أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الْحَرْبِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَطَّارُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرَسْتُوَيْهِ الْفَارِسِيُّ النَّحْوِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، فِي مَنْزِلِهِ بِبَيْتِ الزَّعْفَرَانِ ، فِي رَجَبٍ ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ " . حَدِيثٌ جَلِيلٌ صَحِيحٌ ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ الْمَدِينِيِّ ، مِنْ مُحَدِّثِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَفُضَلائِهِمْ ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، تَرْجُمَانِ الْقُرْآنِ . رَوَاهُ عَنْهُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَزِيَّانِ ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وَغَيْرُهُمْ . أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْجُعْفِيُّ الْبُخَارِيُّ ، فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ مِنْ صَحِيحِهِ ، عَنْ أَبِي السَّكَنِ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ فَرْقَدٍ التَّمِيمِيِّ الْحَنْظَلِيِّ الْبَلْخِيِّ ، وَهُوَ مِنْ أَسْنَدِ شُيُوخِهِ الْخُرَاسَانِيِّينَ ، وَلَمْ يُحَدِّثْ مِنَ الأَئِمَّةِ سِوَاهُ ، وَكُلُّهُمْ حَدَّثَ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ : مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالْقَزْوِينِيُّ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ الأَرْبَعَاءِ ، مُنْتَصَفَ شَعْبَانَ ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ ، وَيُقَالُ : سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ ، وَهُوَ أَحَدُ شُيُوخِهِ فِي الأَحَادِيثِ الثُّلاثِيَّاتِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنِ التَّابِعِينَ ، وَهَذِهِ مَنْزِلَةٌ رَفِيعَةٌ ، وَهِمَّةٌ عَالِيَةٌ فِي تَحْصِيلِ عُلُومِ الشَّرِيعَةِ . وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى التِّرْمِذِيُّ ، فِي الزُّهْدِ ، مِنْ جَامِعِهِ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سُوَيْدٍ أَبِي الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيِّ ، وَصَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيِّ ، نَزِيلِ بَغْدَادَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، الَّذِي سُقْنَاهُ مِنْ حَدِيثِهِ ، فَوَقَعَ بَدَلا فِي رِوَايَتِهِ . وَفِي الْحَدِيثِ تَنْبِيهٌ وَدَلِيلٌ بِالإِخْبَارِ الصَّحِيحِ عَلَى مَحَلِّ هَذَيْنِ الصِّفَتَيْنِ ، وَعِظَمِ شَأْنِهِمَا ، وَجَلالَةِ خطرِهِمَا ، إِذْ لا يَتَوَصَّلُ إِلَى رِئَاسَةِ الدُّنْيَا وَسَعَادَةِ الآخِرَةِ إِلا بِهِمَا ، لَكِنْ إِذَا صَرَفَا فِي الطَّاعَةِ ، فَالْمَغْبُونُ مِنْ غُبِنَ صِحَّةَ جِسْمِهِ ، وَفَرَاغَ قَلْبِهِ ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ يُغْبَنُ فِيهِمَا بِاغْتِرَارِهِمْ بِدَوَامِهَا ، وَيَغْفُلُونَ عَنِ اغْتِنَامِهَا ، وَلا تُسْتَطَاعُ مَصْلَحَةٌ مِنْ مَصَالِحِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلا بِهِمَا ، فَقَدْ أَبْلَغَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُمَّتِهِ فِي النَّصِيحَةِ ، وَأَوْجَزَ فِي اللَّفْظِ ، بِلُغَتِهِ الْفَصِيحَةِ ، وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ كِفَايَةٌ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ وَفِقْهٌ ، وَهِمَّتُهُ شَرِيفَةٌ ، وَنِيَّتُهُ صَادِقَةٌ صَحِيحَةٌ .