واما حديث عبد الواحد بن زياد


تفسير

رقم الحديث : 37

ثَنَا ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : ثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّمَا صَلَّى صَلاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ كَلَّمَهُ ، وَإِلا قَامَ فَدَخَلَ فَصَلَّى صَلَوَاتٍ لا يَجْلِسُ ، كُلَّمَا صَلَّى صَلاةً دَخَلَ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَحَضَرْتُ الْبَابَ فَقُلْتُ : يَا بَرْقًا أَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَكْوٌ ؟ قَالَ : لا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، قَالَ : فَجَلَسْتُ بِالْبَابِ فَجَاءَ ابْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَجَلَسَ ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ بَرْقًا أَنْ جَاءَ فَقَالَ : قُمْ يَا ابْنَ عَفَّانَ ، قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَدَخَلْنَا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ صُبَرُ مِنَ الْمَالِ عَلَى صُبَرَةٍ ، مِنْهَا كَتِفٌ ، فَقَالَ : " إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَوَجَدْتُكُمَا مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَشِيرَةً فَخُذَا هَذَا الْمَالَ فَأَقْسِمَاهُ فَإِنْ كَانَ فَضْلا فَرَدَّاهُ " قَالَ : فَأَمَّا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَحَثَا ، وَأَمَّا أَنَا فَجَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتِي ، فَقُلْتُ : فَإِنْ نَقَصَ شَيْئًا أَتْمَمْتَ لَنَا ، وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ : وَإِنْ كَانَ نُقْصَانُ رَدَدْتَ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : " نِشْنِشَةٌ مِنْ أَخْشَنَ ، أَمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إِذْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقِدَّ ؟ " قُلْتُ : بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إِذْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقِدَّ ، وَلَوْ غَلَبَهُ فَتْحٌ لَصَنَعَ فِيهِ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ ، قَالَ : فَقَرَعَ ، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً : فَغَضِبَ ثُمَّ قَالَ : " وَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ ؟ " قَالَ سُفْيَانُ : مَرَّةً أُخْرَى " صَنَعَ فِيهِ مَاذَا ؟ " قَالَ : إِذَا لا أَكَلَ وَأَطْعَمَنَا قَالَ : فَرَأَيْتُهُ نَشَجَ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلاعُهُ ، ثُمَّ قَالَ : " وَاللَّهِ " لَوَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِي " قَالَ عَلِيٌّ : هَكَذَا قَالَ سُفْيَانُ : نِشْنِشَةٌ مِنْ أَخْشَنَ فَسَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ صَاحِبَ الْغَرِيبِ ، فَقَالَ : إِنَّمَا هِيَ شِنْشِنَةٌ مِنْ أَخْزَمَ ، يَقُولُ : قِطْعَةٌ مِنْ حَبْلٍ قُرِئَ عَلَى أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلامٍ ، وَأَنَا أَسْمَعُ ، فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ : لِشَيْءٍ شَاوَرَهُ فِيهِ فَأَعْجَبَهُ كَلامُهُ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " نِشْنِشَةٌ مِنْ أَخْشَنَ " قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : هَكَذَا كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يُحَدِّثُهُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَمَّا أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْعَرَبِيَّةِ ، فَيَقُولُونَ غَيْرَ هَذَا ، قَالَ الأَصْمَعِيُّ : إِنَّمَا هُوَ شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُهَا مِنْ أَخْزَمَ ، وَهَذَا بَيْتُ رَجَزٍ تَمَثَّلَ بِهِ ، وَالشِّنْشِنَةُ قَدْ تَكُونُ كَالْمُضْغَةِ أَوِ الْقِطْعَةِ تُقْطَعُ مِنَ اللَّحْمِ ، وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ : بَلِ الشِّنْشِنَةُ مِثْلُ الطَّبِيعَةِ وَالسَّجِيَّةِ فَأَرَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنِّي أَعْرِفُ مِنْكَ مُشَابِهًا مِنْ أَبِيكَ فِي رَأْيِهِ وَعَقْلِهِ ، وَيُقَالُ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِقُرَشِيٍّ مِثْلُ رَأْيِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ الْكَلْبِيِّ أَنَّ هَذَا الشِّعْرَ لأَبِي أَخْزَمَ الطَّائِيِّ وَهُوَ جَدُّ أَبِي حَاتِمٍ طَيٍّ أَوْ جَدُّ جَدِّهِ فَقَالَ : إِنَّ بَنِيَّ زَمِّلُونِي بِالدَّمِ شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُهَا مِنْ أَخْزَمَ وَقَدْ تَمَثَّلَ بِهَذَا الشَّعْرِ أَيْضًا عَقِيلُ بْنُ غَلَقَةَ الْمُرِّيُّ فِي بَعْضِ وَلَدِهِ ، وَإِنَّمَا تَمَثَّلَ بِهِ تَمَثُّلا ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : يَقُولُ : شِنْشِنَةٌ وَنِشْنِشَةٌ ، قَالَ : وَغَيْرُهُ يُنْكِرُ شِنْشِنَةً .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرُ

صحابي

ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

أَبِيهِ

ثقة

عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ

ثقة

سُفْيَانُ

ثقة حافظ حجة

عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

ثقة ثبت إمام أعلم أهل عصره بالحديث وعلله