أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْخَضِرُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الصَّفَّارُ ، يُعْرَفُ بِرجل ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ ، فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ ، إِذْنًا ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الشَّرَابِيُّ الشِّيرَازِيُّ ، بِهَا ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْبَزَّازُ بِتُسْتَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَرَّازُ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَةً ، فَأَسَرُوا رَجُلا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ ، يُقَالُ لَهُ : الأَصْيَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَقَّ لَهُ ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ الإِسْلامَ ، فَأَسْلَمَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَاهُ ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : مِنْ رَاكِبٍ نَحْوَ الْمَدِينَةِ سَالِمًا حَتَّى يُبَلِّغَ مَا أَقُولَ الأَصْيَدَا إِنَّ الْبَنِينَ شِرَارُهُمْ أَمْثَالُهُمْ مَنْ عَقَّ وَالِدَهُ وَبَرَّ الأَبْعَدَا أَتَرَكْتَ دِينَ أَبِيكَ وَالشَّمَّ الْعُلَى أَوْدَوْا وَتَابَعْتَ الْغَدَاةَ مُحَمَّدَا فَلأَيِّ أَمْرٍ يَا بُنَيَّ عَقَقْتَنِي وَتَرَكْتَنِي شَيْخًا كَبِيرًا مُفْنِدَا أَمَّا النَّهَارُ فَدَمْعُ عَيْنِي سَاكِبٌ وَأَبِيتُ لَيْلِي كَالسَّلِيمِ مُسْهِدَا فَلَعَلَّ رَبًّا قَدْ هَدَاكَ لِدِينِهِ فَاشْكُرْ أَيَادِيَهُ عَسَى أَنْ تَرْشُدَا وَاكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا أَصَبْتَ مِنَ الْهُدَى وَبِدِينِهِ لا تَتْرُكَنِّي مُوَحَّدَا وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ إِنْ قَطَعْتَ قَرَابَتِي وَعَقَقْتَنِي لَمْ أَلْفَ إِلا لِلْعِدَى , فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ أَبِيهِ ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ ، وَاسْتَأْذَنَهُ فِي جَوَابِهِ ، فَأَذِنَ لَهُ ، وَكَتَبَ : إِنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بِقُدْرَةٍ حَتَّى عَلا فِي مُلْكِهِ فَتَوَحَّدَا بَعَثَ الَّذِي لا مِثْلُهُ مَضَى يَدْعُو لِرَحْمَتِهِ النَّبِيَّ مُحَمَّدَا ضَخْمَ الدَّسِيعَةِ كَالْغَزَالَةِ وَجْهُهُ قَرْنًا تَأَزَّرَ بِالْمَكَارِمِ وَارْتَدَى فَدَعَا الْعِبَادَ لِدِينِهِ فَتَتَابَعُوا طَوْعًا وَكَرْهًا مُقْبِلِينَ عَلَى الْهُدَى وَتَخَوَّفُوا النَّارَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَانَ الشَّقِيَّ الْخَاسِرَ الْمُتَلَدِّدَا وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ مَيِّتٌ وَمُحَاسَبٌ فَإِلَى مَتَى هَذِي الضَّلالَةِ وَالرِّدَى , فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ ابْنِهِ ، أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ " .