أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو أَحْمَدَ الأَسْعَدُ بْنُ يَلْدَرْكَ بْنِ أَبِي الْبَقَاءِ الْجِبْرِيلِيُّ ، فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ مِنْ مَدِينَةِ السَّلامِ بَغْدَادَ ، حَرَسَهَا اللَّهُ ، سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ بِدَرْبِ الْقَيَّارِ ، فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ ، قِرَاءَةً عَلَيَّ فِي جَامِعِ الرُّصَافَةِ ، عَشِيَّةَ الْجُمُعَةِ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ جُمَادَى الأُولَى ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ خُزَيْمَةُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ ، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، رَأَى جَارِيَةً فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ، رَأَى بِوَجْهِهَا سَفْعَةً ، فَقَالَ : " بِهَا نَظْرَةٌ فَاسْتَرْقُوا لَهَا " ، حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، أَخْرَجَهُ الإِمَامَانِ فِي كِتَابَيْهِمَا ، الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ . أَمَّا الْبُخَارِيُّ فَأَخْرَجَهُ فِي الطِّبِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بِهِ . وَتَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ . وَقَالَ عُقَيْلٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ . وَقَالَ الْجَوْزَقِيُّ صَاحِبُ الْكِتَابِ الْمُتَّفَقِ : مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ ، هَذَا الَّذِي رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ هُوَ : مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ، لأَنَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ ، فَنَسَبُهُ إِلَى جَدِّ أَبِيهِ . وَالْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِهِ ، فَقَدْ حَدَّثَ بِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ ، رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ فِي كِتَابِهِ الْمُخَرَّجِ عَلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ . وَرِوَايَةُ الْبُخَارِيِّ لِهَذَا الْحَدِيثِ فِيهَا نُزُولٌ ، وَرِوَايَةُ مُسْلِمٍ لَهُ أَعْلَى ، فَإِنَّ مُسْلِمًا أَخْرَجَهُ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ هَذَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ بِطُولِهِ . وَالَّذِي دَعَا الْبُخَارِيَّ إِلَى رِوَايَتِهِ بِنُزُولٍ ، لأَنَّ أَصْحَابَ الزُّهْرِيِّ لَمْ يُقِمْ إِسْنَادَ الْحَدِيثِ أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الزُّبَيْدِيِّ ، فَأَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِهِ مَعَ مُتَابَعَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ ، وَقَدْ رَوَاهُ عَقِيلُ بْنُ خَالِدٍ ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيَّانِ ، وَهُمَا مِنْ جِلَّةِ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلا . فَيَكُونُ هَذَا الْحَدِيثُ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ يَقَعُ لَنَا بَدَلا عَالِيًا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ . وَقَدْ وَهِمَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ فِي جَمْعِ رِجَالِ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، حَيْثُ جَعَلَ أَبَا الرَّبِيعِ هَذَا سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيَّ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، فَإِنَّهُ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخُتَّلِيُّ الْبَغْدَادِيُّ ، وَمُسْلِمٌ يَرْوِي عَنْهُمَا مَعًا فِي صَحِيحِهِ ، وَقَدِ اتَّفَقَا فِي الْكُنْيَةِ وَالاسْمً وَاسْمِ الأَبِ ، وَلَيْسَ يُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا إِلا الْمَاهِرِ فِي هَذِهِ الصَّنْعَةِ . وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الْخُتَّلِيِّ حَدِيثٌ آخَرُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ ، عَلَيْهِ السَّلامُ : أَسْرَفَ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ ، فِي مُسْنَدِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُمَا مَعًا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ فِي مُعْجَمِ شُيُوخِهِ ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا ، وَأَفْرَدَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثًا .