنَّ إِخْرَاجَهُمْ فَرِيقًا مِنْهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ كُفْرٌ وَمُفَادَاتَهُمْ أُسَارَاهُمْ إِيمَانٌ ، ثُمَّ أُتْبِعَ اخْتِلافَهُمْ وَعِيدٌ مِنْهُ شَدِيدٌ ، لا يَهْتَمُّ بِأَمْرِهِنَّ جَمَاعَةٌ ، وَلا يَقُومُ فِيهِنَّ خَاصَّةٌ ، فَيَذْكُرُوا بِهِنَّ جَمَاعَتَهُمْ فَلْيَسْتَعِنْ بِاللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلِيَتَحَنَّنَ عَلَى ضُعَفَاءِ أُمَّتِهِ ، وَلْيَتَّخِذْ إِلَى اللَّهِ فِيهِنَّ سَبِيلا ، وَلْيَخْرُجْ مِنْ حُجَّةِ اللَّهِ عَلَيْهِ فِيهِنَّ بِأَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ هَمِّهِ وَآثَرَ أُمُورِ أُمَّتِهِ عِنْدَهُ مُفَادَاتُهُنَّ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَضَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الضُّعَفَاءِ فِي دَارِ الشِّرْكِ ، فَقَالَ : وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ إِلَى قَوْلِهِ : نَصِيرًا سورة النساء آية 75 هَذَا وَلَمْ يَكُنْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لَوْمٌ فِيهِنَّ ، فَكَيْفَ بِالتَّخْلِيَةِ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ وَبَيْنَ الْمُؤْمِنَاتِ يَظْهَرُ مِنْهُنَّ لَهُمْ مَا كَانَ يَحْرُمُ عَلَيْنَا إِلا بِنِكَاحٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |