أَخْبَرَنَا بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَمَوِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَاسِعِ بْنُ عَبْدِ الْكَافِي الأَبْهَرِيُّ ، أَخْبَرَنَا الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُخْتِيَارَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ المندائيِّ ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَرِيرِيُّ ، سَمَاعًا ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ زَوْجِ الْحُرَّةِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : " قَدِمَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ مُتَنَكِّرًا حِينَ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْعَدَهُ ، فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ أَتَاهُ بِهِ ، وَهُوَ مُتَلَثِّمٌ بِعِمَامَتِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَجُلٌ يُبَايِعُكَ عَلَى الإِسْلامِ ، فَبَسَطَ يَدَهُ ، فَحَسَر عَنْ وَجْهِهِ ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ بِكَ ، أَنَا كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ ، فَتَجَّهَمَتْهُ الأَنْصَارُ ، وَأَغْلَظَتْ لَهُ لِمَا كَانَ مِنْ ذِكْرِهِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلانَتْ لَهُ قُرَيْشٌ ، وَأَحَبُّوا إِيمَانَهُ وَإِسْلامَهُ ، فَأَمَّنَهُ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَنْشَدَهُ مُدْحَتَهُ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا : بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولٌ مُتَيَّمٌ عِنْدَهَا لَمْ يُشْفَ مَكْبُولُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ : وَقَالَ كُلُّ خَلِيلٍ كُنْتُ آمُلُهُ لا أُلْهِيَنَّكَ إِنِّي عَنْكَ مَشْغُولُ كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلامَتُهُ يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ نُبِّئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَوْعَدَنِي وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ مَأْمُولُ فِي فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلا كُشُفٌ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلا مَيْلٌ مَعَازِيلُ لا يَقَعُ الطَّعْنُ إِلا فِي نُحُورِهِمُ وَمَا لَهُمْ عِنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ فَنَظَرَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى مَنْ عِنْدَهُ مِنْ قُرَيْشٍ كَأَنُّه يُومِي إِلَيْهِمْ أَنِ اسْمَعُوا ، حَتَّى قَالَ : يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ ضَرْبٌ إِذَا عَرَّدَ السُّودَ التَّنَابِيلُ يُعَرِّضُ بِالأَنْصَارِ لِغِلْظَتِهِمْ عَلَيْهِ ، فَأَنْكَرَتْ قُرَيْشٌ مَا قَالَ ، وَقَالَتْ : لَمْ تَمْدَحْنَا إِذْ تَهْجُوهُمْ . فَلَمْ يَقْبَلُوا ذَلِكَ حَتَّى قَالَ : مَنْ سَرَّهُ كَرَمُ الْحَيَاةِ فَلا يَزَلْ فِي مِقْنَبٍ مِنْ صَالِحِ الأَنْصَارِ الْبَاذِلِينَ نُفُوسَهُمْ وَدِمَاءَهُمْ يَوْمَ الْهِيَاجِ وَسَطْوَةِ الْجَبَّارِ يَتَطَهَّرُونَ كَأَنَّهُ نُسُكٌ لَهُمْ بِدِمَاءِ مَنْ عَلَقُوا مِنَ الْكُفَّارِ صَدَمُوا قُرَيْشًا يَوْمَ بَدْرٍ صَدْمَةً زَالَتْ لِوَقْعَتِهَا جَمِيعُ نِزَارِ فَكَسَاهُ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بُرْدَةً اشْتَرَاهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مِنْ آلِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ بَعْدَهُ بِمَالٍ كَثِيرٍ ، فَهِيَ الْبُرْدَةُ الَّتِي يَلْبَسُهَا الْخُلَفَاءُ فِي الْعِيدَيْنِ . زَعَمَ ذَلِكَ أَبَانٌ .