حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ ، قَالَ ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ , قَالَ : " لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ وَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَعُدَّتِهِمْ وَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ نَيِّفًا عَلَى ثَلاثِ مِائَةٍ ، فَاسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ، فَجَعَلَ يَدْعُو : " اللَّهُمَّ أَنْجِزْنِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ لَمْ تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ " فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ ، فَأَخَذَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ ، قَالَ : كَفَاكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مُنَاشَدَتُكَ رَبِّكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ سورة الأنفال آية 9 " قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّ وَجْهَهُ شُقَّةُ قَمَرٍ فَقَالَ : " مَصَارِعُ الْقَوْمِ هَهُنَا عَشِيَّةً " ثُمَّ عَادَ ، فِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ قَالَ : قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَلَمَّا أُسِرَ الأَسْرَى لَمْ يَكُنْ نَزَلَ فِي شَأْنِهِمْ شَيْءٌ ، فَشَاوَرَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ وَالإِخْوَانُ أَرَى أَنْ نَأْخُذَ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ فَيَكُونُ لَنَا الْقُوَّةُ عَلَى الْكُفَّارِ ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ إِلَى الإِسْلامِ ، فَهَوِيَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : " مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ " فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ ، وَلَكِنْ هَؤُلاءِ قَادَةُ الْكُفْرِ وَأَئِمَّتُهُ فَأَرَى أَنْ تُمْكِنَنِي مِنْ فُلانٍ - قَرِيبٌ لَهُ - فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَتُمَكِّنَ حَمْزَةَ مِنْ فُلانٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ ، حَتَّى يَعْلَمَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَيْسَ فِي قُلُوبِنَا لِلْكُفَّارِ هَوَادَةٌ هَوِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَمْ يَهْوَ قُولِي فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ ، جِئْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَبْكِيَانِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ ، فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُكُمْ أَقْرَبَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ " لِشَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ سورة الأنفال آية 67 إِلَى آخِرِ الآيَةِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
ابْنَ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ | سماك بن الوليد الحنفي | صدوق حسن الحديث |
عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ | عكرمة بن عمار العجلي / توفي في :159 | صدوق يغلط |
ابْنُ الْمُبَارَكِ | عبد الله بن المبارك الحنظلي / ولد في :118 / توفي في :181 | ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير |
يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ | يوسف بن بهلول التميمي / توفي في :218 | ثقة |